ورد وشوك
ورد وشوك
عمت صباحاً أيها الورد. قصدتك كعادتي لأقطف منك لمّة أرتبها بحبّ، أبعث بها لأحبّة كنت قد اعتدت على تحيّتهم. تشاركهم أفراحهم فتزداد بك جمالاً وتألقاً، وتضفي على النفس بهجة تبعث على الراحة والهدوء.
اليوم، وبصحبة منك، أودّ أن أهنّئهم بقدوم عيد فطر كنّا نحسب أننا معه سوف نطوي صفحات سطّرها الحزن والألم. لكن خيبة أمل أصابت الجميع. فالبيوت ما زال يخيّم عليها شبح الشوق لغائبين أبعدتهم نار الحقد، فصاروا في مقلب آخر على وجودهم فيه لا يحسدون.
وما زال صقيع الحرب معشّشاً في كلّ الزوايا، على رغم حرّ صيف قاس شديد.
شعور بالحنين بلمّة الأحبة حول موائد العيد ورشف فناجين القهوة المُرّة التي كان على مرارتها يحلو شربها، وفق طقوس يملؤها الهرج والمرج، بسعادة ليتها دامت على مرّ السنين.
مددت يدي لأقطف الوردة الأولى، فإذ بدمعها يتساقط قطرات ندى وكأنها تتمنّى أن أتركها على غصنها تعيش عمرها القصير، بين أخوة لها يحدوهم الحنين ليكونوا في المواسم القادمة مرسال ودّ واحترام و تقدير.
عندئذٍ، أدركت أنني بالورد لن أغيّر لدى أحبّتي حزنهم الدفين. عدت لأكتب للغوالي تمنّياتي بحلول أيام تعيد للوطن أمنه وألقه من جديد، وتعيد لنا لذّة الإحساس بكلّ ما هو مبهر رقيق وأنيق.
رشا مارديني