آلة تصنيع الجفت تحقق مورداً إضافياً لمزارعي وأصحاب معاصر الزيتون في حاصبيا

سعيد معلاوي

تعتبر شجرة الزيتون من الموارد الزراعية الأساسية في حياة أبناء منطقة حاصبيا ومعيشتهم، فهي الشجرة المباركة التي ترشح زيتاً فتبلسم صحة المواطن ووضعه الاقتصادي، فلا شيء منها يذهب هباء منثوراً. فثمرة الزيتون للمؤونة وزيتها بعد عصرها للمؤونة أيضاً، وهي تمتاز بزيتونها وزيتها عن أية منطقة أخرى في العالم وقد تأكد ذلك في معرض المنتوجات الزراعية في اليابان منذ ثلاث سنوات بمشاركة 92 دولة، حيث حلّ زيت منطقة حاصبيا في الدرجة الأولى بين هذه الدول وحاز درجة تقدير دولية. أما الشقّ الثاني من إنتاجها فهو الجفت الذي يتم فصله في المعصرة عن الزيت وهو يستعمل وقوداً للنار في موسم الشتاء، وقد تحولت هذه السلعة من العشوائية إلى تنظيم وضعها بعد أن تمّ اختراع آلة لتصنيعها في ريف مدينة حلب عام 1994.

أما مخترع هذه الآلة فهو المهندس وليد الكردي وقد حلّ ضيفاً مرحباً به على منطقة حاصبيا عام 2006، وبدأ بتصنيع آلات مماثلة وبيعها لأصحاب المعاصر لاستخدامها في تحويل الجفت إلى قطع من الحطب المتناسق بطول 25 سم وقطر 12 سم حيث تجفف القطع قبل تصنيعها تحت أشعة الشمس لتتخمر وكذلك للتخفيف من حدة الروائح التي تنبعث منها، وبعد مرور عشرة أيام على تصنيعها تُعلّب في أكياس من «الجنفيص» ويباع كلّ كيس منها، والذي يتّسع لثلاثين قطعة، بعشرة آلاف ليرة، ما يوفِّر في مصروف الحطب في موسم الشتاء إلى النصف وما دون.

ويشير المهندس الكردي لـ«البناء» إلى «أنّ معاصر منطقة حاصبيا نتج في هذه المرحلة حاولي 2000 طن من الجفت المُصنّع، وهو مورد اقتصادي مهم لأصحاب المعاصر والمزارعين على السواء»، آملاً «أن يرتفع هذا الرقم إلى الضعف على الأقلّ في السنوات القليلة المقبلة لأنّ في منطقة حاصبيا أكثر من ستة ملايين شجرة زيتون من مختلف الإعمار، حتى أنّ بعضها يعود إلى الحقبة الرومانية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى