توافق روسي تركي حول تصنيف الإرهابيين.. والجعفري ينتقد دول نافذة في مجلس الأمن

نفّى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تكون بين موسكو وأنقرة اختلافات حول تصنيف الإرهابيين في سورية، مؤكداً استئناف التعاون الثنائي في مجال محاربة الإرهاب.

وتابع لافروف في معرض تعليقه على لقاء جمعه أمس مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، قائلاً إنّ الجانب التركي يشاطر موسكو موقفها حول ضرورة انسحاب قوات المعارضة السورية من المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين.

وأكّد خلال المؤتمر الصحفي الختامي لاجتماع منظمة البحر الأسود للتعاون الاقتصادي بمدينة سوتشي جنوب روسيا: «على أولئك الذين لا يريدون أن يتضرروا بسبب الضربات الجوية، أن ينسحبوا من المواقع التي يحتلها الإرهابيون». وأضاف: «أكّد الشركاء الأتراك أنّهم يوافقون على هذا المنطق».

وأردف قائلاً: «بشكل عام لا توجد بيننا اختلافات حول تصنيف التنظيمات الإرهابية والفصائل غير الإرهابية».

ونبّه الوزير الروسي في هذا الخصوص، من أنه سبق لروسيا أن اقترحت ادراج تنظيمي «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» على القائمة الأممية للمنظمات الإرهابية، نظراً لتوفر شهادات حول خرق هذين التنظيمين لكافة أعراف الحرب، لكن هذا الاقتراح لم يحظ آنذاك بالتأييد بالإجماع في مجلس الأمن الدولي.

وأضاف: «تهتّم روسيا وتركيا على حد سواء بانسحاب المعارضة الوطنية البناءة التي ما زالت تتمركز في المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين، من تلك المناطق، وإلا سنعتبر هؤلاء المعارضين كمتواطئين مع جبهة النصرة وداعش».

وأكد لافروف أنّه اتفق مع تشاووش أوغلو على استئناف اجتماعات فريق العمل الروسي- التركي المشترك الخاص بمحاربة الإرهاب، والذي علّقت موسكو عمله منذ 7 أشهر إثر حادثة إسقاط قاذفة «سو- 24» الروسية في سماء سورية من قبل سلاح الجو التركي.

وأعرب لافروف على أمله في تطوير الاتصالات مع تركيا عبر القنوات الأخرى، بما في ذلك الاتصالات بين الجيشين الروسي والتركي.

وأضاف الوزير أنّ حكومتي البلدين ستجريان في القريب العاجل اتصالات حول تطبيع مجمل العلاقات الورسية-التركية. وأضاف أنّه تلقى خلال لقائه وزير الخارجية التركي تأكيدات على استعداد أنقرة لإتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لضمان أمن السياح الروس في أراضي تركيا.

بدوره قال وزير الخارجية التركي للصحفيين، إن أنقرة تحارب تنظيم «داعش» بصورة مباشرة، ونفّى أن يكون لهذا التنظيم الإرهابي أيّ صلة بالإسلام.

ووصّف تشاووش أوغلو الوضع في سورية، بأنّه «غير واعد»، ودعّا اللاعبين الخارجيين إلى العمل سويّة من أجل تسويّة الأزمة بالوسائل السياسية وضمان نظام مستقر لوقف إطلاق النار.

كما أكّد الوزير أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مستعد للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قبل قمة العشرين المرتقبة في الصين في أيلول المقبل، ومستعد للذهاب إلى روسيا لهذا الغرض. وتابع أنّ الطرفين يبحثان الموعد المحتمل للقاء حاليا.ً

وفي السياق، أكّد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أنّه من المؤسف أن تبادر بعض الدول النافذة في مجلس الأمن إلى عرقلة تصنيف المجموعات المسلحة على قائمة الإرهاب.

وقال الجعفري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء مراجعة استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب بعد عشر سنوات على إقرارها: نؤكد على ضرورة منع تزويد المجموعات الإرهابية بالمزيد من الأسلحة ولاسيما الأسلحة الكيماوية. وأضاف الجعفري إنّ محاولة بعض الدول الأعضاء تبرير تدخلها في سورية يمثل تلاعباً بأحكام الميثاق الدولي وتضليلاً للرأي العام.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد أكّد أنّ الحل في سورية ممكن إذا ما بدأ الحوار بين السوريين. وأشار إلى أنّ الأمر سيصعب إذا ما آستمرت بعض الدول كتركيا وقطر والسعودية بدعم الإرهابيين، لافتاً إلى أنّ «التنسيق بين سورية وإيران وروسيا هو على أعلى المستويات».

وقال الأسد في مقابلة مع قناة «اس بي اس» الاسترالية إنّ الوصول إلى الرقة مسألة وقت، وأنها مهمة كدمشق وحلب وأيّ مدينة أخرى، مضيفاً إن الوصول إليها ليس صعباً جداً من الناحية العسكرية، ومؤكداً على المضي في هذا الإتجاه.

وأكد الأسد على وجود حوار غير مباشر وتبادل رسائل مع الولايات المتحدة، لافتاً إلى ازدواجية في مواقف الغرب الذي يهاجم الحكومة السورية سياسياً في حين يرسل مسؤولينه للتعامل معها من تحت الطاولة. وأضاف أنّ سورية ترحب بأيّ جهد لمحاربة الإرهاب، معتبراً أنّ الجهد يجب أن يكون حقيقياً وليس شكلياً أو استعراضياً، ومن خلال الحكومة الشرعية في سورية».

وعن تصنيف المعارضة السورية، قال الأسد «نحن لا نصنف كل المعارضة إرهابية، بل فقط من يحملون السلاح ويروّعون الناس ويعتدون على المدنيين». وأكّد أنّ وقف إطلاق النار لايزال سارياً في بعض المناطق لكنه لم يعد سارياً في مناطق أخرى.

ميدانياً، أكّد بيان للجيش العربي السوري أنّ المجموعات الإرهابية ارتكبت جريمة بقتل الطيار الذي هبط في منطقة سيطرة «جيش الاسلام». واعتبر بيان الجيش أن هذا العمل الجبان يتنافى مع كل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية في التعامل مع الأسرى. مشيراً إلى أنّ جريمة ما يسمى بجيش الإسلام لن تمر دون حساب عسير.

وكانت وكالة «سانا» نقلت عن مصدر عسكري سوري قوله إنّ طائرة حربية تحطمت في ريف دمشق الشرقي صباح أمس، بسبب خلل فني، وأوضح المصدر أنّ الطائرة كانت تقوم بمهمة تدريبية وأنّ الطيار تمكن من القفز منها بمظلته.

إلى ذلك، أعلّنت جماعات إرهابية السيطرة على بلدة كنسبا في ريف اللاذقية في شمال غرب سورية، بعد معارك عنيفة مع قوات الجيش السوري منذ ليلة الخميس.

ونشرت مواقع «الجبهة الإسلامية» التي تتشكل من عدة جماعات مسلحة إرهابية مثل «حركة أحرار الشام» و«كتائب صقور الشام» وتنظيمات إسلامية أخرى، نشرت مقطع فيديو وصورا لمسلحيهم في بلدة كنسبا.

وكان الإرهابيون تعرضوا في غرب حلب إلى خسائر كبيرة اضطرتهم لاستقدام قوات إضافية من جنوب حلب، للحيلولة دون إغلاق طريق إمدادهم الوحيد من غرب المدينة إلى داخلها.

وذكرت مصادر لوكالة أنباء «فارس»، في حلب بأن عمليات قوات الجيش السوري في غرب حلب بلغت ذروتها، بعد أن كانت قد بداتها قبل 5 أيام.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى