لماذا الرّهان على الإرهاب؟
العميد ناصر أيوب
نحن أمام «داعش» جديد الذي يعرف القاصي والداني أنه ليس موجوداً في الجرود فقط. بل موجود في الأحياء والقرى والمدن اللبنانية، وأيضاً في مخيمات النازحين التي يشترط من حيث التنظيم أن تكون مقفلة وتحت مراقبة الدولة اللبنانية، فلماذا نهرب من الحقيقة القائلة إن مواجهة هؤلاء المغول لا يمكن أن تكون فعّالة؟ فلماذا يكون التنسيق مستحيلاً؟
المستحيل يكون أحياناً أكثر فاعلية وواقعية، هذا إذا أردنا الإطباق على «داعش» وأخواته، بعضهم يراهن وبصورة جنونية على توازن الرعب بين «داعش» وبين الجيش والمقاومة، يعني المراهنة بين الإرهاب الذي يدبّ الرعب والخوف والذعر وسرقة الأوطان من مواطنيها، وأن يراهن من يكون مجرماً همجياً ووحشاً كاسراً من أكلة لحوم البشر وقطع الرؤوس ورجم النساء هكذا يريد الداعشيون، بالاعتماد على التزييف والتلفيق لكي تظهر قبحها ودمويتها… وبين الجيش ومن يقاوم من الشعب للحفاظ على تراب الوطن ومن دفع ضريبة الدم في مواجهة الاعتداءات «الاسرائيلية» المتتالية، والاجتياحات الوحشية المتكرّرة من دفع أيضاً ضريبة الدم الغالية ثمن صموده في الدفاع عن الشعب والأرض والسيادة.
الجيش بدأ حربه ضدّ الإرهاب منذ أحداث الضنية ولا يزال يدفع ضريبة محاربة الإرهاب والارهابيين من دم ضباطه ورتبائه وجنوده حتى تاريخه وآخرها دحر الارهابيين الداعشيّين وأخواتهم من بلدة عرسال البقاعية الى جرودها وهي أراضٍ لبنانية لا يمكن التخلي عنها. كما أنّ المقاومة وقفت إلى جانب الجيش في كلّ شدة وفي كلّ مرحلة…
لا شك في أنّ هناك في الساحة اللبنانية من هو مستعدّ لاستضافة أبي بكر البغدادي حتى في غرفة نومه.
فهل من رهان الآن على توازن الرعب بين «داعش» وأخواته وبين الجيش والمقاومة؟
إنّ ممارسات كثيرة على الأرض أخذت أشكالاً هائلة ولا يمكن أحداً التغاضي عنها أو نسيانها، وإنْ كنا نعلم أنّ كلّ ذلك يجري بتعاون وبتفاهم تام، بل بتواطؤ تام مع أولئك الذين نقلوا البندقية من كتف إلى كتف.
يخطئ من يراهن على كلّ هذه التوازنات، لأنه لا يوجد أيّ معادلة أو توازن بين الإرهاب الذي دمّر وقتل وبين المقاومة التي حمت وصمدت وحرّرت.