وفد إيطالي في دمشق لتطبيع العلاقات.. وآخر من البرلمان الأوروبي يزور العاصمة اليوم

أعلن الكرملين أنّ لروسيا والناتو مجالاً واسعاً للتعاون إذا تمكّن الحلف من التخلّي عن لهجته السخيفة حول خطر روسي تخيلي.

وبحسب «روسيا اليوم»، قال المتحدّث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس: «الحديث عن الخطر النابع عن روسيا في الوقت الذي يُقتل فيه عشرات الأشخاص في وسط أوروبا، ويُقتل المئات يوميّاً في الشرق الأوسط، هو أمر سخيف»، مضيفاً أنّ «منظمة قصيرة النظر تماماً يمكن أن تشوّه النقاط المهمة بهذا الشكل».

وأكّد بيسكوف أنّ موسكو تتابع بانتباه عمل قمّة الناتو، وتأمل في تغلّب المنطق السليم والإرادة السياسيّة لتجنّب المواجهة، مشيراً إلى أنّ الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ أعلن الجمعة عن ضرورة الحفاظ على الاتصالات مع روسيا وعدم وجود أي خطر مباشر من قِبل روسيا.

وجدّد المتحدث باسم الكرملين دعوة موسكو إلى التعاون على أساس مراعاة المصالح المشتركة، مؤكّداً انفتاح روسيا للحوار.

وقال بيسكوف، إنّه لا يمكن إيجاد أرضيّة مشتركة للتعاون في حال قيام الناتو بالدعاية المعادية لروسيا واستخدام ذلك لتعزيز وجوده العسكري قرب الحدود الروسية، مؤكّداً أنّ التعاون يمكن في حال القيام بتعزيز إجراءات الثقة في القارة ومكافحة الشر الحقيقي المتمثّل في الإرهاب.

على صعيد العلاقات الأوروبيّة، قام وفد إيطاليّ برئاسة رئيس الاستخبارات الخارجيّة بزيارة دمشق نهاية الأسبوع الماضي لاستكمال الملفات التي طُرحت خلال زيارة رئيس المخابرات العامّة السورية محمد ديب زيتون، تمهيداً لعودة القنوات الدبلوماسيّة بين البلدين.

وأفاد موقع «رأي اليوم» أمس، أنّ مصادر مطّلعة قالت: «إنّ المباحثات تركّزت على تطبيع العلاقات بين البلدين، وفكّ الحصار الأوروبي على سورية، حيث إنّ السلطات السوريّة ربطت هذا الشرط ببدء أي مفاوضات أو تعاون أمني.

وتعهّد الوفد الإيطالي من جهته بمحاولة إحداث خرق يمهّد لتطبيع أوروبي سوري قريباً، حيث إنّ روما تتطلّع للعب دورٍ في التسوية السياسيّة في سورية.

إلى ذلك، يبدأ وفد من البرلمان الأوروبي اليوم زيارة إلى سورية تستغرق يومين، يستقبله خلالها الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من كبار القادة السوريّين، في زيارة هي الأولى من نوعها لممثّلين عن البرلمان الأوروبي منذ اندلاع أعمال العنف التي تعانيها سورية قبل أكثر من 5 سنوات، والثالثة لنوّاب برلمانيين عقب زيارتين قام بها نوّاب من البرلمانين البلجيكي والفرنسي.

وأبلغ مصدر في وزارة الإعلام السورية، بأنّه من المتوقّع أن يلتقي الوفد بالرئيس الأسد، ووزير الخارجية وليد المعلم، وعدد من شخصيّات تمثّل المعارضة بالداخل.

وأوضح أنّه ستُجرى للوفد الأوروبي، الذي يترأّسه نائب رئيسة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي خافيير كوسو، وعدد من النوّاب في البرلمان الأوروبي، مراسم استقبال رسميّة على الحدود السوريّة اللبنانيّة.

وأضاف أنّ الوفد الأوروبي سيتوجّه للقاء رئيسة مجلس الشعب السوري قبل أن يتفقّد مستشفى حاميش ومركز للإيواء.

وتأتي زيارة وفد البرلمان الأوروبي بعد 3 أشهر من زيارة قام بها وفد برلماني بلجيكي ضمّ عضو مجلس الشيوخ آنك فان دير ميرخ، وعضو مجلس النواب الاتحادي يان بينريس ورئيس حزب الديمقراطية الوطنية البلجيكي ماركو سانتي، وزيارة أخرى قام بها وفد برلماني فرنسي ضمّ 5 أعضاء من الجمعيّة الوطنيّة الفرنسيّة برئاسة عضو اللجنة البرلمانيّة للشؤون الخارجيّة في الجمعيّة تيري مارياني.

يُذكر أنّه خلال العامين الأخيرين زار دمشق العديد من الوفود، منها السريّة ومنها العلنيّة، لعقد اتفاقات تُفضي إلى استئناف التعاون أمنيّاً ضدّ الإرهاب، والحصول على لوائح أسماء الجهاديّين الأوروبيّين في قبضة الجيش السوري.

ميدانياً، واصل الجيش السوري وحلفاؤه تقدّمهم باتّجاه طريق الكاستيلو الرابط بين مدينة حلب وريفيها الشمالي والغربي، وأوتوستراد غازي عنتاب.

وأفاد موقع «أوقات الشام» اليوم الجمعة، أنّ القوات السورية وصلت إلى مسافة أقل من نصف كيلومتر في مسعى جديد للسيطرة عليه ميدانيّاً بعد قطعه بالنار.

ويعزّز التقدّم الجديد للجيش السوري من منطقة مزارع الملاح الجنوبية باتّجاه الطريق قدرته على رفع خياراته الميدانيّة في اتّجاهات عدّة، وأهمّها وصول قوّاته المتقدّمة من جهة معامل الليرمون بالقوات المتقدّمة من جهة مزارع الملاح.

وينعكس هذا التقدّم بشكل دراماتيكي علي وضع المسلحين على تخوم مدينة حلب بعد إنجاز حصار مجموعاتهم داخل أحيائها الشرقيّة، ويساهم في إحكام الجيش قبضته على دوار الليرمون وتخفيف ضغط المسلحين عن محاور جمعية الزهراء من جهة، والأحياء المتاخمة لحيّ بني زيد والخالدية وشيحان من جهةٍ أخرى.

وفي السياق، حرّر الجيش السوري وحلفاؤه قرية شلف في ريف اللاذقية الشمالي، وذلك غداة إطلاق عمليّة واسعة من ستة محاور لتحرير بلدة كنسبّا الاستراتيجية والقرى المحيطة بها. وبالتوازي مع ذلك، يواصل الجيش وحلفاؤه تقدّمهم في ريف حلب الشمالي لتحرير طريق الكاستيلو الاستراتيجي بعد أن تمكّنوا من قطعه والسيطرة عليه ناريّاً.

هذا، ويعود ريف اللاذقية الشمالي إلى الواجهة من جديد.. حيث انطلقت عمليّة واسعة وكبيرة من ستة محاور من قِبل الجيش السوري وحلفائه لتحرير بلدة كنسبّا الاستراتيجيّة والقرى المحيطة بها.

وبدأت العملية بتمهيد ناري كثيف في منتصف الليل، ومع ساعات الصباح الأولى تقدّمت القوات البريّة تحت غطاءٍ جوّي وحرّرت قرية شلف في كنسبّا بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيّي الجماعات المسلّحة، موقعةً عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم.

من جهةٍ أخرى، تتواصل حرب الاستنزاف ومعارك الكر والفر بين جماعة داعش و«قوات سورية الديمقراطية» تباعاً، فالقوات المدعومة من التحالف الأميركي تتقدّم داخل مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، وسيطرت على حيّ الحزوانة ومحيط دوار الشريعة والمدرسة الشرعيّة جنوب غربي المدينة لتصبح على مسافة كيلومتر واحد فقط من مركز المدينة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى