تفجيرات مطار أتاتورك… الرسائل والتبعات

خصّصت الصحف الغربية حيّزاً واسعاً للتحليلات والتقارير إزاء التفجيرات الإرهابية التي طاولت مطار أتاتورك في اسطنبول التركية.

وفي هذا الصدد كتبت «غارديان» في افتتاحيتها أن التعاطف العالمي بعد الهجوم الأخير على مطار أتاتورك في مدينة اسطنبول لا يعكس فقط الخوف من الاعتداء، لكنه يشير أيضاً إلى أن الإرهاب قد يضرب في أي مكان يتوجه إليه الناس خلال حياتهم اليومية.

ومن جانبها، اعتبرت افتتاحية «إندبندنت» الهجوم الإرهابي الأخير على مطار اسطنبول تذكيراً واضحاً بأن هناك بعض الأزمات في الشؤون الدولية أكبر من إنهاء بريطانيا عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وأشارت الصحيفة إلى أن الأتراك اليوم يعيشون حالة من الخوف بعد أن كانوا لعقود أمة في سلام مع نفسها وجيرانها.

وفي السياق، أشارت افتتاحية «تايمز» إلى أن الهجوم الوحشي على مطار أتاتورك في اسطنبول هو تذكير بأن تركيا وضعت نفسها على خط المواجهة في الحرب ضد الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم «داعش».

من ناحيتها، أشارت «فايننشال تايمز» إلى أن هجوم اسطنبول يُظهر حاجة تركيا إلى مساعدة الحلفاء إذا أرادوا دحر تنظيم «داعش»، وأن هذه الجريمة البشعة تؤكد مدى عمق تورط تركيا في الدوامة الممتدة عبر حدودها مع سورية والعراق.

واعتبرت صحيفة «ديلي بيست» الأميركية أن الهجوم الذي استهدف مطار أتاتورك في اسطنبول، هو رسالة إنذار للغرب بأن تنظيم «داعش» الذي يرجح أنه يقف وراء الهجوم، قد يسعى خلال الفترة المقبلة إلى مهاجمة أهداف سهلة، في إطار رده على الخسائر المتتالية التي تلقاها في كل من العراق وسورية. وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم يشير إلى تخطيط متطور من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة في عمليات استهداف المطارات، خصوصاً أن الهجوم يأتي عقب ثلاثة أشهر من مهاجمة مطار بروكسل في بلجيكا. وعلى رغم عدم تبنّي أي جهة للهجوم، إلا أن خبراء ومحللين يؤكدون أن التفجير يحمل بصمات تنظيم «داعش»، مؤكدين أن العملية والتخطيط لها كانا مفاجئين.

ودعت الصحيفة سلطات أمن المطارات في الولايات المتحدة الأميركية إلى ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية حول تلك المطارات، ومراقبة جميع الوافدين إليها، وضرورة أن تكثف سلطات الأمن خطوط الدفاع قبل دخول الراغبين بالسفر للمطارات.

«تلغراف»: روسيا وتركيا تنسّقان معاً سياستهما في سورية!

نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية موضوعاً مشتركاً لمراسلها في العاصمة الروسية موسكو رونالد أوليفانت وزميله في أنقرة ضياء ويز، ويحاول التقرير أن يرصد التغيرات المنتظرة في سياسات البلدين بعد عودة العلاقات بينهما إلى ما كانت عليه قبل أزمة إسقاط المقاتلة الروسية من قبل الجيش التركي.

وتعتبر الجريدة أن الاعلان عن المصالحة بين البلدين تأتي في وقت انصاعت في الولايات المتحدة لرغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتنسيق معاً في مواجهة الجماعات الإهرابية في سورية.

وتقول الصحيفة إن السياسة التركية ستنصب بالطبع على تأمين موقفها من المخاوف التاريخية من إنشاء دولة كردية على حدودها وهو ما يحدث حالياً في شمال سورية.

وتطرح أيضاً تصريحات لمسؤول بارز في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وأوضح أنّ الطرفين يتفقان معاً على رفض تأسيس دولة كردية شمال سورية.

