هل تتمرّد الدول الأوروبية على الناتو وواشنطن؟
تزيد واشنطن ومعها الناتو من وتيرة تخويف الدول الأوروبية من «البعبع الروسي»، وذلك عبر استخدام مصطلحات وعبارات منها «التهديد الروسي»، «العدوان الروسي». إلا أنّ دولاً عدّة ومنها فرنسا، أعلنت أنّها لا تشعر بأيّ تهديد من قبل موسكو. فهل بدأ عصر التمرّد الأوروبي على الناتو وواشنطن؟
في هذا السياق، نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية تقريراً تطرّقت فيه إلى قمة الناتو التي عقدت في وارسو، مشيرة إلى أن الحلف يفضل التعامل مع تحديات مختلقة بدلاً من الواقعية. وذكرت أنّ رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي الدوما آلِكسي بوشكوف علّق على أعمال قمة الناتو في وارسو بقوله: إن نشاط الناتو يهدف إلى الصراع مع تحديات وهمية وليست حقيقية. أما الخبراء، فيعتقدون أن تركيز الناتو اهتمامه على روسيا، هو محاولة لتبرير وجود الحلف، بشكل من الأشكال، بعد انتهاء الحرب الباردة. وقد أشار بوشكوف في حديثه إلى «إيزفستيا» إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما حدّد في الخطاب الذي ألقاه في قمة الناتو ثلاث مسائل يواجهها الحلف، وهي: مكافحة «داعش»، مواجهة روسيا، وتجاوز العواقب السلبية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبحسب بوشكوف، فإن الغريب في الأمر أن الرئيس الأميركي يضع أمام حلف شمال الأطلسي مهمة التغلب على عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي تمس السوق الموحدة وحرية تنقل الأيدي العاملة وسياسة الهجرة وغير ذلك.
وذكرت الصحيفة أنّ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند صرّح لوكالة «فرانس برس» عند وصوله إلى وارسو، قائلاً إن الناتو ليس هو الذي يحدّد نسق العلاقات بين روسيا وأوروبا. وإن روسيا بالنسبة إلى فرنسا ليست خصماً ولا خطراً. وإن روسيا شريك قد يستخدم القوة في بعض الحالات.
وختمت الصحيفة بقولها: على الولايات المتحدة استنفار الحلف وتبرير وجوده. كما أن بلدان أوروبا الشرقية تريد جذب الانتباه. أي أن الحديث عن التهديدات الهجينة في هذه الحالة يصبح ملائماً. ولكن، يجري تجاهل الخطر الحقيقي الذي يهدّد أمن المواطنين. وقد بيّنت العمليات الإرهابية في بلجيكا وفرنسا أن التطرف هو الخطر الحقيقي. وهو ما لم يُولِه الناتو أي اهتمام لفترة طويلة.
«إيزفستيا»: مخاوف الناتو الهجينة
تطرّقت صحيفة «إيزفستيا» الروسية إلى قمة الناتو التي عقدت في وارسو، مشيرة إلى أن الحلف يفضل التعامل مع تحديات مختلقة بدلاً من الواقعية.
وجاء في المقال: علّق رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي الدوما آلِكسي بوشكوف على أعمال قمة الناتو في وارسو بقوله: إن نشاط الناتو يهدف إلى الصراع مع تحديات وهمية وليست حقيقية. أما الخبراء، فيعتقدون أن تركيز الناتو اهتمامه على روسيا، هو محاولة لتبرير وجود الحلف، بشكل من الأشكال، بعد انتهاء الحرب الباردة.
