منفذية الكورة في «القومي» تحْيي ذكرى استشهاد سعاده بمسيرة واحتفال حاشدَين
أحيت منفذية الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد باعث النهضة القومية الاجتماعية الزعيم أنطون سعاده، بمسيرة واحتفال حزبي وشعبي حاشدَين، وذلك بحضور ومشاركة المسؤول السياسي لحزب الله في الشمال محمد صالح، مسؤول حركة أمل بسام سلامة، رامي لطوف ممثلاً الوزير السابق فايز غصن، منسّق التيار الوطني الحرّ في الكورة جوني موسى، وجورج عطا لله، رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم، رئيس بلدية أميون مالك فارس، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والأندية الرياضية ومؤسسات المجتمع المدني.
كما شارك ناموس المجلس الأعلى جورج ديب، منفذ عام الكورة د. جورج برجي وأعضاء هيئة المنفذية، وعدد من المسؤولين وحشد من القوميين والمواطنين.
انطلقت المسيرة من أمام مركز المنفذية يتقدّمها حَملة المشعل وفصيل رمزي من نسور الزوبعة، وهتف المشاركون بحياة سورية وسعاده. وصولاً إلى ضريح الشهداء حيث وضع المنفذ العام ومدير مديرية الأولى ومدير مديرية أميون الثانية جرجي بركات وعبد الله ديب إكليلاً من الزهر.
بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت تحية للشهداء. وألقت كلمة الترحيب والتعريف الطالبة جنى الزاخم التي تحدّثت عن معاني الذكرى. ثمّ قدّم الأشبال لوحة رمزية رسموها بأجسادهم، وقدّم الطلبة لوحة معبّرة عبارة عن علم ضخم، ثم أدّوا التحية مع هتاف «يا أبناء الحياة».
بعد ذلك، ألقى الطالب موريس النجّار قصيدة من وحي المناسبة، وقدّم الياس رزوق مجموعة من الأناشيد الحزبية المعبّرة.
وألقى منفذ عام منفذية الكورة جورج برجي كلمة تحدث في بدايتها عن معاني الثامن من تموز، وعن الزعيم الغائب جسداً والحاضر أبداً فكراً ونضالاً، ومدرسة في بذل الذات من أجل قضية تساوي وجودنا.
وتحدّث برجي عن الآفات المذهبية والطائفية والتعصّب والاحتلال اليهودي لفلسطين وعن الأجزاء المسلوخة عن جسم الأمة، والإرهاب الذي يدمّر بلادنا ويقتل شعبنا، والأضاليل والأكاذيب اليهودية الوهابية. لافتاً إلى أنّ سعاده واجه كل هذه الآفات والأخطار، وافتدى أمته بدمه.
وقال برجي: يا زعيمي: أنت حيّ باق في الحزب وفي نفوس جنود النهضة، بل في كل فكر ووجدان قومي، شامخاً فكراً ونضالاً حاضراً أبداً، في الحزب الذي أسّست بعنوان واضح «إن الحياة كلّها وقفة عزّ فقط»، أمّا من تأمروا عليك وغدروا بك فهم حفنة جبناء لا ذكر لهم ولا ذكرى.
ورأى برجي أن أحداثاً مصيرية تتوالى فصولاً على أمتنا، فالإرهاب حاول أن يقضي على روح الفرح حتى في مواسم الأعياد، ويضرب في العالم أجمع من دون محرمات، وسأل: هل اتضحت صورة هذا الإرهاب وخطورته وطبيعته أمام العالم؟ خصوصاً بعد ضرباته الأخيرة وجرائمه بحق الآمنين في كل مكان وصولاً إلى المدينة المنوّرة. لقد بات وباء معدياً تطال أخطاره حتى مخترعيه وناشريه.
وأشار برجي إلى ما يحصل على أرضنا القومية، فبغداد تذبح منذ بداية الغزو الأميركي، والشام تدمّر بِاسم «الربيع العربي»، ولبنان عرضة للهجمات التفجيرية، كما جرى مؤخراً في بلدة القاع، وفلسطين تنزف شباباً وتتغير معالمها نتيجة التهويد والاستيطان، والمستفيد الوحيد من كلّ ما يحدث «إسرائيل» التي نخوض ضدّها حرباً مصيرية ووجودية.
واعتبر برجي أنّ الصهيونية وعملاءها، يستهدفون تفتيت أمتنا وشرذمتها والسطو على مقدراتها وخيراتها. أما نحن، فرهاننا على الروح النضالية والقتالية العالية عند أبناء شعبنا وفي حزبنا، وهي السلاح الأمضى والأساسي لمواجهة الأخطار.
وتابع برجي قائلاً: حزبنا في الأساس هو الخطة النظامية الدقيقة المعاكسة للخطة الصهيونية، وقد أعلن سعاده قبل استشهاده بقليل عن تخريج ضباط قوميين اجتماعيين لمواجهة المخطّط «الإسرائيلي»، واعتبر «أن العملية صراع طويل وعنيف وشاق يتطلب كل ذرّة من ذرّات قوانا لأن وراء الدولة اليهودية الجديدة مطامع دول أجنبية كبيرة تعمل وتساعد وتبذل المال وتعطي إسرائيل الأساطيل والأسلحة لتثبيت وجودها»، ومن هنا يتضح أنّ الهدف من اغتيال سعاده القضاء على المشروع القومي.
ورأى أنّ مشروع المواجهة والتحدّي مستمر ومتواصل، ونسور الزوبعة متواجدون ويقاتلون على كامل التراب القومي، على أرض العراق والشام ولبنان وفلسطين، ومن منفذية الكورة نتوجّه بالتحية إلى نسورنا الأبطال فخر أمتنا.
وتوجّه إلى القوميين بالقول: أنتم تحملون النور للأمة في مواجهة من يوزّع النار فيها وعليها. قوّتكم في وحدتكم وانتظام صفوفكم، وحدتكم الروحية والنضالية أساس عملكم وفعلكم، وقد دعانا سعاده لأن نقف وقفة الرجل الواحد. لقد صهرتنا المبادئ في بوتقة قومية واحدة جامعة لا يُسأل أحد منّا عن دينه أو مذهبه أو عرقه، وهذه الحقيقة الثمينة لا يمكن لأحد أن ينكرها.
وأضاف: هذا الزمن الصعب هو زمن الأبطال، لذا لا تتراخوا أو تتهاونوا ولا تتفرّقوا. واجهوا المؤامرات على بلادنا مهما اتخذت من عناوين. مؤسسات الحزب ضمانتنا الوحيدة وسرّ بقاء قوّتنا واستمرارها. والانتظام وممارسة حقوق العضوية مسألة أساسية نؤكد، لا بل نصّر عليها.
واستطرد قائلاً: تتسارع التطوّرات السياسية المحيطة بأمتنا، لكن صمود شعبنا في مختلف الكيانات في وجه الإرهاب ومشاريع التفتيت، يغيّر المعادلات والتحالفات، وهذه تركيا تعتذر عن إسقاط الطائرة الروسية، وتطبّع مع «إسرائيل» متجاهلة ضحايا سفينة «مرمرة،» ويتزامن المسار التركي ـ «الإسرائيلي» مع المسار السعودي ـ «الإسرائيلي». إنه مأزق أعداء الأمة في مواجهة صمودها، فالصراع واضح وجليّ بين مشروع «إسرائيل الكبرى» وسوريا الطبيعية. من هنا بالذات وعلى هذا الأساس نبني مستقبل عملنا وفعلنا نضالنا وانتصاراتنا.
وتطرّق برجي إلى الوضع اللبناني الداخلي، فلاحظ أن سياسة التعطيل لا تزال مستمرّة، والحال على ما هو عليه من تمرير الصفقات والسمسرات على رغم حال الفقر وانعدام فرص العمل أمام الشباب الباحث عن سبيل للهجرة. وهذا ما يجعلنا ندعو أهل السلطة إلى استدراك الأمور في وقت تغلي الأرض تحت أقدامهم.
وفي الكورة الخضراء تنتشر صوَر الشهداء لتذكّر أننا في الحزب زرعنا قرب كلّ شجرة زيتون شهيداً قومياً اجتماعياً، دفاعاً عن كرامتها. لذا، لن نرضى أن تبقى الكورة منطقة مهملة من قبل الدولة اللبنانية، فالبيئة فيها قاتلة حيث تنتشر أنواع الأمراض السرطانية والتنفسية الناجمة عن تلويث الشركات الصناعية للأجواء، والطرقات فيها غير آمنة، وهي عطشى على رغم من أنها تعوم على سطح بحيرة مياه. وحتى على مستوى الوظائف لا نجد مديراً عاماً واحداً من الكورة الزاخرة بالإمكانيات من المتعلمين وأهل الاختصاص والكفاءة العالية، وسكوتنا اليوم يسبق عاصفة الغضب لإجبار الدولة على تحقيق مطالبنا لنيل حقوق منطقتنا كاملة.
وختم برجي قائلاً: «كلّنا نموت، لكن قليلين مّنا يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة»، قالها زعيمنا الذي كلما قرأنا في فكره نكتشف حقائق جديدة عن عَظمة هذا القائد المعلّم، والمفكّر المبدع، ما يشعرنا بالأسى والألم العميقين، بسبب الظلم التاريخي الذي لحق به، ولا بدّ أن نعمل من أجل إزالة هذا الظلم، وإن كان إخلاصنا لقسَمنا وتمسّكنا بحزبنا وعقيدتنا، تأكيد يوميّ على أن من اعتقد أنه قتله قد مات، أما سعاده فهو حيّ في مسيرتنا، وموجود في ارتفاع كلّ يد يمنى زاوية قائمة، وهو سيبقى قدوتنا المثلى في بذل الذات وتقديم كامل العطاء.