وتضيف الصحيفة أن الاتراك وجدوا انهم بحاجة إلى التعاون مع روسيا مرة أخرى في ملف التفجيرات التي شهدها مطار أتاتورك والتي اتهم فيها عدد من المسلحين المولودين في روسيا. وتوضح أن العقل المدبر للهجوم هو أحمد شاتاييف أحد المحاربين الاسلاميين المخضرمين خلال الحرب الروسية في الشيشان والذي تعتقد الحكومة الروسية أنه يشغل منصباً أمنياً رفيعاً في تنظيم «داعش».

«نيزافيسيمايا غازيتا»: مسلمو أستراليا يغوصون في الكراهية

تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية الانفجار الذي وقع قرب مسجد في مدينة بيرت الأسترالية، مشيرة إلى أنّ منفّذي العملية هم «المناضلون من أجل قارة بيضاء» أو المسلمون الراديكاليون.

وجاء في المقال: لم يسبب هذا الانفجار وقوع ضحايا بشرية، وعند مقارنته بالمعايير التركية أو شمال القوقاز يكون من الصعب اعتباره عملاً إرهابياً. ولكن مع ذلك كان صدمة قوية للمدينة. إلى الآن ليس هناك رأي واضح في شأن تحديد منفذي العملية، هل هم «المناضلون من أجل قارة بيضاء» أم المسلمون المتطرفون؟

ويذكر ان الانفجار وقع قرب مسجد الكلية الإسلامية في مدينة بيرت التي يبلغ تعداد سكانها مليوني نسمة يوم 29 حزيران الماضي. لم يُصب أحد بضرر نتيجة الانفجار. يقول البعض أن عدم وقوع ضحايا لأن الخيار الدموي لم يدخل في مخطط الإرهابيين، حيث كان هدفهم تبيان أن بيرت ليست مكاناً للمسلمين. يحاول انصار هذا الرأي اثباته بوجود كلمات معادية للإسلام مكتوبة على السور الذي كانت السيارة التي فجرت تقف خلفه.

حول هذا كتب يحيى عبد ابراهيم الاستاذ في الكلية الإسلامية في شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» يقول: من دون شك هذا دليل على الكراهية. ولا يهم من قام به شخص واحد أم مجموعة أشخاص. وحسب قوله، أراد الإرهابيون إرهاب المسلمين ونشر روح الكراهية في مدينة بيرت، التي يعيش سكانها بسلام ووئام.

منطقياً يمكن أن يكون هذا الانفجار من تنظيم المهاجرين غير الشرعيين، حيث تنظم في أستراليا خلال السنوات الأخيرة اجتماعات احتجاجية ضدّ المدّ الإسلامي وتأثيره على القيم التقليدية في البلاد. ففي نيسان عام 2015 نظمت الحركة المناهضة للهجرة «Reclaim Australia نعيد أستراليا» عدداً من الفعاليات الاحتجاجية في المدن الأسترالية ضد إصدار شهادات المواد الغذائية «الحلال» والنية في مساواة الشريعة بقوانين الدولة.

تعارض هذا أيضاً مجموعات الشباب اليمينية المتطرّفة، على رغم انها لم تقم بأي عمل مخل بالقوانين السارية. إن سبب ضعف هذه المنظمات يعود إلى اللباقة السياسية وإلى الاجراءات الصارمة التي أقرّتها السلطات لمنع زعزعة استقرار البلاد، حيث تسري في البلاد المنظومة الإنكلوسكسونية للقوانين التي تسمح حتى بحبس المراهق مدى الحياة.

يبلغ عدد المسلمين في أستراليا حوالى نصف مليون شخص هاجروا من بلدان الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا ومن مناطق أخرى. إن قوانين الهجرة وتسامح السلطات مع المسلمين تساعد الراديكاليين المسلمين في الحصول على الاقامة في أستراليا، حيث خلال السنوات العشرين الأخيرة أصبحت ملاذاً للمجموعات الإرهابية مثل «الشباب» الصومالية و«الجماعة الإسلامية» و«أبو سياف» وغيرها، ومنذ عام 2014 أعلنت هذه المجموعات ولاءها لـ«داعش».

