عبد اللهيان لـ«العالم»: لسنا بحاجة الى أميركا لمحاربة الإرهاب وضرباتها الجوية لـ«داعش» حماية لمصالحها

أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن «ايران ليست بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة الإرهاب»، معتبراًً «أن الضربات الجوية الأميركية في العراق غير حاسمة وترمي إلى حماية المصالح الأميركية».

وقال عبد اللهيان: «إن أميركا وبريطانيا أو أي دولة أخرى، إذا كانت لديها جدية حقيقية لمكافحة الإرهاب بامكانها التحرك في إطارالاتفاقات الثنائية المبرمة مع العراق والتنسيق مع بغداد واتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الأمر». وأكد: «إن ايران تدعم منطقة كردستان العراق في مواجهة جماعة «داعش» الإرهابية»، مشيراً إلى أنها «تقدم الاستشارات للمسؤولين الاكراد في هذا المجال».

وأوضح عبد اللهيان: «إن طهران أكدت منذ البداية أنها ليست بحاجة الى التعاون مع أميركا في مكافحة الإرهاب في العراق، واذا كان الأميركيون جادون فعلاً، فعليهم أن يثبتوا ذلك من خلال العمل مع العراق في محاربة الإرهاب والقضاء على جماعة داعش الإرهابية»، وذلك في اشارته إلى تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إذ قال: «إن بلاده ترغب في التعاون مع إيران في مواجهة جماعة داعش».

وحول الخطوات التي اتخذتها أميركا وبريطانيا لمواجهة «داعش» في شمال العراق، اعتبر: «إن الضربات الجوية التي قام بها الطيران الأميركي في الداخل العراقي كانت ترمي إلى حماية المنشآت والمسؤولين الأميركيين وتأمين المصالح الأميركية، ولم يكن لها أي دور حاسم في إعطاء رسالة قوية للإرهابيين».

واعتبر عبد اللهيان: «دخول جماعة «داعش» الإرهابية إلى مدينة الموصل ليس له أي قيمة عسكرية»، موضحاً: «أن «داعش» دخل الموصل من طريق الخيانة والحرب النفسية وروج لاحقاً لسقوط المدينة بأيديهم». وقال: «بحثنا تقديم الدعم السياسي وتقديم المشورة للحكومة العراقية كما قمنا بتقديم المستوى نفسه من الدعم والمشورة لمنطقة كردستان»، نافياً نشر أي قوة ايرانية أو ارسال أسلحة إلى مدينة سامراء أو بغداد أو منطقة كردستان، وقال: «قدمنا الاستشارات للمسؤولين في بغداد وفي كردستان لمواجهة جماعة «داعش» الإرهابية». وأوضح: «أن رئيس منطقة كردستان مسعود بارزاني توصل إلى نتيجة أن «داعش» يشكل تهديداً خطيراً على أمن هذه المنطقة».

كما اعتبر عبد اللهيان «الأمن القومي الايراني بأنه خط أحمر»، وقال: «إن ايران شددت الإجراءات على حدودها على أعلى المستويات»، مؤكداً: «إننا لا نجامل أحداً في ما يتعلق بأمننا القومي». وقال: «إن القوات المسلحة الايرانية ومنذ بداية الأزمة العراقية، شددت من إجراءاتها الأمنية على حدود البلاد»، مشدداً: «على عدم السماح لأي من الجماعات الإرهابية والتكفيرية بالاقتراب من الحدود تحت أي ظرف كان»، مشيراً إلى أن «القوات المسلحة الايرانية ستدخل إلى أي نقطة تراها ضرورية لملاحقة الجماعات الإرهابية، من أجل حماية البلد».

وأشار إلى أن «جماعة داعش تحصل على 3 إلى 7 ملايين دولار يومياً من عائدات النفط بصورة غير مشروعة، بمساعدة بعض الدول الغربية عبر نهبها للنفط وبيعه إليها، وايداع هذه الأموال في الخزينة الاميركية حيث يتم استثمارها، ويتم غض النظر عن هذا الأمر ولا يوجد أحد من يمنع هذا العمل».

وأوضح عبد اللهيان: «إن جماعة داعش توحي بأنها ثورية ومدافعة عن أهل السنة، ولكننا نقول إذا كانت حقاً تعتبر نفسها على انها ثورية وتدافع عن أهل السنة، فلماذا لم تستخدم السلاح الذي استولت عليه من مدينة الموصل لمقاتلة الكيان «الإسرائيلي» لوقف عدوانه على قطاع غزة وارتكاب مجازر بحق آلاف الاطفال والنساء والشباب والمسنين بأسلحة محرمة دولياً تحت مرأى العالم»، مستشهداً بحديث أحد قادة الجماعات الإرهابية الذي أعلن: «أن استهداف الكيان «الاسرائيلي» ليس من بين أولوياته»، مشيراً إلى أن «داعش يستهدف المسلمين بالاخص، ويبث الفرقة بين الشيعة والسنة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى