تظاهرة ثقافيّة وفكريّة كبيرة في بيروت دعماً للمقاومة ورفض تصنيفها بالإرهاب: أعادت للأمّة وأحرار العالم الثقة بأنّ المستقبل يصنعه المقاومون

افتتح «المؤتمر القوميّ العربيّ»، و«المؤتمر القوميّ الإسلاميّ»، و«المؤتمر العام للأحزاب العربيّة»، و«هيئة التعبئة الشعبية العربيّة» المؤتمر العربي العام لدعم المقاومة ورفض تصنيفها بالإرهاب» الدورة السابعة أمس في فندق «رامادا سفير».

ترأّس جلسة الافتتاح أمين عام المؤتمر العام للأحزاب العربيّة قاسم صالح، وتحدّث فيها كل من السفير السوريّ علي عبد الكريم علي، منسّق عام المؤتمر القوميّ الإسلاميّ خالد السفياني، رئيس المكتب السياسي لـ«حزب الله» السيد إبراهيم أمين السيد، فاروق القدومي باسم فلسطين، المستشار السياسيّ لمجلس الشورى الإيراني حسين شيخ الإسلام، الرئيس السابق لحكومة السودان الصادق المهدي، رئيس حزب مصر القويّة والمرشّح السابق لرئاسة الجمهوريّة المصريّة عبد المنعم أبو الفتوح، ، رئيس حزب الكرامة حمدين صباحي، أمين عام «جمعية العلماء المسلمين» في الجزائر الدكتور صالح دحان، أمين عام اتّحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود.

وتلا أمين عام المؤتمر القومي العربي الدكتور زياد حافظ ورقة بعنوان «تقدير موقف».

علي

وقال السفير السوري: «إنّ المقاومة في ما أنجزته أكّدت للأمّة معنى وجودها وسيادتها. نحتفل اليوم بالذكرى العاشرة لانتصار تموز على الكيان الصهيوني، هذا الانتصار الكبير جسّد معنى حيويّة الأمة قوة، كرامة الأمّة، كان العالم كلّ العالم وخاصّة القوى التي تُهيمن على العالم ومعها دول المنطقة ومعها قوى كثيرة حتى في بلد المقاومة، كلّها كانت تريد أن تمحو المقاومة محواً كاملاً وأن تسحقها، فحقّقت المقاومة بصمودها انتصاراً أعاد للأمّة وللعالم وأحراره الثقة بأنّ المستقبل يصنعه المقاومون والمؤمنون بهذا المستقبل».

أضاف: «سورية التي أتحدّث باسمها، والتي رفضت منذ البداية التفريط بأيّ حبّة تراب من أرضها، والتفريط بقضايا الفلسطينيّين وبقضايا الأمّة، واحتلال العراق والتواطؤ على احتلاله وتمريره فوقفت وحدها في مواجهة كل هذا الجمع الدوليّ لاحتلال العراق وتشريعه، وهي التي رفضت التفريط بالقضيّة الفلسطينيّة».

وتابع: «كانت سورية مع المقاومة في حرب تموز، وكانت مع تحريرها في عام 2000، وكانت مع القضيّة الفلسطينية، وسورية التي تواجه اليوم إرهاباً من جنسيّات مختلفة والتي استجمع الإرهاب بتسليح وتمويل من قوى عالمية ومن قوى إقليميّة وعربيّة، هذا الإرهاب الذي تواجهه سورية نيابة عن العالم، رفضت أن تستسلم له وأن تتقبّل أن تساوم على كرامة بلدها وسيادتها، وبقيت فلسطين هي البوصلة».

صالح

وقال صالح في مداخلته: «نحن اليوم نشهد تقاطر ما يزيد عن 300 شخصيّة تمثّل كوكبة من رجال السياسة والثقافة والفكر من شتّى أرجاء العالمَين العربيّ والإسلاميّ للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر، ولقد أكّدتم بحضوركم تمسّك شرفاء الأمة وأحرارها بخيار المقاومة والجهاد، ورفضهم إدانتهم للقرارات الجائرة التي صدرت عن مجلس التعاون الخليجيّ ومجلس وزراء الخارجيّة والداخليّة العرب بإيعاز من السعوديّة والولايات المتحدة الأميركيّة ومن الصهاينة».

السفياني

من جهته، قال السفياني: «إنّ انتصاراتكم أيّها المقاومون الأبطال في فلسطين ولبنان والعراق، لم تكن لتمرّ من دون محاولة الإرهاب الصهيوني ومن يسير في ركبه لبذل كل ما في وسعه من أجل تشويه صورة المقاومة وشيطنتها وضرب شرايين حياتها».

السيد

وقال السيد: «كانت المقاومة مشروع الوحدة في الأمّة، بل وحدة الأمّة، عرباً ومسلمين، لأنّ عالمنا العربيّ هو مسلمون وغير مسلمين، وإنّ عالمنا الاسلاميّ هو عرب وغير عرب، هي المقاومة مشروع النموذج والقدوة والتجربة الناجحة والخيار الصحيح الذي ظهرت فيه القوة للأمّة، وقوة وجودها في مقابل الخيار الآخر الذي لم يُظهر من الأمّة إلّا ضعفها، وإلّا عدم وجودها. الذي تحقّق في المدى التاريخيّ وإلى الآن، لا شكّ أنّه يتناقض مع الاستراتيجيّة السياسيّة للدول الاستكباريّة في المنطقة ومعها منظومة إقليميّة حليفة لهذه الدول الاستكباريّة، هذه العلاقة الاستراتيجيّة لأنّ استراتيجيّة هذه الدول وحلفائها لا يمكن أن تقبل بوجود مقاومة في هذه المنطقة، وممنوع أكثر في بعض الدول لا وجود لشعوب حتى تكون هناك مقاومة، ولا يوجد شعوب حتى يكون لها حقوق. لا يوجد شعوب في مفاهيمهم، هناك تراكم استراتيجي مع قيادات المقاومة، مع وجود زعماء وقادة مقاومين وقادة دول، وقادة أمّة من أول يوم كانت هذه الحرب على المقاومة، مع أول رئيس للأمّة العربية ويحمل قضايا العرب الرئيس جمال عبد الناصر إلى هذه اللحظة.

أضاف: «لقد واجهوا هذه المقاومة على امتداد العالم العربيّ بجملة نقاط تشكّل استراتيجيّة استبدال الهويّة الإسلاميّة والهويّة العربيّة للمقاومة في العالم العربي والإسلامي بهويّة إسلاميّة تكفيريّة، استبدال تجربة المجاهدين والمقاومين بتجربة المجرمين والقتلة، استبدال تجربة الوحدة التي كانت مشروعاً قابلاً للتطبيق من خلال المقاومة إلى تدمير الأمة من داخلها وتمزيقها وصراعاتها، حتى لا تبقى دولة حرّة تدعم المقاومة».

القدومي

بدوره، قال القدومي: «حوصرنا ماديّاً ومعنويّاً وإنسانيّاً، ولكن صمود شعبنا الباسل الذي كان قد اختار المقاومة سبيلاً وحيداً للتحرير ومساندة وتأييد أحرار العالم وثوّاره أجبرت دول العالم على الاعتراف بنا وبثورتنا، وانتزعنا حقّنا بالوجود وبتمثيل شعبنا».

أضاف: «عدوّنا لا يعترف سوى بمنطق القوة، ولم نحصل منه على أيّ شيء يُذكر بأيّ مفاوضات سوى من خلال ضغط الانتفاضات المجيدة المتتالية التي قام بها المقاومون الأشاوس في الداخل».

شيخ الإسلام

أمّا شيخ الإسلام، فقال: «إنّ المقاومة الشريفة الباسلة التي سطّرت في مثل هذه الأيام من شهر تموز عام 2006 ملاحم البطولة والفداء والصبر والجهاد في مواجهة العدو الصهيوني وحماته الدوليّين والإقليمييّن طيلة ثلاثة وثلاثين يوماً، مقدّمةً آلاف الشهداء والجرحى والمعوقين ليس دفاعاً عن لبنان فحسب، بل عن الأمّة جمعاء وكرامتها وإنسانيّتها وحريّتها».

المهدي

وتحدّث المهدي عن «مقترحات لدعم المقاومة الفلسطينيّة خاصّة والعربية عامّة، للتصدّي للاحتلال وتأييد كل القوى العربيّة الإسلاميّة والدوليّة التي تعترف بمشروعيّة المقاومة وتدعم حركتها التحرريّة، وإدانة كافة محاولات تشويه المقاومة بكل فصائلها بصفة الإرهاب».

أبو الفتوح

وأشار أبو الفتوح إلى أنّ «حزب الله، وذراعه العسكريّة، المقاومة الإسلاميّة في لبنان، ليس منظمة إرهابيّة بل هو حركة مقاومة شعبية»، معتبراً أنّ «مسؤوليّة بدء الحرب الأهليّة السوريّة ثم العراقيّة لا تقع على المقاومة اللبنانيّة»، داعياً إلى «دعم أيّ مقاومة عربيّة وعلى رأسها المقاومة الفلسطينيّة واللبنانيّة في وجه الخطر الإسرائيليّ».

صباحي

أمّا صباحي، فقال: «اليوم لنا الشرف أن نكون من الذين يحتفون بنصر هذه الأمة، بنصر المقاومة في عيدها العاشر، فتحيّة للّذين انتصروا لأمّتهم. وفي كل جيل سنبقى نعطي تأييدنا ودعمنا وولاءنا لمن يحمل راية المقاومة، ويصوّب البندقيّة العربيّة بالاتّجاه الصحيح ضدّ العدو الصهيونيّ».

دجان

وحيّا دجان المؤتمرين، الذين «دلّ حضورهم على أنّهم ما زالوا يحملون في قلوبهم حبّاً لفلسطين». وقال: «نحن مع أخواننا الفلسطينيّين سواء كانوا في القدس أو في غزة، أو في كل أنحاء فلسطين».

حمود

وقال حمّود: «المقاومة لن تنتظر أحداً، ولن تنتظر الأمة حتى تستيقظ، ولن تنتظر المذهبيّين حتى يستيقظوا ولا المتردّدين، حتى تتّخذ قرارها. هكذا خبرناها منذ 34 عاماً، ورأينا كيف أُثير الغبار حولها وتجاوزت كل ذلك. يكفينا مثل واحد قُبيل الانسحاب «الإسرائيلي» عام 2000، العالم كلّه أثار موضوع القرى المارونيّة في الحدود اللبنانية، وقالوا ستحصل مجازر، وأجابت المقاومة وحزب الله عمليّاً أنّ كفاً واحداً لم يُضرب، وأُثير أنّ انتماءها المذهبيّ أو الدينيّ سيكون عائقاً للحياة السياسيّة اللبنانيّة، فإذا بحزب الله أو المقاومة يعقدون أكبر حلف في تاريخ لبنان مع أكبر قوّة مسيحيّة سياسيّة».

حافظ

وقدّم حافظ ورقة «تقدير موقف»، تضمّنت مقدّمة ولمحة عن جذور المقاومة والعدوان عليها وتداعيات هذا العدوان، مركّزاً على «قوميّة المعركة وبعدها الإقليميّ»، معتبراً أنّ «المتضرّرين من المقاومة ونهجها هم الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، والكيان الصهيوني والرجعية العربية، أمّا المستفيدون فهم فلسطين وحركة التحرر العربية ولبنان وقطاع غزة، ودول كبرى كروسيا والصين».

جلستان مسائيّتان

ومساءً، عقد المؤتمر جلستين أولاهما برئاسة منسّق عام هيئة التعبئة الشعبيّة العربيّة عبد العظيم المغربي، والجلسة الختاميّة برئاسة رئيس المركز العربيّ الدوليّ للتواصل والتضامن معن بشّور، حيث تحدّث مشاركون من فلسطين، مصر، سورية، العراق، اليمن، الأردن، تونس، المغرب، الجزائر، موريتانيا، ليبيا، السودان، البحرين. وتُليت رسائل من ضيوف من اليونان وتركيا وفرنسا، ومن قادة فلسطينيّين وعرب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى