الأسد يستقبل وفداً أوروبياً: أوروبا تجني ثمار ما زرعته في سورية

أكد أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أنّ ظروف الميدان في أبرزنقاط الاشتباك ستشهد تغيّراً جذرياً، في ظل رفع مستوى التنسيق بين إيران وروسيا وسورية وجبهة المقاومة، ضد التكفيريين والنجاحات الاستراتيجية للجيش والدفاع الوطني في معركة حلب التي ستغير قريباً الأوضاع الميدانية في منطقة الصراع الرئيسية بشكل أساسي.

شمخاني كرر خلال استقباله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم القول أنّ «إيران مستمرة في مساعدة حكومتي العراق وسورية وتقديم العون الإستشاري لهما حتى زوال خطر المجموعات الإرهابية في المنطقة بشكل كامل».

واعتبر المسؤول الإيراني إنّ «أميركا و بعض حلفائها سعوا طوال السنوات السبع الماضية لتبرير تواجدهم في المنطقة، وتحركاتهم غير المستقرة بحجة محاربة الإرهاب في سورية والعراق، لكن القوات الأمنية العراقية أثبتت أنّ دحر «داعش» ممكن أن يتحقق بسرعة اعتماداً على القدرات الوطنية».

جاء ذلك في وقت، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، وفداً من البرلمان الأوروبي برئاسة خافيير كوسو نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان.

وأكّد الأسد خلال اللقاء أنّ المشكلات التي تواجهها أوروبا اليوم من الإرهاب والتطرف وموجات اللجوء سببها تبني بعض قادة الغرب سياسات لا تخدم مصالح شعوبهم، وخاصة عندما قدم هؤلاء القادة الدعم والغطاء السياسي للمجموعات الإرهابية في سورية.

كما شدد على أهمية دور البرلمانيين الأوروبيين في تصويب بعض من سياسات حكوماتهم والتي أدت إلى تفشي ظاهرة الإرهاب وإلى تدهور الأوضاع المعيشية في سورية.

من جهتهم أشار البرلمانيون الأوروبيون إلى أنّ زيارتهم لسورية، ومشاهدة ما يعانيه الشعب السوري من جرائم الإرهاب ستمكنهم من العمل من أجل تصحيح سياسات الحكومات الأوروبية، والضغط باتجاه رفع العقوبات الجائرة المفروضة على الشعب السوري.

وشدد أعضاء الوفد على ضرورة الحفاظ على سيادة سورية، وعدم المساس بها وأنّ السوريين وحدهم من يقررون مستقبل بلدهم بعيداً عن أيّ تدخل خارجي.

ميدانياً، استهدف الجيش السوريّ أمس، مواقع المسلّحين في محيط طريق كاستيلو بريف حلب الشمالي، تمهيداً لتقدّمه باتجاه الطريق الاستراتيجية و السيطرة عليها.

في غضون ذلك، دارت اشتباكات متقطعة في منطقة مزارع الملاح في الريف الشمالي بعد إحباط الجيش السوريّ هجوماً شنّه مسلّحو «جبهة النصرة» و»حركة نور الدين الزنكي» و»فيلق الشام» وفصائل إرهابية أخرى باتجاه نقاطه.

المصادر الميدانية أكدت تكبد المهاجمين عدداً من القتلى والجرحى أثناء الاشتباكات مع الجيش السوري، بينهم مسؤولون ميدانيون، في حين قام سلاحاً الجو والمدفعية السوريين، باستهداف ما تبقى من تجمّعاتهم الخلفية في المنطقة.

هذا و تحدثت تنسيقيات المسلحين في حلب عن مقتل 29 عنصراً، من الفصائل المسلحة في معارك قرب طريق الكاستيلو، إضافة لمقتل 75 أخرين، بينهم قادة بمعارك مزارع الملاح شمال المدينة أخيراً.

وفي حلب المدينة، وبالتزامن مع هجوم الريف الشمالي، إندلعت إشتباكات عنيفة في محيط قلعة حلب، دون تغيّير في خريطة السيّطرة، وقد سجّل سقوط عدد من القذائف على أحياء حلب المدينة في ضاحية الأسد والحمدانية والجميلية ما أدى إلى استشهاد خمسة مدنيين وعدد من الجرحى.

كما و أحرز الجيش السوري تقدّم مهمّ في معامل الليرمون، حيث سَيطر على محالج الثورة والرّصافة وتشرين ومباني الكولونيز ومعمل التبغ، ليقترب من دوار الليرمون، ويزيد الخناق على حي بني زيد في الشمال الغربي، الذي يعدّ المركز الرئيسي لإطلاق 70 من القذائف وجرر الغاز المتفجرة على أحياء حلب الغربية، والذي يحدّه من الجهة الشمالية حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة الأكراد.

وفي ريف اللاذقية الشمالي، أطلق الجيش السوري و مجموعات من نسور الزوبعة و صقور الصحراء و مغاوير البحر، عملية عسكرية واسعة بهدف استعادة السيطرة على كنسبا و المناطق والتلال المحيطة بها، والتي كان المسلحون قد سيطروا عليها مطلع الشهر الحالي بعد هجوم ضخم.

هذا وتمكنت الوحدات المهاجمة من تحقيق تقدم مهم باتجاه كنسبا وتلالها، وسط معارك عنيفة في تلال قلعة شلف وقلعة طوبال ورويسة الكنيسة ورويسة الشمس.

وفي غوطة دمشق الغربية، تمكن الجيش السوري من التقدم في مدينة داريا، و السيطرة على عدة كتل من الأبنية بطول 500م وعرض 350م من الجهة الشرقية لجامع نور الدين الشهيد إثر اشتباكات مع المجموعات المسلحة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى