حكايات من دفتر ذكريات تموز
الحكاية الأولى:
ذات يوم من أيام حرب 2006 المجيدة، أبلغني مسؤول في حزب الله أن وفداً من مصر جاء للتضامن، وطلب مني مرافقته.
كان الوفد يضم الفنانة الرائعة رغدة، والقيادي الناصري أمين إسكندر، والقيادي الناصري مجدي المعصراوي.
رغدة: كانت مصرّة على دخول الضاحية الجنوبية غير عابئة بأية مخاطر.. هناك كانت تلتقط حفنات تراب من الأرض وتشمها، وتقول: رائحة الشرف تسكن هذا التراب. هذا التراب يروي قصة حياة كانت، وامتزاجه بالدم المجبول بالصمود، سيمكنه من إعادة خلق حياة جديدة بطعم العزة.
أمين اسكندر: أظهر بعد نظر لافت، تمثل في نبوءة قال فيها، ستمرغ المقاومة أنف الغرب الاستعماري والصهيونية والرجعية العربية في وحول لبنان. وبعد الانتصار المؤكد، سيجتمع هذا الثالوث اللعين، ليحصل بالمؤامرات على ما ستعجز «إسرائيل» عن الحصول عليه بالقوة.
مجدي المعصراوي: كعادته، كان في صمته وفي تأملاته بلاغة قد تعجز عنها اللغة، ولا أنسى خجله وهو يتبرع للمقاومة بملغ وصفه المسؤول الذي استلمه بالكبير، فعقب المعصراوي قائلاً: لكنه أصغر وأقل من نقطة دم ينزفها مقاوم… ولست أدري، كيف عرف المعصراوي أنني ممتنع عن أخذ راتبي أثناء الحرب، وأنني مفلس، فصمّم على منحي ألف دولار، وبعد جهد جهيد وافقت بشرط أن يكون على سبيل القرض.. وبالمناسبة، لم يتوفر معي حتى الآن ألف دولار لأردّ القرض لمجدي المعصراوي.