المسلمون الراديكاليون في استراليا حالياً هادئون ولا يقومون بأي نشاط ويراعون القوانين السارية، لذلك تطلق عليهم الأجهزة الأمنية في أستراليا اسم «الإرهابيون النائمون». ولكن مع هذا يقومون بتجنيد الشباب وتنفيذ عمليات استفزازية صغيرة مثل اغتصاب الفتيات على الشاطئ الذي يسمّونه «جهاد النكاح». كما يقومون بعمليات استفزازية لخلق الفوضى والبلبلة في المجتمع، فمثلاً يمكنهم قتل رجلاً مسلماً معروفاً واتهام الأجهزة الأمنية بقتله كما يحصل في شمال القوقاز وحوض الفولغا.

كما تعتبر الأجهزة الأمنية الأسترالية وجود رسوم الغرافيتي المعادية للإسلام على السور قرب المسجد، كان حافزاً للمتطرّفين لتنفيذ الانفجار المذكور، كعملية استفزازية.

«تايمز»: تركيا على خط المواجهة بعد تفجيرات اسطنبول

ركّزت بعض العناوين الرئيسة لأبرز الصحف البريطانية الصادرة السبت الماضي على تفجيرات اسطنبول وتداعياتها والتحدي الأمني الذي تواجهه تركيا.

فقد كتبت «غارديان» في افتتاحيتها أن التعاطف العالمي بعد الهجوم الأخير على مطار أتاتورك في مدينة اسطنبول لا يعكس فقط الخوف من الاعتداء، لكنه يشير أيضاً إلى أن الإرهاب قد يضرب في أي مكان يتوجه إليه الناس خلال حياتهم اليومية.

وأشارت الصحيفة إلى تنبيه الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أكد فيه بعد إعلان الحداد الوطني أن هذه التفجيرات كان يمكن أن تقع في أي مطار أو مدينة في العالم لأن هذه التنظيمات الإرهابية لا تفرّق بين اسطنبول ولندن أو أنقرة وبرلين أو إزمير وشيكاغو أو أنطاليا وروما. التعاطف العالمي بعد الهجوم الأخير على مطار أتاتورك في مدينة اسطنبول لا يعكس فقط الخوف من الاعتداء، لكنه يشير أيضاً إلى أن الإرهاب قد يضرب في أي مكان يتوجه إليه الناس خلال حياتهم اليومية.

وأضافت أنه بعد هجمات باريس وبروكسل لا يظن أحد أن هناك دولة في مأمن من هذا النوع من الهجمات حتى وإن كانت بعض الهجمات تثير غضباً دولياً أكثر من غيرها، كما حدث في باريس حيث لم يلحظ أحد حملة على صفحات التواصل الاجتماعي بعنوان «أنا اسطنبول» على غرار ما حدث بعد الهجوم على مجلة «شارلي إيبدو» في باريس.

ومن جانبها، اعتبرت افتتاحية «إندبندنت» الهجوم الإرهابي الأخير على مطار اسطنبول تذكيراً واضحاً بأن هناك بعض الأزمات في الشؤون الدولية أكبر من إنهاء بريطانيا عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وأشارت الصحيفة إلى أن الأتراك اليوم يعيشون حالة من الخوف بعد أن كانوا لعقود أمة في سلام مع نفسها وجيرانها.

وترى الصحيفة أن التنمية الاقتصادية والصناعية والرخاء المتزايد الذي تتمتع به تركيا حالياً وحرية الصحافة والمناخ الديمقراطي الذي تعيشه يتعرض كله الآن للخطر، وستتراجع بعض جوانب مجتمعها الحر لأن لديها حكومة تزيد الأمر سوءاً، ولذا يجب على الجميع أن يشعر بالخوف مما يخبئه المستقبل لها.

وفي السياق، أشارت افتتاحية «تايمز» إلى أن الهجوم الوحشي على مطار أتاتورك في اسطنبول هو تذكير بأن تركيا وضعت نفسها على خط المواجهة في الحرب ضد الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم «داعش».

ورأت الصحيفة أن الهجوم الأخير محاولة لتخويف تركيا لاستنزاف إرادتها للقتال ضمن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم، وشل صناعة السياحة الضعيفة بالفعل.

من جانبه، يشير مقال «فايننشال تايمز» إلى أن هجوم اسطنبول يظهر حاجة تركيا لمساعدة الحلفاء إذا أرادوا دحر تنظيم «داعش»، وأن هذه الجريمة البشعة تؤكد مدى عمق تورط تركيا في الدوامة الممتدة عبر حدودها مع سورية والعراق.

وترى الصحيفة أنه بعد هذه المأساة الأخيرة قد يغير حكام تركيا رأيهم في أن التهديد الوجودي الحقيقي من الأكراد أكثر من تنظيم «داعش»، وستحتاج تركيا إلى كل مساعدة من حلفائها وأصدقائها لمواجهته.

«ديلي بيست»: هجوم اسطنبول رسالة إنذار للغرب

اعتبرت صحيفة «ديلي بيست» الأميركية أن الهجوم الذي استهدف مطار أتاتورك في اسطنبول، هو رسالة إنذار للغرب بأن تنظيم «داعش» الذي يرجح أنه يقف وراء الهجوم، قد يسعى خلال الفترة المقبلة إلى مهاجمة أهداف سهلة، في إطار رده على الخسائر المتتالية التي تلقاها في كل من العراق وسورية.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، إنّ عدد القتلى من جراء الاعتداء ارتفع إلى 36 من بينهم ثلاثة انتحاريين نفذوا الهجوم، وفي وقت سابق أعلن وزير العدل التركي، بكر بوزداغ، سقوط 31 قتيلاً وإصابة 147 آخرين بجروح من جراء الاعتداء، ومن قبله وفي حصيلة أولية ذكر والي مدينة اسطنبول، واصب شاهين، مقتل 28 وإصابة 60 آخرين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم يشير إلى تخطيط متطور من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة في عمليات استهداف المطارات، خصوصاً أن الهجوم يأتي عقب ثلاثة أشهر من مهاجمة مطار بروكسل في بلجيكا.

وعلى رغم عدم تبنّي أيّ جهة للهجوم، إلا أن خبراء ومحللين يؤكدون أن التفجير يحمل بصمات تنظيم «داعش»، مؤكدين أن العملية والتخطيط لها كانا مفاجئين.

الهجوم على مطار أتاتورك مر بثلاث مراحل حيث بدأ بهجوم في موقف السيارات المجاور لمحطة الرحلات الدولية وذلك لغرض لفت انتباه رجال الأمن بعيداً عن الهدف المقصود من طرف المهاجمين، خصوصاص أن المهاجمين يدركون جيداً أن هناك تشديداً أمنياً خلال الآونة الأخيرة عقب تفجيرات مطار بروكسل.

عقب ذلك جاء الدور على تفجير بوابة الدخول الأمر الذي سهّل على المهاجمين دخول المطار وهم يرتدون أحزمة ناسفة تم تفجيرها داخل المطار.

الصحيفة دعت سلطات أمن المطارات في الولايات المتحدة الأميركية إلى ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية حول تلك المطارات، ومراقبة جميع الوافدين إليها، وضرورة أن تكثف سلطات الأمن خطوط الدفاع قبل دخول الراغبين بالسفر للمطارات.

وتؤكد «ديلي بيست» أن المطارات الأميركية لا تبدو مهيأة للتصدي لمثل هذه الهجمات، خصوصاً أن الجماعات الإرهابية بدأت تغيير في أساليب عملياتها بطريقة تتعب معها كل الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية المطارات.

وأشارت الصحيفة إلى عمليات تهريب الأسلحة التي كشف عنها مؤخراً، حيث تم الحجز على أسلحة كانت معدة للنقل من أتلاتنا إلى نيويورك جواً، ما استدعى فتح تحقيق في القضية بين أن هناك حالة من التراخي لدى الموظفين الذين يعملون في فحص الأمتعة.

هجوم مطار أتاتورك يفتح الباب واسعاً على تساؤلات عدة ربما من بينها كيفية تأمين المحيط البري للمنطقة المحيطة بالمطار، بحيث يمكن للأجهزة الأمنية اعتراض أي شخص مشتبه به قبل الوصول إلى المطار نفسه، وهو ما قد يستدعي نقاط تفتيش جديدة ما يعني أيضاً خلق مشاكل أخرى للمسافرين، وربما يجعلهم هم أنفسهم هدفاً لتلك الجماعات الإرهابية.

