فاليري آموس تزور شرق أوكرانيا

دعا مدير عمليات الصليب الأحمر الدولي في أوروبا وآسيا الوسطى لوران كوربا جميع الأطراف المعنية إلى الإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان المناطق المتضررة شرق أوكرانيا.

وقال كوربا في مؤتمر صحافي أمس: «إن الصليب الأحمر يأمل في أن تدخل قافلة المساعدات الإنسانية الروسية إلى أوكرانيا الجمعة اليوم »، مشيراً إلى أن هذه المنظمة قد اتخذت الإجراءات الإدارية والتحضيرية المطلوبة كافة من أجل تأمين عبور القافلة الروسية الحدود مع أوكرانيا.

وأعرب المسؤول في الصليب الأحمر الدولي عن أسفه لقيام الجانب الأوكراني بعرقلة إتمام الإجراءات الجمركية اللازمة لعبور القافلة الإنسانية، مؤكداً أن الوضع الإنساني في مدينة لوغانسك التي تتوجه إليها قافلة المساعدات الروسية صعب للغاية، مشيراً إلى انقطاع الماء والكهرباء والأغذية في هذه المدينة شرق أوكرانيا.

و تأتي تصريحات كوربا بعد ساعات على بيان وزارة الخارجية الأوكرانية الذي وعدت فيه بالسماح بمرور الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية الروسية، بعد الحصول على تأكيد الصليب الأحمر حول استعداده لنقلها إلى هدفها.

وجاء في البيان الذي نشر على موقع الوزارة الإلكتروني إن «الجانب الأوكراني سيبدأ العمل المناسب بأسرع ما يمكن بعد أن يحصل على التأكيد النهائي من الصليب الأحمر حول استعداده لإيصال الشحنات إلى هدفها. ويدور الحديث عن أن الصليب الأحمر الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن جميع نواحي نقل وتوزيع المساعدات في الأراضي الأوكرانية، يجب أن يحصل على جميع الضمانات الأمنية لموظفيه والشحنات».

وأضاف البيان أن كييف تنطلق من ضرورة تزامن نقل كل المساعدات الإنسانية للمدنيين في مقاطعة لوغانسك من قبل الصليب الأحمر بما في ذلك المساعدات التي يقدمها الجانب الأوكراني بالتعاون مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية».

من جهة أخرى، قال ممثل مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني أندري ليسينكو في حديثه لقناة «112» الأوكرانية: «إن مرور الشاحنات عبر الحدود الأوكرانية سيبدأ على الأرجح صباح الخميس أمس ، إذ أن موظفي الجمارك الأوكرانية لم يحصلوا حتى الآن على وثائق حول محتوى الشحنات الإنسانية».

فيما أعلنت الولايات المتحدة أنه جرى تحقيق تقدم في حل المسائل الخاصة بفحص القافلة الإنسانية الروسية وكذلك نقلها إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف إن المعلومات المتوافرة لدى الولايات المتحدة تشير إلى تحقيق «اتفاق حول المسائل المعينة الخاصة بفحص شاحنات القافلة الإنسانية الروسية وشحناتها من قبل السلطات الأوكرانية، وكذلك نقل هذه المساعدات الإنسانية إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر». وأضافت: «إذا لم يكن هناك شيء للإخفاء، فلا أعرف لماذا قد يصبح ذلك مشكلة. لنرى كيف سيجري».

وتابعت هارف أن بلادها ترى أنه من الضروري إجراء فحص هذه الشاحنات، مشيرة إلى أن الصليب الأحمر لا يزال يعمل للحصول على ضمانات أمنية ضرورية لمرافقة هذه الشاحنات، مشيرة إلى أن جميع الأطراف المعنية لا تزال تبحث الجدول الزمني لإيصال هذه المساعدات.

وفي السياق، أفادت الدائرة الأممية للمسائل الإنسانية أن فاليري آموس نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تنوي زيارة شرق أوكرانيا للاطلاع على الوضع في المناطق المتضررة في الأعمال الحربية.

وكانت وكالة «إيتار تاس» نقلت سابقاً عن أماندا بت الناطقة باسم الدائرة أن فاليري آموس ستصل إلى كييف يوم الخميس 21 آب وستغادر البلاد الأحد 24 آب. ويضم برنامج زيارتها إلى أوكرانيا لقاءات مع المسؤولين الأوكرانيين والدبلوماسيين وممثلي المجتمع المدني وموظفي الأمم المتحدة.

وفي السياق، أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 400 ألف شخص غادروا بيوتهم بسبب القتال في شرق أوكرانيا.

وأشارت المفوضية إلى أن نحو 197 ألفاً و400 شخص غادروا مناطق المعارك ولجأوا إلى روسيا، بينما نزح 190 ألف شخص على الأقل إلى مقاطعات أخرى في أوكرانيا. إضافة إلى ذلك توجه بعض سكان شرق أوكرانيا إلى بولندا 14,6 ألف وبيلاروس نحو 14 ألفاً .

وقالت المتحدثة باسم المفوضية أريان راميري إن عدد النازحين قد يكون أعلى لأنه لا توجد آلية مركزية لتسجيل النازحين، مشيرة إلى أن بعض النازحين لا يسجلون أسماءهم على الإطلاق.

جاء ذلك في وقت أفادت بلدية مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا أن 7 مدنيين قتلوا جراء قصف الجيش الاوكراني المستمر للمدينة، فيما أفادت وكالة «نوفوستي» الروسية أن دونيتسك تعرضت للقصف مجدداً أمس، مضيفة أن الصواريخ سقطت في منطقة محطة سكك الحديد والأحياء السكنية.

ومن جهتها قالت بلدية مدينة لوغانسك إن الوضع في المدينة لا يزال صعباً للغاية، مضيفة أن سكان لوغانسك يعيشون من دون الكهرباء والمياه والاتصالات منذ أكثر من أسبوعين. وأشارت إلى أن استئناف توفير الكهرباء أمر مستحيل حالياً بسبب الأعمال العسكرية المستمرة في أراضي المدينة.

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني أندري ليسينكو إن 5 جنود أوكرانيين قتلوا وأصيب 21 آخرون في المعارك المستمرة في شرق أوكرانيا في الساعات الـ24 الأخيرة.

وأكد في مؤتمر صحافي جديد عقده أمس الأنباء حول إسقاط طائرة مقاتلة من طراز «سوخوي-24 أم» تابعة للقوات الجوية الأوكرانية. وقال: «جرى أمس إسقاط الطائرة. والطياران قفزاً بالمظلات منها».

وأفاد أنطون فيراشينكو مستشار وزير الداخلية الأوكراني أن 16 جندياً أوكرانياً قتلوا في المعارك بضواحي مدينة إيلوفايسك شرق أوكرانيا. وكتب في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»: «قتل 16 من أصل 64 عسكرياً من الوحدات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية والجيش الأوكراني خلال كل فترة العملية العسكرية في ضواحي إيلوفايسك».

وأضاف فيراشينكو أن نحو 50 فرداً من مختلف الوحدات الأوكرانية أصيبوا بجروح أثناء المعارك في هذه المنطقة، مضيفاً أن وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف قال: «إن المهمة ذات الأولوية هي الحفاظ على حياة وصحة الجنود، وليس السيطرة على إيلوفايسك بأي ثمن كان قبل يوم الاستقلال».

وقالت قوات الدفاع الشعبي في شرق أوكرانيا أنها نجحت في صد هجوم القوات الأوكرانية على مدينة إيلوفايسك و تطويق وحدات عدة للجيش الأوكراني، حيث نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن وزارة الدفاع في «جمهورية دونيتسك الشعبية» أنه «تم صد جميع الهجمات على المدينة. وفي ضواحي إيلوفايسك نجحت قوات الدفاع الشعبي في تطويق عدد من وحدات العدو. وجرى طرد القوات الأوكرانية من المدينة. وتدور المعارك الآن في ضواحي إيلوفايسك».

وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل قد بحث مع نظيره الأوكراني فاليري غيليتي هاتفياً التطورات الأخيرة في شرق أوكرانيا، بحسب ما جاء في بيان صحافي صدر عن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون».

وأشار البيان إلى أن الطرفين ناقشا تصدير المساعدات العسكرية الأميركية إلى أوكرانيا، وأن «المناقشات كافة حول الاتفاق المحتمل حول وقف إطلاق النار يجب أن تتم بمشاركة الجانب الأوكراني».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى