الغرب يقدم مقترحاً أممياً لوقف العدوان على غزة
بالتزامن مع استمرار العدوان على قطاع غزة من خلال مواصلة الطائرات الحربية غاراتها على مناطق متفرقة من قطاع غزة، وتكثيف القصف المدفعي عند الأطراف الشرقية، وهو ما أدى إلى ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان المستمر منذ ما يزيد على شهر ونصف إلى 2088 شهيداً، فيما تجاوزت أعداد الجرحى حاجز العشرة آلاف وثلاثمئة. لم تتوقف المساعي الهادفة لوقف العدوان، وما أكده عضو الوفد الفلسطيني المفاوض بسام الصالحي استمرار الجهود لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، مشدداً على أن المقاومة الفلسطينية لن تقبل بإملاء الاحتلال شروطه بالصيغة التي يريدها.
ولفت الصالحي إلى أن كيان الاحتلال «الإسرائيلي» قد صعد ويصعد بشكل ملموس، مؤكداً أن الاحتلال وبسحب وفده من مفاوضات القاهرة قد أغلق باب المفاوضات التي تجريها مصر.
وعلى رغم ذلك شدد عضو الوفد الفلسطيني المفاوض على أن الجهد والتحرك لا يزالان مستمرين من أجل وقف العدوان ووقف إطلاق النار، معللاً ذلك بالقول إن: العالم لا يستطيع أن يتحمل حجم الجرائم الكبير التي تواصلها «إسرائيل» في قطاع غزة.
ولفت عضو الوفد الفلسطيني المفاوض إلى أن هناك مسائل لم يعد كيان الاحتلال يتحملها: مثال مطار بن غوريون والأشياء الأخرى التي بحوزة المقاومة الفلسطينية في غزة. لذلك شئنا أم أبينا سيكون هناك تحرك من أجل وقف إطلاق النار، إما من خلال استمرار الجهد المصري أو الآليات الأخرى التي تساند الجهد المصري. وأوضح أن الأشقاء في مصر قالوا بوضوح أنهم يواصلون اتصالاتهم مع مختلف الأطراف، وأبلغنا القاهرة بإجماع الوفد الفلسطيني أننا طرحنا ما لدينا من مواقف وإذا شعرت مصر في أي وقت أن هناك إمكاناً للتقدم فنحن مستعدون للتجاوب مع المطلب المصري.
ولفت إلى أن «النجاح متروك لإرادة الأطراف» مبيناً أن كيان الاحتلال «الإسرائيلي» مستمر في العدوان، ولا يمكن للمقاومة الفلسطينية أن تقبل بأن تملي «إسرائيل» عدوانها وشروطها بالصيغة التي تريد.
مقترح أممي
قدمت دول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مساء أول من أمس مقترحاً لمجلس الأمن من أجل وقف الحرب في غزة.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن المقترح يتضمن إعادة قطاع غزة للسلطة الفلسطينية ورفع الحصار عن القطاع، والعودة إلى طاولة المفاوضات بين فلسطين و»إسرائيل».
وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا ليلة الأربعاء «الإسرائيليين» والفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات من أجل التوصل سريعاً إلى اتفاق يضمن تهدئة دائمة في قطاع غزة بعد يوم من انهيار الهدنة بين الطرفين.
وأكد المجلس في بيان تبناه بإجماع أعضائه الـ15 أنه «يدعم بشكل كامل» المبادرة المصرية، معبراً عن قلقه من استئناف الأعمال العدائية بين الطرفين في قطاع غزة.
وكانت مصر طالبت الجانبين الفلسطيني و»الإسرائيلي» بالتزام مجدداً الهدنة ومواصلة التفاوض، وأبدت «أسفها البالغ» لاستئناف القتال في قطاع غزة بدل «الاستمرار في الانخراط بشكل إيجابي في المفاوضات».
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن الاستمرار في المفاوضات من شأنه أن يفتح الباب للتوصل إلى اتفاق يضمن وقفاً طويل الأمد لإطلاق النار، و»تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني خصوصاً في ما يتعلق بفتح المعابر وإعادة الإعمار».
ومن جهة أخرى، أفادت القناة العاشرة في التلفزيون «الإسرائيلي» بأن وفداً «إسرائيلياً» برئاسة المستشار السياسي للسفارة «الإسرائيلية» في مصر إيال دانينو وصل الأربعاء إلى القاهرة لعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين بشأن إمكان استئناف مفاوضات التهدئة مع الفصائل الفلسطينية.
وقال رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد في تصريح للصحافة بالقاهرة مساء الثلاثاء قبل مغادرته القاهرة إن الجانب «الإسرائيلي» كان لديه «قرار مبيت لإفشال المفاوضات»، موضحاً أن «إسرائيل» أعلنت انهيار المفاوضات بينما كان الوفد الفلسطيني يتشاور مع الوسيط المصري.
عباس يصل إلى القاهرة
وصل رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس إلى القاهرة يرافقه الوفد القيادي ووفد التفاوض في العاصمة المصرية تمهيداً للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم السبت.
وأفاد مصدر في فلسطين المحتلة أن اللقاء الذي جمع عباس وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد ورئيس المكتب السياسي في حماس خالد مشعل أحرز تقدماً جيداً على صعيد التفاهم لمواجهة المرحلة المقبلة وتحديات الوضع الراهن، والعمل الدؤوب لوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار وإعادة الإعمار.
وكان عباس قد بحث التطورات في قطاع غزة أمس مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ورئيس المكتبِ السياسي في حماس خالد مشعل في اجتماع هو الثاني خلال 24 ساعة.
من جهة أخرى، أعلن القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق اللقاء الثاني قائلاً إن جدول أعماله «يتضمن وحدة الشعب وبرنامجه ووقف الحرب على غزة ومستلزمات ذلك ومستقبل العمل المشترك».
وكان عباس وصل إلى الدوحة أول من أمس واجتمع مع الأمير تميم قبل أن ينضم للقاء خالد مشعل، وعضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، وعدد من أعضاء الوفد الفلسطيني لمحادثات القاهرة.
ونقلت وكالة «معاً» عن مصادر سياسية في رام الله تأكيدها أن لقاء القمة جرى في أجواء إيجابية وهادئة وسط تفاهم على أسس تنسيق التحرك الفلسطيني والعربي في الأيام المقبلة.
وكان مشعل قد استبق اللقاء بتأكيد أن لا عودة إلى مفاوضات غير مباشرة مع سلطات الاحتلال إلا بعد تأكد المقاومة من أن هناك ظرفاً حقيقياً يدفع الاحتلال للتسليم بالمطالب الفلسطينية، وعلى رأسها كسر الحصار المفروض على غزة.
وزيارة عباس إلى مصر، تأتي غداة معاودة القاهرة مطالبة الكيان الصهيوني والفلسطينيين الالتزام مجدداً بالهدنة ومواصلة التفاوض. وزارة الخارجية المصرية قالت إنها تواصل اتصالاتها الثنائية مع الجانبين لحثهما على التزام مجدداً وقف إطلاق النار والاستمرار في الانخراط بشكل إيجابي في المفاوضات.
دعوة تبقى رهن الموافقة الفلسطينية وتخلي «الإسرائيلي» عن أوهام مطالبه في المفاوضات، إلا إذا كان لقطر مبادرتها الخاصة لوقف النار؟