يوم الفداء… يوم تصبح الشهادة رحماً خصبةً لانبثاق الولادة
إنّه الثامن تمّوز… يوم الفداء. اليوم الذي يمجّد فيه السوريون القوميون الاجتماعيون شهداءهم الذين قدّموا دماءهم على مذبح الحرّية، وذوداً عن الوطن.
إنّه ذكرى استشهاد أنطون سعاده، الذي أضاف إلى الألقاب التي عُرف بها واستحقّها، لقباً جديداً عزيزاً سامياً راقياً… هو الشهيد.
فهو الزعيم، بعدما جرّد الزعامة من معانيها المتزمّتة القبلية العشائرية، وأصبغها بمسؤولية خطيرة، إذ بموجبها وقف نفسه على أمّته ناذراً لها حياته. وهو المفكّر المستشرف القارئ كلّ ما يحصل ليصوغ رؤية مستقبلية سرعان ما تثبت صوابيتها. وهو الفيلسوف، والفادي، والأديب، والفنان… إنّه ـ وكما قال الراحل عبد الله قبرصي ذات مقابلة ـ مجموعة عباقرة في عبقري واحد.
في الثامن من تمّوز، ذكرى استشهاد الزعيم أنطون سعاده، اغتيالاً على رمال بيروت، بقرار غربيّ ـ صهيونيّ، وبتنفيذ حكوميّ لبنانيّ ـ سوريّ. في هذه الذكرى النبراس، يكتب أصدقاء «البناء»، موضحين أهميّة هذه الذكرى، وأثرها في نفوسهم. كما تعيد «البناء» نشر مقال «حدّثني الكاهن الذي عرّفه» للراحل الكبير سعيد تقيّ الدين، لكي يعرف مَن لم يعرف بعد، كيف اغتيل سعاده وبعض ما قاله قبيل استشهاده.