«داعش» يستخدم سلاح المياه ويُشاغل بغداد في جبهتين
مع استمرار التداعيات الأمنية الخطيرة في العراق والتي تثير المخاوف الجدّية من خشية انقلابها إلى الأسوأ والأخطر، أغلق تنظيم داعش الإرهابي في الفلوجة سد النعيمية على نهر الفرات، ما أدى إلى غرق مساحات شاسعة من الأراضي، وقام بفتح جبهتين إلى بغداد شمالية وجنوبية.
وبحسب مصدر عسكري رفيع المستوى، فإن الإرهابيين الذين يسيطرون على سد النعيمية أغلقوا فتحات سد النعيمية لمواجهة الجيش ما أدى إلى غرق عدد من القرى والبلدات، بينها زوبع وحميد الشعبان والعناز وهذا ما اضطر قواتنا المنتشرة في هذه المناطق إلى الانسحاب منها. وأضاف المصدر: أن داعش خفف وجوده في الفلوجة وتمكنت عناصر هذا التنظيم الإرهابي من السيطرة على مناطق زوبع والعناز والزيدان وحميد الشعبان باتجاه غرب بغداد والكرمة والتمايمة وإبراهيم بن علي وخان ضاري شمال بغداد. ولفت المصدر إلى أن المعلومات الاستخباراتية التي حصلنا عليها من التحقيق مع عدد من عناصر داعش التي ألقي القبض عليها أشارت إلى نية التنظيم تدمير أكبر عدد من الجسور والطرق السريعة بغية احتلالها.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، أن العناصر الإرهابية لا تزال تسيطر على الفلوجة، وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة الفريق الركن محمد العسكري لـ»السومرية نيوز»: إن الوضع في معظم الأقضية والنواحي في الرمادي مسيطر عليه، وأضاف: إن العناصر الإرهابية لا تزال تسيطر على الفلوجة والتي لا تزال مطوقة بشكل محكم، لافتاً إلى أن حسم أزمة الفلوجة يعتمد على رؤية الحكومة وقرار من المراجع العليا، مؤكداً أن القوات الأمنية والقطاعات العسكرية مهيأة تماماً لكننا نُفضّل حسم الأزمة من قبل الأهالي.
في سياق متصل اتهم مكتب القائد العام للقوات المسلحة تنظيم داعش ومن سماهم أيتام النظام السابق في الفلوجة، بقطع المياه عن مناطق وسط وجنوب العراق. وقال في بيان: إن عصابات داعش ومن يقف معها الموجودة بالفلوجة قامت بارتكاب عمل خطير ينّم عن مدى إجرامها وخلوها ومن يقفون خلفها، من أي معنى من معاني الشرف والرجولة، وهو الإقدام على قطع المياه عن مناطق الوسط والجنوب. ما جعل حياة الناس مهددة بالخطر وليس مزارعهم وممتلكاتهم فحسب، وأضاف: لذا أصبح لزاماً علينا استخدام أقصى درجات القوة من أجل إنقاذ حياة الناس والأراضي الزراعية وعدم السماح لهؤلاء القتلة باتخاذ مدينة الفلوجة قاعدة لإجرامهم، واللعب بأرواح الناس وممتلكاتهم.
وفي سياق آخر، قتلت القوات العراقية 19 من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش في عمليات متفرقة جنوب وغرب بغداد، بينهم ثلاثة يحملون الجنسية الأفغانية، بحسب مسؤول أمني رفيع أمس.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن إن «قواتنا تمكنت من قتل خمسة مسلحين من تنظيم داعش المجرم ثلاثة منهم أفغانيي الجنسية في منطقتي الحوز والملعب شمال الرمادي» كبرى مدن محافظة الأنبار التي تشهد معارك منذ أشهر.
وفي عملية أخرى، تمكنت القوة ذاتها من قتل أربعة عناصر أخرى من التنظيم ذاته بينهم قناص في منطقتي الجغيفي والصقلاوية القريبة من الفلوجة 60 كلم غرب بغداد ، وفقاً للمتحدث.
وتنفذ القوات العراقية بمساندة قوات الصحوة وأبناء العشائر عمليات متلاحقة منذ نهاية كانون الأول الماضي، لمطاردة مسلحين من داعش التي تسيطر على بعض مناطق محافظة الأنبار التي تشترك في حدود بطول نحو 300 كلم مع سورية.
وفي جنوب بغداد، تمكنت قوات الجيش العراقي من قتل عشرة من عناصر داعش بينهم قيادي في هذه الحركة في ثلاث عمليات عسكرية في اللطيفية والسيافية والمناري وجميعها جنوب بغداد، وفقاً للمصدر.
وتقع هذه المناطق ضمن ما يدعى سابقاً «مثلث الموت» إبان موجة العنف الطائفي خلال الأعوام الماضية، والذي بات يشهد تزايداً في أعمال العنف في الأسابيع الأخيرة.