وقد أشار بوشكوف في حديثه إلى «إيزفستيا» إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما حدّد في الخطاب الذي ألقاه في قمة الناتو ثلاث مسائل يواجهها الحلف، وهي: مكافحة «داعش»، مواجهة روسيا، وتجاوز العواقب السلبية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وسأل بوشكوف: لماذا يدور الحديث عن مكافحة «داعش» الآن فقط؟ إن هذا في الواقع اعتراف بأن الحلف لم يفعل شيئاً لمحاربة التنظيم الإرهابي. وهذا يشير إلى أن الحلف لا يكافح التحدّيات الحقيقية التي يواجهها المجتمع الأورو ـ أطلسي، بل التحدّيات الوهمية. و ما يسمى بـ«العدوان الروسي» هو تهديد خيالي. لأن روسيا لا تهدّد أيّاً من البلدان الأعضاء في الحلف. وإن محاولات تحميل روسيا مسؤولية الأوضاع في أوكرانيا، هي محاولة إيجاد تهديد مصطنع.
وبحسب بوشكوف، فإن الغريب في الأمر أن الرئيس الأميركي يضع أمام حلف شمال الأطلسي مهمة التغلب على عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي تمس السوق الموحدة وحرية تنقل الأيدي العاملة وسياسة الهجرة وغير ذلك.
ويؤكد بوشكوف أن الولايات المتحدة تواجه مشكلات جدية ولكن سبل حلها ليست مكافئة أبداً. وكل ذلك يشير إلى الارتباك الواضح في مواجهة التحديات التي يواجهها الناتو، الذي يوجه نشاطه إلى أهداف خاطئة، بدلاً من التركيز على التهديدات الحقيقية الأمر الذي يربك الحلف.
آلِكسي بوشكوف علّق أيضاً على كلمة الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في شأن استعداد بلده لتشاطر الخبرات، التي يملكها الجيش الأوكراني في شأن كيفية محاربة الجيش الروسي، مع الناتو، بقوله: هذه ليست سوى دعاية لا يمكن أن يأخذها على محمل الجدّ خبراء الناتو الجديون. فالجيش الروسي ماكينة حربية جبارة، إلا أن بوروشينكو لم يواجهها. وتشبه هذه التصريحات، تلك التصريحات التي أطلقتها أوكرانيا بأنها تدافع عن الحدود الشرقية لأوروبا. أوكرانيا لا تدافع عن أي شيء، لأن روسيا لا تهدّد أوروبا.
وقد صرّح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لوكالة «فرانس برس» بهذا المعنى عند وصوله إلى وارسو، قائلاً إن الناتو ليس هو الذي يحدّد نسق العلاقات بين روسيا وأوروبا. وإن روسيا بالنسبة إلى فرنسا ليست خصماً ولا خطراً. وإن روسيا شريك قد يستخدم القوة في بعض الحالات.
أما الأمين العام للحلف ينس ستولتينبرغ، فكان قد وعد عشية انعقاد القمة بأن يعلن رؤساء الدول الأعضاء في الحلف عن نهاية عمليات تعزيز الاجراءات الدفاعية منذ نهاية الحرب الباردة. كما أشار إلى نشر كتائب عسكرية للحلف في بولندا ودول البلطيق تعداد كل منها 1000 عسكري. وإضافة إلى هذا، فقد بدأ تشكيل لواء متعدّد الجنسيات لنشره في رومانيا.
هذا، وكان أول حدث في اليوم الأول لقمة وارسو هو توقيع اتفاقية التعاون بين الاتحاد الأوروبي والناتو حيث سبق لستولتينبرغ أن أعلن سابقاً أن الاتحاد الأوروبي والناتو يواجهان تحديات أمنية جديدة، ولا يملكان على انفراد «الترسانة اللازمة لمواجهتها، مثل التحديات الهجينة».
وفي هذا الصدد، أوضح كبير الباحثين في مركز الدراسات الدفاعية الأوروـ أطلسية سيرغي ميخايلوف لـ«إيزفستيا» أن هذه الحكايات ما هي إلا لتبرير وجود الحلف. فالناتو بالنسبة إلى الولايات المتحدة هو أداة لاستمرار سيطرتها على أوروبا ولكن التصريح بهذا علناً غير ممكن ولذا يدور الحديث مباشرة عن «التهديد الروسي». وحالياً، بدأ الحلف بنشر كتائب هي من الناحية العسكرية لا قيمة لها. كما أن ساسة الغرب لا يفكرون بجدّية باحتمال الحرب مع روسيا. أي أن هذا ليس سوى مسألة دعائية ورمزية.
أما في شأن التهديدات الهجينة، التي أشار إليها عشية القمة الأمين العام للناتو، فيؤكد ميخايلوف ألّا أحد يعرف بالضبط ما هو المقصود بـ«التهديدات الهجينة» لأن كل واحد يفسّرها على هواه: دول البلطيق تراها تهديدات إلكترونية، وأوكرانيا تتحدّث عن عمليات تخريبية، وهذا يسمح بخلق الخلفية الإعلامية المطلوبة.
لذلك، يكون على الولايات المتحدة استنفار الحلف وتبرير وجوده. كما أن بلدان أوروبا الشرقية تريد جذب الانتباه. أي أن الحديث عن التهديدات الهجينة في هذه الحالة يصبح ملائماً. ولكن، يجري تجاهل الخطر الحقيقي الذي يهدّد أمن المواطنين. وقد بيّنت العمليات الإرهابية في بلجيكا وفرنسا أن التطرف هو الخطر الحقيقي. وهو ما لم يُولِه الناتو أي اهتمام لفترة طويلة.
«موسكوفسكي كومسوموليتس»: قمة الناتو تضع روسيا أمام طريقين
تناولت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية نتائج قمة الناتو في وارسو، مشيرة إلى أن الحلف حدّد لروسيا طريقين.
وجاء في المقال: اتهمت قمة الناتو في وارسو التي اختتمت أعمالها يوم السبت 9 تموز الجاري من جانب، سياسة روسيا بأنها تسببت في انخفاض مستوى الاستقرار والأمن، وأكدت أن الحلف سيستمر في تعزيز قدراته الدفاعية وردع الأخطار على مختلف الاتجاهات. ومن جانب آخر، أشارت القمة إلى استعداد الحلف للدخول في حوار بنّاء والتعاون مع روسيا.
وفي ضوء ذلك، ماذا يمكننا أن ننتظر من لقاء «مجلس روسيا الناتو» المقرّر عقده يوم 13 تموز الجاري؟
هذا، وإضافة إلى ما قررته القمة في شأن روسيا، أعلن الحلف أنه سينشر في أوروبا الشرقية وحوض البحر الأسود قوات إضافية، من بينها أربع كتائب يبلغ تعداد كل منها 1000 عسكري في دول البلطيق وبولندا، وتكون «الأمم الرائدة» مسؤولة عنها: كندا في لاتفيا، ألمانيا في ليتوانيا، بريطانيا في إستونيا والولايات المتحدة في بولندا.
كما تعهّد الحلف بمراقبة تطور الأحداث في بحر البلطيق والبحرين الأسود والأبيض المتوسط، وكذلك في منطقة شمال الأطلسي. وجاء في البيان الختامي الصادر عن القمة، أن الحلف يواجه تزايد التحديات في الاتجاهات كافة، ومن ضمنها المرتبطة بـ«تزايد النشاط الحربي» لروسيا، التي «تهدّد أمن المنطقة».
وفي هذا الصدد، طرحت الصحيفة أسئلة عمّا يمكننا انتظاره من لقاء «مجلس روسيا الناتو» على نائب رئيس مركز التكنولوجيات السياسية، آلِكسي ماكاركين. فأجاب بقوله إن مهمة الفعالية التي تشارك فيها قوى ذات مواقف مختلفة، هي التوصل إلى حلول وسطية.
فقد كانت توقعات أعضاء الحلف متباينة، إذ إن بعضها مثل فرنسا وإيطاليا وأخرى لا ترى في روسيا خطراً يهددها، في حين أن دولاً أخرى مثل بولندا ودول البلطيق تعدُّ روسيا خطراً يهددها وتطلب حمايتها منها.
وقد أقرّت القمة نشر كتائب عسكرية في هذه البلدان. وبما أن تعدادها محدود فإنها لا تشكل أي خطر، غير أن ذلك إشارة إلى أن هذه البلدان تقع تحت حماية الحلف.
والقرارات التي اتخذت في شأن أوكرانيا يمكن اعتبارها حلولاً وسطية أيضاً لأن بعض البلدان تقول إن من الضروري ضم أوكرانيا إلى الناتو، في حين أن هناك بلداناً أخرى ترغب عدم ذكرها في السياق العسكري، لذلك لم تغلق الباب في وجه أوكرانيا كما لم تفتحه أيضاً. أي أنّ انضمامها إلى الحلف في المستقبل المنظور غير متوقع، ولكن قد يحصل هذا بعد 15 إلى 20 سنة.
وكانت هذه القرارات بالنسبة إلى روسيا متوقعة. ومع ذلك موسكو غير مرتاحة من تعزيز الوجود العسكري للناتو في أراضٍ تعدها روسيا مهمة لها، ومن ضمنها منطقة البحر الأسود. ولكنها لا تنوي الدخول في نزاع مسلح. أي أنها تريد أن تعزز علاقاتها مع البلدان الغربية، لذلك لا حاجة بها إلى النزاع معها.
وحالياً، يختبر الناتو وروسيا أحدهما الآخر بمساعدة القوات الجوية والبحرية، ولكن، قد تكون نتائج هذه الاختبارات سيئة. لذلك، يمكن للطرفين خلال لقاء يوم 13 تموز الجاري وضع قواعد للعبة، لتقليص الإجراءات التي تؤدّي إلى اصطدام الطائرات والسفن.
أما رئيس قسم الأمن الأوروبي في معهد أوروبا دميتري دانيلوف، فيقول:
عندما انضمت بولندا ودول البلطيق إلى حلف شمال الأطلسي، أعلنت أن هدفها ليس فقط «اللجوء إلى أوروبا»، لا بل الحصول على ضمان حمايتها من روسيا. والآن، تعزّز هذا الاتجاه في الحلف مقابل اتجاه «التعاون والأمن الأوروبيين» الذي ضعفت مواقعه في الحلف، وهذا ما تؤكده نتائج قمة وارسو.
لذلك، فإن من بين مهمات لقاء «مجلس روسيا الناتو» تحديد هل سنسير على طريق الردع المتبادل الذي كان سائداً خلال الحرب الباردة؟ أم أننا سنتفق على أن هذا لا يخدمنا ونبحث عن وسائل جديدة؟
روسيا من جانبها ليست مستعدة لتصعيد الخلاف مع الحلف، والحلف من جانبه يعترف بضرورة الحوار والبحث عن أرضية مشتركة. ومن المحتمل جداً أن تناقش خلال هذا اللقاء آليات تفعيل وتنفيذ اتفاقيات مينسك ومن ضمنها آلية النات.
«تلغراف»: كويتي يعترف بعمله مسؤولاً نفطياً لدى «داعش»
انفردت صحيفة «تلغراف» البريطانية بنشر تقرير لمراسلها في بيروت يفيد فيه بأن كويتياً تدرّب في بريطانيا ليكون ضابطاً بحرياً، ثم تطوّع في صفوف تنظيم «داعش» وعمل مسؤولاً عن حقوله النفطية، وبات أرفع شخصية في هذا التنظيم تسلّم معلومات استخبارية مهمة عنه، بعد أن اعتقلته السلطات الكويتية مؤخراً.
وتقول الصحيفة إن علي عمر محمد العصيمي، 27 سنة، سبق أن تدرب في المدرسة البحرية في كلّية ساوث تاينسايد، والتي تعدّ من أبرز الجامعات المعنية بالملاحة والعلوم البحرية في المملكة المتحدة.
وقد اعتقلت السلطات الكويتية العصيمي على الحدود السورية ـ العراقية في الرابع من هذا الشهر، وبرفقته والدته وابنه الصغير، بحسب تقارير إعلامية محلية.
وقد غادر العصيمي منزله في ساوث شيلدز في بريطانيا ليسافر إلى سورية في عام 2014. وتقول السلطات الكويتية إن العصيمي، المتزوج من سيدة سورية وله منها طفل، كان متعاوناً معها واعترف أنه احتل موقعاً بارزاً لدى «داعش».
وأوضح أنه كان مسؤولاً عن الحقول النفطية في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم حول مدينة الرقة، التي تعدّ معقل التنظيم في شمال غرب سورية، وأنه تمكن من تصدير النفط إلى عدّة جهات.
وأشار العصيمي إلى أن التنظيم اختاره لهذا المنصب لإجادته الانكليزية ومعرفته في الهندسة وتجربته في العمل في شركة نفط الكويت، التي تملكها الدولة.
وتقول السلطات الكويتية إن العصيمي، الذي استخدم اسماً حركياً في التنظيم هو «أبو تراب الكويتي»، كشف عن كيفية تهريب التنظيم للنفط وبيعه في السوق السوداء إلى مشترين إقليميين في المنطقة، فضلاً عن تجار عالميين. وتضيف أنه سلم قائمة بأسماء العاملين في هذه التجارة.
ويُعتقد أن تنظيم «داعش» يجني ما قيمته 30 مليون دولار شهرياً من تهريب النفط. وتقول السلطات الكويتية، بحسب التقرير، إن العصيمي اتهم والدته حصة، 52 سنة، بدفعه إلى التطرّف مع أخيه عبد الله، الذي ذهب إلى سورية عام 2013 لكنه قتل في العراق في العام نفسه، وهو بعمر 19 سنة.
«كمسمولسكايا برافدا»: أسرار عائلة كلينتون
تطرّقت صحيفة «كومسمولسكايا برافدا» إلى أسرار عائلة كلينتون، وسألت ما هي «الهياكل العظمية» التي عُثر عليها في خزانة هيلاري؟
وجاء في المقال: لم تكن التحقيقات التي أجراها مكتب التحقيقات الفدرالي، والتي استمرت ثلاث ساعات ونصف الساعة، في مصلحة هيلاري كلينتون.
ذلك على رغم أن هيلاري تحدّثت طواعية، كما قال نيك ميريل، السكرتير الصحافي لهيلاري كلينتون، عن استخدامها البريد الإلكتروني الشخصي عندما شغلت منصب وزير خارجية الولايات المتحدة.
ويذكر أنه في ربيع عام 2015 اتضح أن هيلاري، التي كانت تشغل منصب وزير خارجية الولايات المتحدة بين عامي 2009 2013، استخدمت بريدها الإلكتروني الشخصي للمراسلات الرسمية السرية، وأنها سلمت جزءاً بسيطاً من هذه المراسلات إلى وزارة الخارجية، ومسحت الباقي. وبسبب ذلك اتُهمت بانتهاك قواعد الأمن الداخلي، والذي أدى إلى تسريب أسرار الدولة.
وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، فقد أرسلت عبر بريدها 104 رسائل، كانت تحتوي على معلومات سرّية، وفق تقديرات وزارة الخارجية. وقد اعترفت هيلاري بخطأها وفي الوقت نفسه تؤكد أن هذه الرسائل لم تحتوِ على معلومات سرّية. ولو رفع مكتب التحقيقات ضدّها دعوى جنائية، لاضطر الحزب الديمقراطي إلى ترشيح شخص آخر لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. ولكن هذا لم يحصل، فقد أعلن مدير المكتب جيمس كومي، أنه ليس هناك ما يدعو إلى إقامة الدعوى بعد أن ثبت عدم اختراق بريد هيلاري الشخصي.
من جانبه، نشر موقع «ويكيليكس» مجموعة وثائق جديدة حول حملة غزو العراق، اعتبرتها صحيفة «غارديان» البريطانية ذخائر لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب.
كما أشارت الصحافة الأميركية إلى أن مديرية الضرائب طلبت في عام 2009 معلومات عن حسابات 4000 شخص فقط بدلاً من 52000 أخفوا حساباتهم في مصرف «UBS» السويسري، ليتبرع المصرف بعد ذلك بهذه الأموال 600 ألف دولار إلى صندوق عائلة كلينتون الخيري. وفي ما بعد، ساهم المصرف في برنامج الصندوق الخاص بتطوير الأعمال في المدن الأميركية، حيث دفع قروضاً قيمتها 32 مليون دولار، ودفع 1.5 مليون دولار للرئيس الأميركي السابق. غير أن المصرف ينفي وجود علاقة بين الأعمال الخيرية ومساعدة هيلاري.
ويشير الصحافي بيتر شفايتزر في كتاب «كلينتون وذاكرة الكاش» إلى أن هيلاري استخدمت منصبها في الدفاع عن مصالح شركات وبلدان مختلفة مقابل دعم صندوق العائلة الخيري بالأموال.
ووفق معطيات «ويكيليكس»، ففي عام 2009، واجهت شركة «Uranium One» الكندية مشكلات في كازاخستان، حيث تقررت إعادة النظر في مسألة بيع منجمها. وتمت تسوية المسألة بمشاركة هيلاري، وتم إقناع كازاخستان بنقل ملكية الشركة إلى روسيا، وكان هذا يتطلب موافقة لجنة الاستثمارات الخارجية للولايات المتحدة. وقد وافقت هذه اللجنة على رغم أن المسألة تتعلق بروسيا وباليورانيوم الاستراتيجي. وبحسب وسائل الإعلام، فقد استلم صندوق كلينتون من هذه الصفقة مبلغاً يصل إلى 7 ملايين دولار، ولكن عائلة كلينتون سجلت في الوثائق الرسمية مبلغ 250 ألف دولار فقط. كما تبيّن أن الصندوق في عام 2013 أنفق على الأعمال الخيرية 9 ملايين دولار فقط من مجموع 140 مليوناً مخصّصة لهذا الغرض، في حين أُنفق مبلغ يزيد على 60 مليوناً لنشاطهم الشخصي.
وفي حزيران من عام 2015، نشرت صحيفة «ذي هيل» مقالاً بعنوان «مشكلة مع صدقية هيلاري كلينتون»، استنتجت في نهايته أن أكثر من نصف الناخبين يشكّون في صدقية هيلاري. كما بيّنت نتائج استطلاع أجرته قناة «ABC» أن 52 في المئة من المشاركين فيه لا يثقون بهيلاري، في حين بين نتائج استطلاع صحيفة «واشنطن بوست» أن 57 في المئة من المشاركين لا يثقون بصدقيتها.
ويذكر أن نتائج استطلاع الرأي، الذي أجرته قناة «CNN» عام 2014، أظهر أن 56 في المئة من المشاركين فيه يثقون بهيلاري.
ويقول يوري روغوليف، مدير مؤسسة روزفلت التابعة لجامعة موسكو، إن من الصعوبة جداً إيجاد سياسي لا علاقة له بالفساد، خصوصاً إذا كان ينشط في هذا المجال لفترة طويلة، حيث يمكننا أن نجد معلومات عدّة عنه تمس الجانب الأخلاقي له. صحيح أن ترامب ينفق أمواله الشخصية في نشاطه السياسي، ولكن هذا ليس بمقدور غالبية السياسيين، ولذلك يبحثون عن مصادر لتمويل نشاطهم السياسي. فمثلاً، استفاد باراك أوباما من التبرّعات الصغيرة ولم يرتبط بصناديق خيرية ضخمة، في حين أن الغالبية يتمنّون أن يكون لديهم ممولون كبار. وهنا يجب ألا ننسى أن اللوبي معترف به رسمياً في الولايات المتحدة.
ومن الممكن أن تكون هيلاري كلينتون الشخص الأكثر فساداً من بين جميع الذين تنافسوا على منصب رئيس الولايات المتحدة. كما أنها كما يعلم الجميع كذابة على المستوى العالمي.