غريزمان نجم اللقاء وديشامب «اللقب لنا»
قدّم المنتخب الفرنسى أكبر هديّة لجماهيره الغفيرة التى حضرت في ملعب «فيلودروم» وفي مقدّمها رئيس البلاد هولاند، الهدية المفاجأة كانت عبارة عن نجاح كتيبة المدرّب ديشامب بإقصاء المنتخب الألمانى بطل العالم من الدور نصف النهائي لمسابقة يورو 2016، والتأهّل على حسابه إلى المباراة النهائية، ليضرب موعداً قويّاً مع البرتغال بقيادة الأسطورة الحيّة كريستيانو رونالدو، غداً الأحد على ملعب «دو فرانس».
المنتخب الفرنسي يَدين بالفضل لنجمه أنطوان غريزمان الذى سجّل ثنائية الفوز على الماكينات، حيث جاء هدفه الأول فى الدقيقة الأولى من الوقت الضائع للشوط الأول من ركلة جزاء، قبل أن يسجّل الهدف الثانى فى الدقيقة 71 من عمر المباراة. الشوط الأول من اللقاء شهد إثارة كبيرة للغاية، وتبادل الفريقان الضغط الهجومي على المرميين، إلّا أنّ المنتخب الألماني كان الطرف الأقوى خلال الـ45 دقيقة الأولى، ولكن لم يحالفه الحظ لترجمة هذه الفرص السانحة إلى أهداف. وتسبّب خطأ كبير فى لمسة يد على المخضرم باستيان شفاينشتايجر داخل المربع أثناء محاولته تشتيت ركلة ركنيّة، إلّا أنّه أبعد الكرة بيده، ليحتسب الحكم الإيطالى نيكولا ريتزلوى ركلة الجزاء، فسجّل منها غريزمان هدفه الأول. ومن خطأ دفاعي آخر استغل بول الحارس مانويل نوير فى تشتيتها، لتجد في طريقها أنطوان غريزمان الذى سجّل الهدف الثانى من بين أقدام نوير، رافعاً رصيده به إلى 6 أهداف، ليواصل صدارته ترتيب هدّافي البطولة.
وفي ضوء هذا الفوز، تأهّل المنتخب الفرنسي إلى المباراة النهائيّة للمرة الثالثة فى تاريخه، بعدما وصل إليها عامي 1984 على أرضه، وعام 2000، ونجح فى الفوز باللقبين، فيما فشل المنتخب البرتغالي فى الفوز باللقب فى المرة الوحيدة التى بلغ خلالها النهائي على أرضه فى العام 2004، عندما خسر أمام اليونان. الفوز مكَّن الديوك من كسر العقدة الألمانيّة، حيث أنّها الخسارة الثانية فقط للماكينات أمام فرنسا فى البطولات الكبرى، إذ كان الفوز الأول فى مباراة تحديد المركز الثالث لمونديال 1958، بنتيجة 6 ـ 3 ، قبل أن يفوز الألمان بعدها في ثلاث مباريات متتالية، قبل نهائى مونديالي 1982 و1986، قبل الفوز الأخير الذى تحقّق فى ربع نهائي مونديال 2014، بينما تُعدّ مواجهتهما فى اليورو هى الأولى بينهما في البطولة الأوروبية. وبعد المباراة تُوّج غريزمان كأفضل لاعب فى المباراة لكونه نجح في تقديم عرض رائع، وتسجيل هدفي الفوز بالمباراة.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد بين المدرّبين لوف وديشامب بعد المباراة، قال الأخير: «إنّها نتيجة رائعة، سنلعب أمام البرتغال لنفوز باللقب، لن نحصل على قوّة إضافيّة في النهائي بعد هذا الفوز لكوننا لعبنا على أرضنا وأمام جمهورنا العريض وفي مقدّمه الرئيس هولاند. سمعت أنّ البرتغال بقيادة رونالدو تثق بقدرتها على تحقيق اللقب، ونحن أيضاُ نمتلك هذا الثقة وأكثر».
حقائق وأرقام
– حقّقت فرنسا أول انتصار لها على ألمانيا في البطولات الكبرى منذ 58 عاماً، وبالتحديد منذ مونديال 1958 في السويد.
– أصبح غريزمان أول لاعب فرنسي يسجّل هدفاً في مرمى ألمانيا خلال بطولة كبرى منذ مونديال 1982 في إسبانيا.
– تصدّر غريزمان ترتيب هدّافي يورو 2016 بعد أن رفع رصيده إلى 6 أهداف، وأصبح على بعد ثلاثة أهداف من الرقم القياسي لعدد الأهداف في بطولة واحدة، والمسجَّل باسم مواطنه ميشال بلاتيني الذي سجّل 9 أهداف في يورو 1984.
ـ خرجت ألمانيا من نصف نهائي بطولة كبرى للمرة الأولى منذ 58 عاماً أيضاً! وبالتحديد من خسارتها نصف نهائي كأس العالم 1958 أمام السويد.
– دخل باستيان شفاينشتيغر التاريخ بعد أن خاض مباراته رقم 38 في البطولات الكبرى، محطّماً رقم الإيطالي باولو مالديني.