عبد السلام وصل الرياض للتباحث في المسار السياسي
أكّدت مصادر يمنيّة أنّ رئيس وفد أنصار الله محمد عبد السلام وصل إلى السعوديّة برفقة المبعوث الأمميّ إسماعيل ولد الشيخ أحمد، للتباحث بشأن المسار السياسيّ ودعم جهود التهدئة على الحدود اليمنيّة السعوديّة.
وقد انتهت مشاورات السلام اليمنيّة اليمنيّة في الكويت بالاتفاق على نقل أعمال لجنة التهدئة والتواصل الميدانيّة إلى ظهران الجنوب في السعودية، ومباشرة أعمالها من هناك، وتفعيل أعمال اللجان الميدانيّة لتثبيت وقف إطلاق النار.
وكان عضو وفد حركة أنصار الله في الكويت حمزة الحوثي، توقّع بُعَيدَ عودة الوفد الوطنيّ اليمنيّ من الكويت إلى العاصمة اليمنيّة صنعاء، أن «يكون هناك تصعيداً عسكريّاً خلال المرحلة القادمة وخلال أيام العيد، وما بعد العيد». وبناءً على ذلك، خاطب الشعب اليمنيّ والجيش واللجان الشعبيّة قائلاً: «الحذر ثمّ الحذر، واليقظة، فصمودُكُم خلال هذين الأسبوعين سيكون عبارة عن صمود مفصليّ لمستقبل اليمن، ولترسيخ قناعة المجتمع اليمنيّ في أن يكون هناك حل سياسي ناجز إن شاء الله».
ومن مؤتمر صحافيّ عقده في مطار صنعاء، تطرّق الحوثي إلى شرح مجريات المفاوضات خلال الـ70 يوماً في العاصمة الكويتيّة، وقال «الوفد الوطنيّ خاض مفاوضات شاقّة وصعبة على مدى أكثر من سبعين يوماً، وتمحورت النّقاشات على ثلاثة محاور رئيسيّة المحور الأول تمثّل بالمشاورات حول الجانب السياسيّ، أولها المشاورات حول المؤسّسة الرئاسيّة وموضوع التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وكذلك موضوع استئناف الحوار السياسيّ من النقطة التي تمّ التوقّف عندها».
أمّا المحور الثاني من المفاوضات، بحسب الحوثي، فتمثّل بالنقاشات حول «موضوع الترتيبات العسكريّة والأمنيّة في عموم الجمهوريّة اليمنيّة، وعلى كافّة الأطراف اليمنيّة نتيجة ما أفرزه العدوان من وضع عسكريّ وأمنيّ معقّد، العمل والسَّعِي من قبل الجميع لتطبيع هذا الوضع العسكريّ والأمنيّ بما يساعد السلطة التنفيذيّة الجديدة المتوافق عليها من بسط نفوذها على كافّة الأراضي اليمنيّة، وإدارة دفَّة المرحلة السِّيَاسِيَّة الانتقاليّة من جديد».
وحول الجانب الإنساني، وهو المحور الثالث والأخير من المفاوضات، أوضح الحوثي أنّه تمّت مناقشة موضوع المعتقلين وكيفيّة إطلاقهم، وأضاف: «لمسنا أنّ هناك عجز من قبل الطرف الأخر حتى في إطلاق معتقل واحد نظراً لانفصالهم عن الميدان، وكذلك بإعادة الإعمار والتعويضات وبقيّة التفاصيل، وكان وفدنا الوطني وهو يجري المشاورات على مدى سبعين يوماً يعي جيّداً أنّ عليه مسؤوليّة كبيرة، ويعي جيداً معاناة الشعب اليمنيّ وتضحيات أبناء الشعب اليمنيّ الشهداء والجرحى، وبالتالي كان يسعى جاهداً إلى تقديم الحلول المنصفة والرؤى المنطقيّة والعادلة والموضوعيّة والمستندة إلى مرجعيات العمليّة السياسيّة استناداً كاملاً».
ميدانياً، أفادت مصادر محليّة للميادين باستمرار المواجهات العنيفة بين قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي مسنودة بالتحالف السعودي من جهة، وقوات الجيش واللجان الشعبيّة من جهة أخرى، في معسكر اللواء 35 ومحيطه غربي مدينة تعز.
يأتي ذلك بعد إعلان الجيش واللجان سيطرتهما على أجزاء واسعة من المعسكر، وتأكيد قوات الرئيس هادي في المقابل على صدّ الهجوم بمساندة طائرات التحالف السعودي.
المواجهات لم تقتصر على المحور الغربي، بل امتدّت إلى منطقة الضباب ومحيط السجن المركزي عند المدخل الجنوبيّ للمدينة، وكذلك منطقة ثعبات شرقاً، فيما تشهد مديريّة الوازعيّة قصفاً مدفعيّاً متبادلاً بين الطرفين جنوب غربي المحافظة جنوب اليمن.
تكثّفت الغارات الجوية للتحالف السعودي على مناطق اليمن، وشملت الجوف وحرض ومأرب. وقد أدّى قصف التحالف السعودي على المتون في محافظة الجوف إلى استشهاد ثلاثة أطفال.
هذا، فيما تدور اشتباكات عنيفة عند معبر الجمارك في حرض غرب اليمن بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة، والتحالف السعودي من جهة أخرى، الذي حاول التقدّم تحت غطاء جوي.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع اليمنيّة التصدّي لمحاولة تقدّم لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي شرق مديريّة صرواح في محافظة مأرب شمال اليمن، كذلك تدور مواجهات في تعز وسط اليمن بين الطرفين.
وعلى صعيد المفاوضات السياسيّة بين أطراف النزاع، اتّهم عضو وفد صنعاء إلى محادثات الكويت حمزة الحوثي، وفد الرياض بالسّعي إلى إفشال المحادثات.
وفي مؤتمر صحافي بمطار صنعاء بعد عودة الوفد من الكويت، قال الحوثي إنّ وفد الرياض لا يرغب في حلّ الأزمة اليمنيّة.
من جانبه، أوضح رئيس وفد حزب المؤتمر ضمن وفد صنعاء عارف الزوكا، أنّ تعليق المشاورات جرى بطلب من المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أعلنت بدورها تحفّظها على خطة السلام لليمن التي اقترحتها الأمم المتحدة. وفي بيان لها،
أكّدت أنّ الخلاف مع من وصفتهم بالانقلابيّين ما زال جوهرياً. الحكومة رأت أنّ تعنّت الوفد الآخر ومراوغته منعا الاتفاق على أيّ من القضايا الرئيسيّة المحدّدة في جدول الأعمال.
وأوضح البيان، أنّ الوفد الحكومي لم يوافق أو يلتزم بمناقشة أيّة مقترحات لا علاقة لها بالمرجعيّات المحدّدة للمشاورات.