المحادثات اليمنية تستأنف في الكويت في ظل تعنت وفد هادي
أكد مصدر أممي أن المبعوث الدولي إلى اليمن ولد الشيخ أحمد سيصطحب وفد هادي إلى الكويت، وذلك بعد أن يغادر المبعوث الدولي إلى الرياض للقاء الرئيس اليمني المستقيل.
وكان وفد هادي أعلن رسمياً، أول أمس، عدم مشاركته في الجولة الثانية من مفاوضات الكويت، في الموعد المحدد لها أمس الجمعة.
وقال عبد الله العليمي، رئيس الفريق الاستشاري بوفد الحكومة اليمنية المفاوض، في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «لن يكون وفد الحكومة يوم 15 تموز في الكويت»، مضيفاً: «الوفد على استعداد للذهاب حين تكون ظروف إنجاح المشاورات مهيأة».
وتابع العليمي، وهو أيضاً نائب مدير مكتب الرئاسة اليمنية، أنّ «الوفد الحكومي تقدم برسالة للمبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، يوضح فيها موقفه الحريص على إنجاح مساعي السلام من خلال ضوابط وضمانات واضحة تدفع لاستئناف المشاورات».
وفي وقت سابق من الخميس، أعلن شربل راجي، الناطق باسم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، أنّ المشاورات بين الحكومة اليمنية من جهة، وأنصار الله والمؤتمر الشعبي العام الموالي لهم، تستأنف في الكويت في 15 تموز.
وكان الناطق باسم حركة أنصار الله ورئيس وفدها في مفاوضات الكويت محمد عبد السلام، أكد على ضرورة أن يستند أي حل لإنهاء الأزمة اليمنية على التوافق وتوقف كامل للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن بكافة أشكاله.
وبحسب «المسيرة نت» فقد قال عبد السلام في صفحته على «تويتر» أول أمس: « لا واقعية ولا مقبولية لأيّ حل لا يستند إلى توافق حقيقي يؤدي إلى وقف كافة أشكال العدوان، ويرفع الحصار ويزيل القيود الاقتصادية».
يأتي ذلك عقب لقاء جمع الوسيط الأممي إسماعيل ولد الشيخ في صنعاء بوفدي المؤتمر وأنصار الله.
وكان وصل ولد الشيخ صنعاء للالتقاء بالمكونات السياسية الوطنية في إطار الجهود المبذولة لاستئناف مشاورات الكويت.
ميدانياً، تتواصل المواجهات في مناطق مختلفة من اليمن. فيما تمكنت الأجهزة الأمنية في عدن من إحباط عملية كبيرة كان تهدف إلى مهاجمة مطار المدينة. ما استدعى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة.
وقبل ساعات من انطلاق الجولة الثانية من مشاورات السلام اليمنية اليمنية في الكويت، تجددت المواجهات على أشدها عند الحدود اليمنية السعودية، حيث قتل ضابطين سعوديين في جبل الفدنه المطل على منطقة الجابري في جيزان خلال رد الجيش واللجان الشعبية على القصف المدفعي والصاروخي للقوات السعودية على مديرية حرض وميدي الحدوديتين اليمنيتين.
وفي السياق، نجا محافظ محافظة عدن اليمنية، عيدروس الزبيدي، أمس، من محاولة اغتيال بهجوم بسيارة ملغومة استهدفت موكبه، حسبما نقلته وكالة رويترز.
وبحسب رويترز فإنّ سيارة متوقفة على الطريق انفجرت في أثناء مرور سيارة الزبيدي والسيارات التي كانت تقل حراسه في منطقة إنماء بمدينة عدن جنوب اليمن.
وكان الزبيدي قد عين محافظاً لمحافظة عدن بعد مقتل سلفه بتفجير سيارة في كانون الأول الماضي. وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي المسؤولية عن تلك العملية، فيما حاول مهاجمون عدة مرات قتل الزبيدي في هجمات بسيارات مفخخة.
يُذكر أنّ تنظيم «داعش» الإرهابي كثف هجماته منذ اندلاع الحرب الأهلية في اليمن، وظهر كمنافس قوي لتنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب الذي كان أكبر تنظيم متشدد في البلاد في السنوات الأخيرة.
في المقابل شنّت طائرات التحالف السعودي غارتين جويتين على مديرية حرض الحدودية في حجة غرب اليمن. كما استهدفت سلسلة غارات جويّة للتحالف السعودي على منطقة الملاحيظ في مديرية الظاهر الحدودية غربي مدينة صعدة شمال اليمن. يأتي ذلك بالتزامن مع مواجهات عنيفة بين قوات الرئيس هادي المسنودة بالتحالف السعودي من جهة وقوات الجيش واللجان الشعبية من جهة أخرى، في منطقة مزوية في مديرية المُتُون شمالي محافظة الجوف شرق اليمن.
وفي تعز فقد عاودت مقاتلات التحالف السعودي شنّ سلسلة من الغارات على منطقة كهبوب المطلة على مضيق باب المندب الاستراتيجي، وذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع اليمنية عن مقتل وجرح قرابة 100 عنصر من قوات الرئيس هادي، خلال تصدي الجيش واللجان لمحاولة تقدم لهم هي الأكبر على المنطقة الواقعة بين محافظتي تعز ولحج جنوبي غرب المحافظة. كذلك قتل وجرح العديد من قوات الرئيس هادي خلال صدّ الجيش واللجان لهجومهم باتجاه منطقة الضباب عند المدخل الجنوبي للمدينة.
وبالتزامن دارت اشتباكات متقطعة بين قوات الرئيس هادي، في منطقتي حسنات وثعبات عند الضاحية الشرقية للمدينة، بالتوازي مع قصف مدفعي متبادل بين الطرفين في مديرية الوازعية جنوبي غرب المحافظة.
كذلك شنّت مقاتلات التحالف السعودي سلسلة غارات جوية، على جبلي يام والذهب الاستراتيجيان، بالتزامن مع مواجهات عنيفة بين الطرفين في محيط جبل يام المطل على مفرق الجوف في مديرية نِهْم عند الأطراف الشمالية الشرقية للعاصمة صنعاء.
أما في مأرب فقد أصيبت امرأة وطفلتها إثر قصف مدفعي وصاروخي لقوات الرئيس هادي، على مديرية حَريب القراميش جنوبي غرب المحافظة شمال شرق اليمن.
على صعيد آخر، أعلنت الأمم المتحدة أنها تتوقع أن يعرض التحالف العربي بقيادة السعودية للأمين العام للمنظمة، بان كي مون، تقريراً حول الإجراءات الخاصة بحماية الأطفال في اليمن قبل 2 آب.
وقال ستيفان ديوجاريك، المتحدث الرسمي باسم بان كي مون، في مؤتمر صحفي عقد أول أمس الخميس، عقب لقاء بين الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إنّ بان كي مون رحب باستعداد التحالف العربي لاتخاذ تدابير ملموسة وضرورية لوضع حد لانتهاك حقوق الأطفال في اليمن، واستعداده للقيام بعمل مشترك بناء وبعيد المدى مع الأمم المتحدة.
وأعرب بان كي مون، عن أمله في أن يتمكن التحالف من عرض معلومات حول التدابير الملموسة التي اتخذها في اليمن قبل انطلاق المناقشات الأممية بشأن قضية حماية الأطفال في ظروف النزاعات المسلحة في 2 آب».