مقدمات نشرات الأخبار ليوم الأحد، 10 تموز، 2016

مقدمات نشرات الأخبار ليوم الأحد، 10 تموز، 2016

مقدمة المنار

تتقدّم إنجازات الجيش السوري في ريف حلب الشمالي على ما عداها من التطوّرات، رصد بسيط لإعلام الجماعات الإرهابيّة وبعض الشاشات يكفي للخروج باستنتاج واضح حول عمق الخسارة الاستراتيجيّة لهؤلاء بعد تحرير مزارع الملاح قبل أيام، ثم انكسار هجومهم بالأمس أول أمس عليها وفشل محاولتهم تعويض بعض من المعنويات المنهارة.

الطوق على الإرهابيّين في حلب يكتمل، وكمّاشة الجيش السوري ستُطبق عليهم بمجرد الوصول إلى طريق الكاستيلو المسيطَر عليه حالياً بالنار، جماعات الإرهابيّين في حلب مربَكة، وإرباك موازن يضرب الرعاة العرب، وجليّاً يظهر ذلك في ضجيج إعلامي مملوء بالأضاليل لن يحقّق سوى تحريض وسلوك يترجَم مزيداً من سفك الدماء في سورية والعراق ولبنان، وتالياً في كل العالم.

وفي العالم، هناك من يوسّع ساحات المؤامرة على الجمهورية الإسلاميّة، فرنسا تواصل فعل ذلك بأثمان سعوديّة منذ أيام المفاوضات النووية واليوم أمس ، عبر احتضانها برعاية وحضور تركي الفيصل مؤتمر التحريض على وحدة الشعب الإيراني، مؤتمر تعدّدت فيه الوجوه التي لا تختلف عن داعش الإرهابي سوى بربطة العنق ومساحيق التجميل.

مقدمة الـ»أن بي أن»

بعد استراحة العيد يعود الداخل اللبناني إلى الانشغال السياسي مع وصول وزير خارجية فرنسا غداً اليوم ، لكن ما هو الجديد؟ لا تبدو المؤشّرات واضحة في ظل مراوحة سياسيّة، فماذا سيقدّم الفرنسيّون؟ هل تقتصر المبادرة على حض اللبنانيّين على الاتفاق؟

الحوار الوطني قائم والموعد مطلع آب، وهنا تقع المسؤولية على القوى الداخلية لإنتاج توافقات، علماً أنّ المطلوب سلّة كاملة لا عناوين بالمفرق، من قانون الانتخابات إلى الرئاسة إلى دعم عمل المؤسّسات، وهو ما يطرحه الرئيس نبيه برّي.

إقليميّاً، متغيّرات جوهرية حول سورية حملت وفوداً اوروبية إلى دمشق على وقع مطالبة الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند بضرب جبهة النصرة كما داعش على الأراضي السوريّة، هو تطوّر إيجابيّ يصبّ في خانة الرأي الروسيّ بعد معاندة غربيّة وهروب من القضاء على المتطرّفين في سورية طيلة السنوات الماضية، لكن المخاوف ازدادت نتيجة توسّع الإرهاب إلى حدّ فرض على الفرنسيّين منع احتفالهم بالفوز المتوقّع في نهائيّ بطولة أوروبا لكرة القدم التي تُقام الليلة.

مقدمة «الجديد»

بين فراغٍ فرضته عطلةُ الأعياد لأسبوع وفراغٍ فَرضه تعطيلُ السياسيّين لسنتين، زيارةٌ بجَعبةٍ فارغة يَفتتحُها الأسبوعُ الطالع باستقبالِ وزيرِ الخارجية الفرنسي «جان مارك إيرولت». الزائرُ الفرنسي سيَقضي يومين في ربوعِ صيفِ لبنان، سيختلي ويستمع ويستمتع، ربّما يُنبّه ويُحذّر ويُبدي قلقاً، لكنّ «إيرولت» لا يملِكُ عصاً سحرية ولا يحمِلُ ترياقاً تركيبتُه لم تُنجزْ بعد في المختبراتِ الدولية، وكانتِ الزيارةُ لتكونَ ذاتَ جدوى لو كانت وُجهتُها طهران والرياض، عندها كان ليفعلَ «إيرولت» فِعلَه لا أن يعودَ خالي الوِفاض وباسمٍ مستعار، بعد زيارةٍ لا لونَ ولا طعمَ ولا رائحة لها. وفي موازاةِ الدبلوماسية الفرنسية، تدورُ المحرّكاتُ في السرايا وساحةِ النجمة بجلستينِ لمجلسِ الوزراء، وبينَهما جلسةُ تمديدِ الفراغ في بعبدا المسحوبِ على مجلسٍ نيابيّ يُسابِقُ الوقتَ للتمديدِ لنفسِه مُمسكاً العصا من نِصفِها، عبْرَ تعويمِ قانونَيّ الستين والمختلط، وهما وَجهانِ لعُملةٍ واحدة تُصرَفُ في التآمرِ على الدولة ونهبِ المالِ العام وتوزيعِ المصالحِ والمنافع وبقاءِ الطبقةِ الحاكمة متحكّمةً بالبلادِ والعِباد. هذه الطبقةُ لم تَهتزّْ ذاتَ انتخاباتٍ بلدية لأصواتِ التغيير التي اختَرقت حُصونَها، ولعلَّ العقلاءَ منهم قد تَهُزُّهم صَحوةُ الضمير ويَستمعونَ إلى رسالةِ بابا روما حين قالَ للفقراء: «صَلّوا من أجلِ المسؤولينَ عن فَقْرِكم لكي يَتوبُوا». قد تفعلُ صلاةُ التوبةِ فِعلَ صلاةِ السلام التي كَفّت يَدَ الكونغرس الأميركي عن ضربِ سورية، لكنْ هلْ مِن صلاةٍ قد تَردعُ بلدَ الألفِ مِئذنة منَ الارتماءِ في الحِضنِ «الإسرائيلي»؟ بعدَ تسعِ سنواتٍ على آخرِ الزياراتِ المِصريّة للأراضي المحتلة، وزيرُ الخارجيةِ المِصري سامح شكري يقفُ على أرضِ القدس المحتلّة يَشكو الإرهابَ لصانعي الإرهابِ وأسيادِه في العالم، ومن دونِ أن يَمُرَّ ولو مرورَ الكرامِ على الإرهاب الذي يَضرِبُ مِصرَ وسَيناء والمختومِ بعبارة «صُنِعَ في إسرائيل»، طَمأنَ نتنياهو إلى تحقيقِ حُلُمِ الشعبِ «الإسرائيليّ» عبْرَ إحياءِ عمليةِّ السلام وهي رَميمُ. نتنياهو أَطرقَ السَمْعَ لشكري وهَزّ لهُ الرأس، لكنّ عينَه مُصوّبةٌ على مَصبِّ النيل وأحواضِه، ويَرسُمُ خريطةَ طريقٍ لسحبِ مياهِ النيل من تحتِ أقدامِ مِصر. شكري مُهتمٌ بأمنِ «إسرائيل»، ونتنياهو يقودُ معركةَ الأمنِ المائي ضِدَّ مصر من أبوابِ أفريقيا، التي زارَ من دُولِها أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا، وكلُها تقعُ على مَنابعِ حوضِ النيل، مُشجّعاً للزراعة ومُسوّقاً للتكنولوجيا «الإسرائيليّة» في مجالاتِ الزراعة والمياهِ والأمن، ناسِجاً بعدَ ثلاثينَ عاماً على آخرِ زيارةٍ لمسؤولٍ «إسرائيلي» قِصةَ حُبٍ جديدة معَ أفريقيا تنتهي بقتلِ أُمّ الدُنيا عطشاً.

مقدمة الـ»أم تي في»

الليلة فرنسيّة بامتياز، فالأنظار تتّجه إلى فرنسا لمواكبة نهائيّ بطولة أوروبا لكرة القدم، وفي لبنان بداية الأسبوع الطالع فرنسيّة بامتياز أيضاً، فغداً اليوم يبدأ وزير خارجية فرنسا زيارته بيروت، طبعاً موضوع الرئاسة سيتقدّم على سواه في الشكل، لكنّه تقدّم لا يعني شيئاً في المضمون، فكل المؤشّرات تُنبئ أنّ المراوحة على حالها، وأنّ لا انتخابات رئاسيّة قريبة، وبالتالي فإنّ كل ما تردّد عن قرب تحقّق خرق رئاسيّ من خلال العماد ميشال عون سقط بعدما تبيّن أنّ المواقف المحليّة والإقليميّة على حالها، وأنّ من لم يقبل بوصول عون إلى بعبدا لا يزال على موقفه. موت الأمل بتجاوز الشغور الرئاسيّ واكبه اليوم امس استمرار مسلسل الموت المتنقّل على الطرقات، فاللبنانيّون استيقظوا على خبر مأساوي تمثّل في وفاة ثلاثة عناصر من الأمن العام على أوتوستراد جونية، المأساة لا يمكن أن توضَع في خانة القضاء والقدر، بل في خانة إهمال السلطات المعنيّة، فسيارة الضحايا الثلاث طارت من مسلك إلى آخر نتيجة عدم وجود فاصل حديدي بين خطّي الأوتوستراد، فإلى متى يستمر الإهمال والاستهتار بأرواح اللبنانيّين؟ وهل كُتب على طرقاتنا أن تكون في معظم الأحيان أقصر الطرق إلى العالم الآخر؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى