الجيش التركي يسقط أردوغان
نقطتان أساسيتان عجّلتا بالانقلاب الذي قام به الضباط الأحرار الأتاتوركيين ، وأسقطوا من خلاله حكم حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002، برئاسة رجب طيب أردوغان.
النقطة الأولى، تلك التي تختص بالمسألة الكردية، حيث لن يسمح الجيش التركي بأيّ تنازل في هذه المسألة، وهو سيشنّ حرباً دموية ضدّ حزب العمال الكردستاني وأنصاره، وقد تمتدّ تداعيات هذه الحرب إلى العراق وسورية.
النقطة الثانية، هي محاولة أردوغان تجنيس مليوني لاجئ سوري لأسباب انتخابية ما قد يكون له أيضاً تداعيات سلبية على الداخل التركي، وقد يدفع ذلك إلى صدامات دموية تطال اللاجئين السوريين هناك.
ونضيف أيضاً نقطة ثالثة، وهي السياسة الخارجية التركية وعلاقتها مع ملفات أمنية دقيقة، والتي كادت أن تؤدّي الى حرب مذهبية داخلية بسبب مذهبة هذه السياسة.
وقد تأكد نجاح الانقلاب في تركيا، من خلال سيطرة الجيش على مفاصل الدولة الأمنية، وإغلاق الحدود، والتوجه إلى الشعب التركي ببيان لطمأنته فيها على الدستور والديمقراطية وعلمانية الدولة، يضاف إليها من مفاعيل نجاح هذا الانقلاب سحب الجيش من الأراضي العراقية، أي من مدينة الموصل.
وكانت قد جرت مساءً اشتباكات بين الانقلابيين والموالين لأردوغان في عدد من المدن الكبيرة، حيث سمع إطلاق نار في العاصمة التركية أنقرة وفي اسطنبول، في حين أنّ مقاتلات ومروحيات عسكرية جرى رصدها في أجواء المدينة.
كما توالت الأخبار عن نجاح الانقلاب تدريجياً، لم ينفع معه تنديد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بمحاولة الانقلاب، حيث دعا الشعب التركي إلى الهدوء قائلاً إن لا شيء سيؤثر على الديمقراطية. من جهتها، كانت وزارة الداخلية التركية دعت موظفيها ومنتسبيها للتوجّه فوراً إلى أماكن عملهم.
وكانت معلومات أشارت إلى هروب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعائلته من القصر الرئاسي إلى منطقة آمنة. الذي ظهر عبر السكايب وهو يتحدّث مع قنوات تلفزيونية تركية.
وكانت قناة NTV التلفزيونية التركية أوردت سابقاً أنّ الشرطة أغلقت الجسرين على مضيق البوسفور في اسطنبول، وسط حشد عسكري على ضفتي المضيق.