وصول المسلحين إلى المطار يعني من بين ما يعنيه أن الوقت قد فات لتفادي وقوع الكارثة، حتى لو تمكنت قوات الأمن من تعطيل المهاجمين، وهو ما قد يستدعي إجراءات جديدة.

وترى الصحيفة أن تنظيم «داعش» لا يزال يرى في الطيران الهدف الأكثر إثارة لكونه يلفت أنظار العالم بشكل يختلف عن أي هدف آخر، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج كبيرة على المدى القصير، خصوصاً من ناحية طبيعة الخسائر التي يمكن أن تلحقها هذه الهجمات بقطاعي السياحة والاقتصاد، إضافة إلى حرّية التنقل.

هجوم مطار أتاتورك في اسطنبول التركية، قد يشي أيضاً بطبيعة الهزائم المتلاحقة التي تعرض لها التنظيم في الآونة الأخيرة في سورية والعراق، ثمّ كان التنظيم يبحث عن هدف سهل ما يعني أنه قد يسعى إلى إيجاد أهداف مماثلة في الغرب خلال الفترة المقبلة.

«تلغراف»: بريطانيا تفتقر للقيادة الحكيمة

قالت صحيفة «تلغراف» البريطانية إن بريطانيا بحاجة إلى قيادة حكيمة بعدما استبعدت أن يكون المرشح الأكثر احتمالاً لرئاسة الوزراء مايكل غوف مناسباً لهذا المنصب، ومن المشكوك فيه حصوله على ثقة حزب المحافظين.

وذكرت أن غوف دشن حملته الانتخابية بالتزامن مع إحياء البلاد ذكرى أكثر حروبها دموية ـ معركة سومي التي قتل خلالها أكثر من 19 ألف بريطاني في الحرب العالمية الأولى، وهو توقيت غير ملائم وينمّ عن عدم حكمة.

وأضافت أن إزاحة غوف زميله بالحزب بوريس جونسون بشكل قاس من المنافسة على قيادة الحزب، وبالتالي رئاسة الوزراء، يثير شكوكاً حول حكمتهما معاً، كما أثارت تساؤلات جدية في شأن قدرته على توحيد حزب المحافظين، بغض النظر عن توحيده بلاداً منقسمة بسبب نتائج استفتاء الأسبوع الماضي.

وأوضحت أن غوف أقنع جونسون بأنه سيدعمه في مسعاه لقيادة حزب المحافظين، لكنه خلف وعده في آخر دقيقة، الأمر الذي لم يحطم آمال جونسون فقط، بل أضر كثيراً بسمعة غوف نفسه لأن قليلاً جداً من أعضاء حزبه سيثقون فيه بعد الآن.

واستمرت الصحيفة تقول إن غوف قدم حجة قوية للتغيير، وأعلن أن لديه الكثير من الأفكار، لكن بريطانيا ليست بحاجة إلى مزيد من الثورات وتفضّل أن تعيش فترة من الاستقرار خلال انهماكها في بلورة علاقة جديدة مع أوروبا.

وقالت الصحيفة إن بريطانيا حالياً بحاجة إلى من يرى في خروجها من الاتحاد الأوروبي فرصة كبيرة لاستعادة استقلالها، والمحافظة في الوقت نفسه على علاقاتها التجارية معه، مؤكدة أن الهدفين ليسا متناقضين.

وختمت الصحيفة بقولها إن غوف وجونسون ليسا مناسبين لقيادة بريطانيا، وإن حزب العمال غارق في أزمته الوجودية، والبلاد بحاجة إلى من يستجيب لرغبات المواطنين الذين صوّتوا للخروج من دون الإضرار بها. مشيرة إلى أن القضايا الرئيسة أمام بريطانيا حالياً هي التوصل إلى صفقة يوافق عليها الاتحاد الأوروبي وتدعم ازدهار البلاد وتحافظ على سلامتها وأمنها، وتخاطب المخاوف من الهجرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى