بري يربح بالنقاط: السلسلة فالإفادات… فالمهل الانتخابية غزة: رحيل حكومة نتنياهو مخرجاً… أو الحرب الشاملة
كتب المحرر السياسي
الفشل الذي نتج من تراجع الوفد «الإسرائيلي» المفاوض في القاهرة عن موافقته على البيان الذي كان يفترض أن يذيعه وزير الخارجية المصري كإعلان مبادئ لتثبيت وقف النار، بعدما انفجرت الحكومة «الإسرائيلية» في وجه نتنياهو الذي أنكر موافقته على ما قبله المفاوضون، تحوّل حرباً ضارية، ترجمتها الغارات «الإسرائيلية» على غزة والصواريخ الفلسطينية على العمق «الإسرائيلي»، وفيما استشهدت زوجة وابن قائد قوات القسام محمد ضيف، بلغت الصواريخ الفلسطينية القدس وتل أبيب وأقفلت مطار بن غوريون، وبدأت شركات الطيران العالمية تعلن وقف رحلاتها إليه.
الطريق نحو الحرب سهل لكنه بلا أفق، والقادة «الإسرائيليون» يتداولون البدائل، والطريق مقفل أمام حرب برية ناجحة، أو أمام إخضاع غزة ومقاومتها بالقصف، فالبديل عن العودة للمفاوضات وقبول نتائج كأسها المرة، هو الاختيار بين الحرب الشاملة على جبهتي لبنان وسورية بالإضافة إلى غزة، لاستدراج تدخل دولي عاجل لوقف النار، بشروط يمكن تسويقها كنتيجة لخطر الحرب التي ستسقط آلاف الصواريخ فيها على المدن والمنشآت «الإسرائيلية» خلال ساعات، ويكون الرهان فيها على عودة تعزيز تدويل الحدود بين فلسطين المحتلة وكلّ من لبنان وسورية بعد اهتزازات الحرب السورية، ومثلها تدويل حدود غزة ومعابرها البرية والبحرية، أو إقناع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالرحيل أو إجباره باستقالات حكومية على هذا الرحيل، ليصير الحدث الداخلي «الإسرائيلي» طاغياً، ويتولى الجيش التفاوض على صيغ تسمح بالانتخابات «الإسرائيلية» خلال ثلاثة شهور تتسع لها الخطة المصرية، ويترك الملف الأشدّ تعقيداً للحكومة «الإسرائيلية» الجديدة، وتكون الفصائل المقاومة في وضع يفرض القبول بالأدنى الممكن باعتبار لا مرجعية للقرار السياسي في «إسرائيل».
العين اللبنانية مفتوحة على الحدود، انطلاقاً من ذلك، ومخاطر تصنيع حدث يبرّر الانزلاق نحو الحرب، المقاومة مستنفرة والجيش والأجهزة الأمنية بصورة ما يجري، على رغم الانشغال المستمرّ بالملف الأمني الناجم عن تداعيات معركة عرسال، ومصير العسكريّين المخطوفين، حيث كان التطوّر الملفت استبدال داعش لشرطها السابق بالتفاهم مع جبهة النصرة بتوظيف قضية العسكريين لتحقيق مكاسب داخل البيت الشمالي، بتبنّي قضية المبادلة على سجناء رومية، بشرط جديد يشبه نصائح النائب عقاب صقر لخاطفي أعزاز عبر صديقه أبو إبراهيم، وهذه المرة نصائح هيئة العلماء المسلمين وتيار المستقبل لاقت قبولاً عبر أبو طاقية، فقبلت «داعش» بوضع شرط انسحاب حزب الله من سورية مقابل الإفراج عن العسكريين المخطوفين، كما كانت قضية مخطوفي أعزاز، محاولة لوضع أهالي المخطوفين في وجه حزب الله، وترجيح كفة الفريق الداخلي الذي يجعل هذه القضية خطابه اليومي، لمنح ربطه الحرب مع «داعش» بدور حزب الله في سورية، درجة من المصداقية بات يفتقدها بعد حرب عرسال، وبدلاً من تحقيق مكاسب على بعضنا قال أبو طاقية تعالوا نحقق مكاسب معاً فقبل أبو أحمد وأبو مالك.
بالتوازي مع الملف الأمني كان الملف التشريعي يتصدّر، بعدما سلّم تيار المستقبل ومن ورائه فريق الرابع عشر من آذار بفكّ الإضراب عن التشريع، وقبول النزول إلى ساحة النجمة في غير جلسات الاستعراض الانتخابية، فتعديل المهل الانتخابية ليصير مرسوم دعوة الهيئات الناخبة صالحاً ضرورة لا مفرّ منها، لكن التشريع بذاته ومناقشاته فرصة لا تفوّت لطرح تمديد ولاية مجلس النواب، لكن في المقابل الرئيس نبيه بري لم يفوّت فرصة الربح بالنقاط على «المستقبل»، بالتمسك بقاعدة التسلسل الزمني لجدول الأعمال، فسلسلة الرتب والرواتب أولاً ثم قانون إجازة تصديق الإفادات للطلاب، ثم قانون المهل.
صفقة التمديد خيار تيار المستقبل
في ظل هذه الأجواء بقيت الانشغالات الداخلية تتمحور بين معالجة الأزمات المعيشية وبين السعي لإخراج المؤسسات الدستورية من حال الفراغ الذي تعاني منه، خصوصاً تعطيل مجلس النواب ودوره الرقابي والتشريعي بما يؤثر سلباً على الأوضاع الحياتية والمعيشية ويستولد المزيد من الأزمات.
فيما يسعى فريق 14 آذار إلى إنجاز صفقة تتيح له الاحتفاظ بالأكثرية النيابية ـ أي التمديد للمجلس ـ في مقابل وضع بعض الملفات التي تهم اللبنانيين على سكة الحل. ومنها فك أسر التشريع وهذا ما تؤشر إليه مساعي هذا الفريق وممارساته وهو يبدو جلياً في إسراع تيار المستقبل إلى طرح التمديد بالتوازي مع استعداد للعودة عن مقاطعة التشريع وأيضاً وضع سلسلة الرتب على سكة الإقرار في أول جلسة تشريعية للمجلس.
أجواء قريبة من الحريري متفائلة
وفي حين تحدثت الأوساط القريبة من الرئيس سعد الحريري عن عودته إلى بيروت خلال اليومين المقبلين، أشارت هذه الأوساط إلى أن الحريري كان كلّف رئيسة لجنة التربية النيابية بهية الحريري إجراء المشاورات مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري وممثلي بعض الكتل النيابية بخصوص سلسلة الرتب. وأوضحت أن الأجواء تميل نحو الحلحلة على رغم استمرار بعض التباينات التي تحتاج إلى مزيد من التشاور، خصوصاً في موضوع التمويل. إلا أن المصادر قالت إن الأمور أفضل مما كانت عليه قبل أسبوعين.
كما رأت الأوساط أن تيار «المستقبل» لا يسعى إلى التمديد إنما الأوضاع الأمنية وعدم انتخاب رئيس للجمهورية هي التي تفرضه. ولاحظت أن عملية الإخراج تنتظر حصول توافق على مسار المرحلة المقبلة.
بري: التشريع واجب
وأمس كشف الرئيس بري أن مرسوم المهل الذي وقعته الحكومة يحتاج إلى قانون لمطابقتها، مكرراً موقفة الرافض للتمديد. وقال إن التشريع حق وواجب على مجلس النواب وصلاحيات الحكومة باتت مضاعفة في ظل الشغور الرئاسي، مؤكداً أنه لن يبقى صامتاً على هذا الوضع القائم.
يذكر أن مرسوم دعوة الهيئات الناخبة قد صدر أمس في الجريدة الرسمية على رغم أن القانونيين يعتبرون المرسوم غير قانوني لأن التوقيع عليه تم بعد 24 ساعة من انقضاء المهلة المحددة له وهذا ما دعا الرئيس بري للقول إنه يحتاج إلى قانون. ويعقد مجلس الوزراء جلسة في السراي الحكومية قبل ظهر اليوم لدرس وإقرار جدول أعمال عادي.
إضراب هيئة التنسيق اليوم
إلى ذلك تنفذ الإدارات العامة والوزارات إضراباً عاماً اليوم بدعوة من هيئة التنسيق النقابية ويتخلله اعتصام أمام وزارة الاقتصاد وذلك احتجاجاً على المماطلة في إقرار سلسلة الرتب ورفضاً لقرار وزير التربية اعتماد الإفادات بديلاً عن الشهادة الرسمية.
الراعي يدعو لمواجهة إرهاب «داعش»
في سياق آخر، زار وفد من البطاركة الكاثوليك برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي إربيل في كردستان لتفقد النازحين المسيحيين الذين هجرهم إرهاب «داعش».
ودعا الراعي خلال تفقده النازحين ولقاءات مع مسؤولين في الإقليم «المجتمع الدولي إلى ألا يقف متفرجاً على إرهاب داعش»، مشدداً على أننا «سنطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بأن يكونوا أوفياء لنصوص حماية حقوق الإنسان والأقليات».
كما دعا اللبنانيين إلى التوحد كي يستطيعوا مواجهة الخطر الكبير الذي هو تنظيم «داعش» الذي بدأ يدخل لبنان. وأشار إلى أن الحوار مع حزب الله متواصل، مبدياً استعداده للقاء الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله والتكلم لغة واحدة لأن لبنان في خطر.
تكتل التغيير: نتعرض لداعشية سياسية
وفي السياق، كانت صرخة تحذير لتكتل التغيير والإصلاح مما يتعرض له المسيحيون في فلسطين المحتلة وسورية والعراق من قتل وتهجير. واعتبر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بعد اجتماع التكتل في الرابية أن المسيحيين المشرقيين يشهدون «مسلسل تصفية هوية ووجود ودور، ويبقى قرارنا المواجهة والبقاء والحياة». وتتطرق إلى الحملات التي شنت على التكتل بسبب طرحه الإصلاحي، وقال: «نحن في لحظة نتعرض فيها لمعركة تصفية تمرّ في الموصل وكسب وقصر بعبدا، والتصفية السياسية لنا في لبنان هي تصفية معنوية لكل من نمثل، وهي داعشية سياسية مطلوب من أفرقاء الداخل التوقف عن ممارستها ومن أفرقاء الخارج الامتناع عن تغطيتها».
وأضاف: «الآن هو أوان الشراكة والاعتراف بالآخر إدارةً ونيابةً ورئاسةً، أو هو أوان الداعشية السياسية، فاختاروا وأعلنوا».
خطر الإرهاب قائم
وفي موازاة هذه الأوضاع أكدت مراجع مسؤولة أن خطر الإرهاب داخلياً ما زال قائماً. وبحسب المعلومات فقد تلقت هذه المراجع تقارير من جهات معنية تكشف عن حصول اتصالات يقوم بها إرهابيون من داخل سجن روميه مع إرهابيين خارج السجن، حتى أن أحد الإرهابيين الخطرين يدير شبكات من داخل السجن وهو عربي الجنسية. وتبين أنه يقوم باتصالات مع إرهابيين على الحدود اللبنانية – السورية. ووفق المعلومات فإن هناك متابعات دقيقة لخطر هذه المجموعات.