ولد الشيخ يدعو إلى اتخاذ قرارات حاسمة
انطلقت الجلسة الافتتاحية للجولة الثانية من مشاورات السلام اليمنية اليمنية في الكويت، بحضور المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ولد الشيخ قال: إنّ المشاورات في مرحلة حاسمة، و أيّ نتيجة ستكون بناءً على القرارات الدولية والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وشدّد المبعوث الأممي على أنّ فترة الأسبوعين ستركز على تثبيت وقف الأعمال القتالية، وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية. وأكّد أنّ الأمم المتحدة وضعت تحت تصرف المتفاوضين كل خبراتها السياسية والادارية، إضافة إلى أنّ دولة الكويت جندت فريقاً كاملاً للدعم اللوجستي والأمني والسياسي، لافتاً إلى أنّ ذلك كله لا يكفي إن لم تقترن الأفعال بالأقوال.
رئيس وفد انصار الله محمد عبدالسلام أكد من جهته الحرص على الحل السياسي الشامل، الذي يتضمن بحسب رؤيته تشكيل مجلس رئاسي من القوى الوطنية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء ترتيبات أمنية وعسكرية في ظل السلطة التنفيذية التوافقية الجديدة.
وفد صنعاء حذّر في الاثناء من كارثة انسانية بحق سكان منطقة الصراري في تعز جنوب اليمن.
وكان التقى نائب وزير الخارجية الكويتي رئيس وفد «أنصار الله» محمد عبدالسلام تمهيداً للمشاورات أول أمس.
وفي السياق أعلن عبد الملك المخلافي، رئيس وفد الرئيس هادي إلى المشاورات في الكويت، أنّ الوفد اتفق مع المبعوث الأممي على جدول أعمال المشاورات وألا تتجاوز الأسبوعين.
وقال المخلافي إنّ الإتفاق يشمل الانسحاب وتسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة، والافراج عن المعتقلين وفك الحصار عن المدن، على حد تعبيره.
وأكد عبد السلام، حرص الحركة التام على الحل السياسي الشامل «الذي بات ملحًا للشعب اليمني بعد عدوان دام أكثر من عام وأربعة أشهر»، لافتًا إلى أنّ «الحل الشامل سياسي وأمني واقتصادي يتمثل في تشكيل مجلس رئاسي من القوى الوطنية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من المكونات السياسية، واستئناف الحوار السياسي من النقطة التي توقف عندها نتيجة العدوان، وإجراء ترتيبات أمنية وعسكرية في ظل السلطة التنفيذية التوافقية الجديدة».
وخلال انعقاد الجلسة المشتركة الأولى في قصر «بيان» في العاصمة الكويتية بين الوفد اليمني الوطني، ووفد الرياض بحضور المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ، طالب عبد السلام الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها اتجاه الأوضاع الانسانية المتدهورة، جراء الحصار السعودي للمدنيين، كما طالب بالقيام «بخطوات فورية وعاجلة تنهي الحصار وتزيل امتهان المواطنين اليمنيين في مطار بيشه، فضلاً عن ضرورة رفع القيود الاقتصادية الجائرة التي تمثل عقابًا جماعيًا للشعب اليمني».
وإذ أكد عبد السلام ضرورة خروج القوات الأجنبية من اليمن، وضمان التعويضات وإعادة الإعمار ورفع اليمن من تحت الفصل السابع، أوضح أنه لا بد من إجراء الترتيبات العسكرية والأمنية على جميع الأطراف، وأن تشمل المناطق التي تشهد صراعًا، وكذلك المناطق الحيوية في عموم الجمهورية اليمنية وفق خطوات معلومة وبما يضمن مواجهة «القاعدة» و«داعش» لمنع تمددهما.
وفي السياق، لفت عبد السلام إلى أنّ طيران العدوان ما زال يرتكب المجازر يوميًا، حيث أنّ قوى العدوان لم تلتزم بوقف العمليات العسكرية ولا برفع القيود الاقتصادية، كما أنه مستمر في التحشيد والزحف، فيما القصف المدفعي والصاروخي على أشده في مختلف الجبهات، على حد تعبيره.
كما أشار عبد السلام إلى «ما تتعرض له اليوم قرية الصراري في محافظة تعز، والتي بها ما يقارب 2000 أسرة، من حصار غاشم منذ أكثر من أسبوع، في هجوم عسكري غير مبرر.. إذ لا معسكرات أو جبهات قتالية فيها ولا بالقرب منها».
وخلال جلسة المفاوضات، قدم الوفد اليمني الوطني شكره للأمم المتحدة، ولكل من يبذل جهدًا من أجل إحلال السلام في اليمن، فضلاً عما تبذله سلطنة عمان ودولة الكويت من جهود لتحقيق السلام، وأكد الوفد ضرورة استئناف المشاورات من حيث توقفت، وصولاً إلى حل سياسي شامل وتشكيل سلطة توافقية تنفيذية تشمل الرئاسة والحكومة.
ميدانياً، ذكر موقع سايت الذي يتابع منشورات المتشددين على شبكة الإنترنت أن جناح تنظيم القاعدة في اليمن أعلن مسؤوليته عن تفجير استهدف محافظ مدينة عدن الجنوبية.
وقال مسؤولو أمن، الجمعة، إنّ سيارة ملغومة انفجرت لدى مرور موكب المحافظ، عيدروس الزبيدي، في منطقة إنماء بالمدينة. وأصيب جندي في الهجوم لكن الزبيدي نجا.
ونقل موقع سايت بياناً مقتضباً بثه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عبر قناته على تطبيق تيليغرام، يوم الجمعة، وقال فيه إنّه فجر قنبلة في سيارة متوقفة.
وأضاف أنّ الزبيدي وقائد شرطة، عدن شلال شائع، كانا في السيارة، دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.
وتستعر الحرب الأهلية في اليمن منذ أكثر من عام، وعمّت الاضطرابات المدينة الساحلية التي تمارس الحكومة اليمنية عملها منها بشكل مؤقت.
وعين الزبيدي محافظاً لعدن بعد مقتل سلفه في تفجير سيارة يوم السادس من ديسمبر كانون الأول في هجوم أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه. وحاول مهاجمون قتل الزبيدي عدة مرات في هجمات بسيارات ملغومة.
وتدخّل تحالف، معظمه من دول الخليج العربية، تقوده السعودية في الحرب باليمن، في مارس آذار، 2015 دعماً للحكومة في المعركة ضد جماعة الحوثي التي تتهمها الرياض بأنها وكيل لإيران.