الراعي: الشرق في حاجة ماسّة إلى الحضور المسيحي

أشار البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، خلال ترؤسه قداساً إلهياً في كنيسة مار أنطونيوس البادواني المارونية في سينسيناتي ـ أوهايو في الولايات المتحدة الأميركية،

إلى أنّ المسيحيين في الشرق الأوسط «يعانون الظلم والقهر بسبب إيمانهم. فهم ضحايا العنف، وضحايا الأزمات بين الشرق والغرب وجنون المنظمات الإرهابية».

وبعد القداس، أقامت رعية مار أنطونيوس في سينسيناتي، بالتعاون مع رعية مار اغناطيوس في دايتون، لقاء عشاء مشتركاً على شرف الراعي، افتتح بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء بلدة القاع، الذين رفع البطريرك الماروني الصلاة لراحة نفوسهم.

وقال الراعي: «نحن نؤكد لكم أننا في الشرق الأوسط، لا نخاف ولا نخشى شيئًا، لا بل زدنا شجاعة وزدنا يقيناً بأنّ هذا الشرق الذي تحكمه اليوم لغة الحرب والدمار والعنف هو بحاجة ماسة إلى الحضور المسيحي، ونحن مقتنعون أكثر من أي وقت مضى بأننا سنبقى في هذا الشرق لأننا مؤتمنون على إنجيل يسوع المسيح، وعلى جذور المسيحية العالمية. فنحن بحاجة إلى صلاتكم وتضامنكم معنا».

وتوجّه إلى أبناء الجالية اللبنانية قائلاً: «من المهم جداً أن تقوموا باستمرار بزيارة أهلكم وبلداتكم في لبنان، فهذا يقويهم ويشجعهم. ومن الجميل أن تقوموا بمبادرات مع قراكم وعائلاتكم كي يشعروا بأنكم تساندوهم وأنكم إلى جانبهم».

وأضاف: «العمل الأهم الذي يمكن أن تقوموا به في هذا الموضوع، هو أن تحافظوا على جنسيتم وتسجلوا وقوعاتكم الشخصية في سجلات النفوس اللبنانية، من أجلكم ومن أجل أولادكم، ولأهميته على مستويات عدة أولها أن تحافظوا على حقوقكم المدنية. فالأرض باقية والأنظمة تتغير. البلدان تتغير والأرض باقية. فلا تقولوا لن يفيدنا الأمر، فقطعة أرض في لبنان هي كنز وربح، لكم ولاولادكم. وثانيها أنّ النظام السياسي في لبنان يقوم على الديمغرافيا. فلا يجوز أن يهمل اللبنانيون عامة والمسيحيون خاصة تسجيل وقوعاتهم في لبنان. وكم يؤلمني أنّ يكون المغترب اللبناني حياً يرزق حيث هو في الخارج فيما هو ميت في لبنان. لا يمكننا أن نقبل بذلك، حافظوا على تسجيلاتكم في لبنان لأنّ ذلك يفيدكم جداً ويفيد النظام اللبناني خاصة سياسياً وإلا نكون قد قضينا عليه عبر ضرب أحد جناحيه، الجناح المسيحي».

وختم: «أرجوكم أن تتعاونوا مع البعثات الدبلوماسية ومع المؤسسات المعنية ومع الأبرشيات والرعايا، لأنه إذا كنتم فعلاً تحبون وطنكم، تحافظون على جنسيتكم، وعلى التوازن المسيحي ـ الإسلامي فيه كي تستمر رسالة هذا الوطن في الشرق الأوسط، فلا نضحي بهذه الرسالة بسبب الإهمال واللامبالاة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى