نورا رحّال: الغناء هو الأهم بالنسبة إليّ… أما التمثيل فهواية
محمد سمير طحّان
تحرص الفنانة نورا رحّال على التواجد في الساحة الفنية لتبقى على تواصل مع الجمهور على رغم اقتصار إطلالاتها الغنائية في السنوات الأخيرة على الأغاني الوطنية، نتيجةً لما تتعرّض له سورية من حرب إرهابية. إلا أنها أطلّت
عبر الدراما في أدوار عدّة، مُظهرة قدرة وموهبة لافتتين في التمثيل. وهي الآن بانتظار عرض فيلم «ماورد» الذي شاركت فيه مؤخراً عبر شخصية «لوسيان»، لترصد ردّ فعل الجمهور حياله.
حول إطلالاتها في الدراما، تقول الفنانة رحّال: لا أعتبر نفسي ممثلة إلى اليوم، وما زال جانب الغناء هو الأهم بالنسبة إليّ، ومن خلاله أكوّن شخصيتي الفنية وعبره أرى أفكاري وطموحي، وأشكّل نظرتي إلى الحياة. أما التمثيل فهو بالنسبة إليّ هواية ويقدّم فرصة لأكون موجودة على الساحة الفنية مع الناس بعد تراجع النشاط الغنائي من جرّاء الأزمة في سورية، والظروف الصعبة في باقي البلدان العربية.
وتتابع صاحبة أغنية «عذّب قلبي»: كوني لا أقدّم تنازلات في مجال الغناء، ومع توقف المهرجانات الثقافية والفنية الكبيرة في سورية خلال السنوات الأخيرة بسبب الحرب، وقلّة المهرجانات العربية، لذلك تعدّدت إطلالاتي الدرامية وإن كانت قليلة عموماً. ودائماً يتم اختياري للأدوار التي تشبهني من ناحية الشكل والطرح والتي أستطيع تأديتها.
وتوضح صاحبة ألبوم «دنيتي أحلى» أنّ النمط الدرامي الذي ينتمي له العمل لا يعنيها بقدر ما يعنيها موضوعه والطرح الفكري الذي يقدّمه ورسالته إلى الناس، إلى جانب النصّ الجيد والشخصية المناسبة لتلعبها. مبيّنة أنها إلى الآن لم تطرح نفسها كممثلة على الوسط الدرامي. فمشاركاتها في أغلبها كضيفة شرف، لذلك لم تأخذ الدور الذي يُظهر إمكاناتها الحقيقية في عالم التمثيل.
وتقول: مهمة المخرجين أن يستشفوا قدرات الممثل ويسندوا الأدوار لمن يمكن أن يلعبها بالشكل الأفضل. وسيأتي الوقت الذي يكون لدي مشروع في الدراما أقدّم من خلاله الشخصية التي كتبت خصيصاً لي وأعطيها كل طاقتي كما أعمل في الغناء.
وتشير إلى أن خيارات الفنان تؤثر على مسيرته الفنية وتبقى النوعية التي يقدّمها للناس هي الأساس في تقييم هذا المشوار الفني. موضحة أنها تعودت على تقديم أسلوبها الخاص للناس عبر الغناء، أما في التمثيل فهي مقيدة برؤية الكاتب والمخرج لشكل الشخصية وخطّ سيرها الدرامي ضمن العمل.
وترى صاحبة شخصية «عطر» في مسلسل «بيت جدّي» أن حالة الفوضى التي تسيطر على الساحة الفنية العربية تجبر بعض الفنانين على تقديم تنازلات ليبقوا موجودين، ما يؤثر على السوية الفنية للأعمال التي يقدمونها وهذا يؤثر على اسمهم ومشوارهم الفني.
وتقول: مشاركتي السنة الماضية في مسلسل «حرائر» لم تأت بسبب الشخصية التي قدّمتها، إنما لقناعتي بالعمل ككل من خلال نصّه المتقن وتوجّه أفكاره التنويرية، إلى جانب الصورة الإخراجية الاحترافية. فالعمل الذي أشارك فيه أشعر بأني جزء بسيط منه واستمتع بلعب دوري فيه.
وتجد صاحبة أغنية «عينك على بلادي» أن ما يميّز الدراما السورية أنها واضحة وصريحة ومباشرة في طروحاتها وتحكي لغة العصر في مواضيعها، حتى في الأعمال التاريخية كانت هناك إسقاطات ورسائل تحاكي مشاكلنا الحالية. لافتة إلى أن الدراما تأثرت بالأزمة كما تأثر كل شيء من حولنا.
وتقول رحّال: تضطر شركات الإنتاج اليوم لتقديم مواضيع بمضامين فكرية أقل من السابق، تتناسب مع الحالة التسويقية الصعبة التي تعاني منها الدراما وإرضاء شروط القنوات التي تشتري هذه الأعمال. معتبرة أن الأعمال المشتركة التي تنتج في الخارج تقدّم حالة دمج جميلة مع الآخرين وتحمل وجهات نظر متعدّدة.
وتدعو صاحبة شخصية «سليمة» في مسلسل «حرائر» الفنانين السوريين الذين يعملون خارج سورية إلى المحافظة على هويتهم وشخصيتهم السورية ليبقوا على نجوميتهم ونجاحهم، وأن يقدّموا المواضيع التي تهمّ الشعب السوري الحقيقي الذي أحبّهم وكان السبب في نجوميتهم.
وتؤكّد صاحبة شخصية «الأميرة ديانا» في فيلم «مجنون أميرة» أن الدراميين والموسيقيين السوريين لهم دور إيجابي في كل العالم العربي عبر ما يقدّمونه في الأعمال التي يشاركون فيها. مؤكدة أن الاعتماد على الكوادر الدرامية السورية سيزداد مستقبلاً في الدراما العربية.
وتشير رحّال إلى أن واقع الأجور للفنانين داخل سورية مقارنة بالأجور في الخارج سيّئ جدّاً للجميع. داعية إلى إيجاد الحلول لهذا الموضوع لأنه يؤثر على سير العمل، كون الفنان لن يكون قادراً على التفرّغ لعمله.
وترى أن واقع الدراما السورية حالياً يعاني من صعوبات ومشكلات متعدّدة، داعية المؤسسات المعنية بالدراما إلى إيجاد حلول لها بأسرع وقت، وضرورة تحمّل الشركات الخاصة مسؤوليتها للنهوض بصناعة الدراما.
وتعبّر رحّال عن تفاؤلها بمستقبل الدراما السورية وتختم: تفاؤلي بمستقبل الدراما نابع من ثقتي بالإنسان والفنان السوري، بما يملكه من عمق فكري وقدرة فنية وهمّ إنساني. ولن تتراجع الدراما بعد ما حققته من تطوّر وحصدت النجاح في كلّ العالم العربي.