الأحمد: التنسيق مع القيادة اللبنانيّة قطع الطريق على محاولة تكرار تجربة «البارد»
استقبل وزير الداخلية والبلديّات نهاد المشنوق، عضو اللجنة المركزيّة لحركة «فتح» مسؤول الساحة اللبنانيّة عزام الأحمد، يرافقه سفير دولة فلسطين أشرف دبّور وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينيّة في لبنان فتحي أبو العردات.
بعد اللقاء، قال الأحمد: «في إطار التنسيق الدائم بين القيادة الفلسطينيّة والقيادة اللبنانيّة، كان هذا اللقاء هنا مع الأستاذ نهاد المشنوق وزير الداخليّة في إطار التنسيق المشترك لدراسة المشاكل التي تواجه المخيّمات الفلسطينيّة من كافّة الجوانب، وفي مقدّمها الجوانب الأمنيّة، والتنسيق في التحرّك المشترك والخطوات المشتركة من أجل ضمان استقرار الوضع الأمني في المخيّمات، وقطع الطريق على محاولات استغلال المخيّمات الفلسطينيّة بأيّ شكل من الأشكال للمسّ بالأمن الداخليّ للمخيّمات ومحيطها اللبنانيّ، وأيضاً مناقشة احتياجات هذه المخيّمات المعيشيّة والإداريّة، ومعالجة مختلف هموم أبناء هذه المخيّمات بما يوفّر لهم حياة كريمة تُبعدهم عن محاولات الاستغلال، وليبقوا ضيوفاً معزّزين مكرّمين على الشعب اللبناني الشقيق حتى تُحلّ مشكلة اللاجئين بشكل دائم، ويتمكّنوا من العودة إلى وطنهم».
أضاف: «جرت أيضاً مناقشة الأوضاع في فلسطين في ظل عمليّة السلام وتصاعد الهجمة «الإسرائيليّة» الاستيطانيّة في الضفة الغربية، وخاصة في مدينة القدس، واقتحامات المستوطنين والمتطرّفين اليهود المتعصّبين الذين يحاولون تغيير طبيعة المسجد الأقصى. كما تمّ عرض الأوضاع في المنطقة العربيّة في ضوء التحرّكات التي تجري الآن من أجل عقد مؤتمر القمّة العربي، وأيضاً التحضيرات التي تجري لتنفيذ ما اتُّفق عليه في باريس من عقد مؤتمر دولي قبل نهاية هذا العام من أجل إنقاذ عمليّة السلام في الشرق الأوسط، وتنفيذ قرارات الشرعيّة الدولية بإنهاء الاحتلال «الإسرائيلي» وإقامة دولة فلسطينيّة مستقلة».
وتابع: «تمّ الاتفاق على مجموعة من الخطوات التي تخدم هذه القضايا بشكل مشترك وأهداف مشتركة لبنانيّة فلسطينيّة، مؤكّدين التحامنا مع أشقّائنا في لبنان، والتنسيق المستمر بكل الأشكال في إطار القانون اللبنانيّ من أجل قطع الطريق على محاولات تدمير السِّلم الأهلي في لبنان».
وردّاً على سؤال عمّا يتردّد عن تحرّكات تقوم بها بعض الجماعات المتطرّفة في بعض مخيّمات لبنان، وتحديداً في مخيّم عين الحلوة، قال الأحمد: «هذا بند دائم على جدول أعمالنا المشترك، وكما جاء في الكلمة التي وجّهها قبل أيام الرئيس أبو مازن في تخريج الدورة الخاصة لعناصر من الأمن الوطني الذين يتولّون حفظ الأمن في المخيّمات الفلسطينية، أنّ ما نقوم به من خطوات يهدف لإعادة تنظيم وتأهيل عناصر قوات الأمن الوطنيّ الفلسطينيّ، وهي تتم كلّها بتنسيق كامل مع الأجهزة والمؤسّسات الرسميّة اللبنانيّة وفي مقدّمها وزارة الداخليّة، وبالتنسيق أيضاً مع قيادة الجيش والمؤسّسات الأمنية المعنيّة في هذا المجال».
ورأى أنّ «محاولات استغلال المخيّمات، وخصوصاً مخيم عين الحلوة، لم تتوقّف، ولكن نحن مرتاحون رغم زيادة هذه المحاولات. وحتى الآن نجح التنسيق اللبناني الفلسطيني في قطع الطريق على هذه القوى المتطرّفة في أن تكرّر تجربة مخيم نهر البارد».
أضاف: «هناك ارتياح لدى المؤسسات اللبنانيّة كلّها، بما فيها معالي الوزير نهاد المشنوق، ولكن الحذر يجب أن يبقى قائماً والأعين ساهرة على أمن واستقرار المخيّمات، ذلك أنّ محاولات ضرب استقرار أمن لبنان جزء من المخطّط المعادي لأمّتنا العربيّة، من هنا يجب علينا أن نبقى حذرين ويقظين للتصدّي له».
وكان الأحمد التقى في سفارة فلسطين وفداً من الجبهة الديمقراطيّة لتحرير فلسطين بحضور دبّور وأبو العردات، فيما ضمّ وفد الجبهة نائب الأمين العام فهد سليمان وأعضاء المكتب السياسي علي فيصل، عبد الغني هللو وعدنان يوسف. وتمّ خلال اللقاء عرض آخر التطوّرات الفلسطينية العامّة وأوضاع الفلسطينيّين في لبنان.
واعتبر وفد الجبهة الديمقراطية، أنّ «إسرائيل غير جادّة في تعاطيها مع المساعي الدوليّة، وأنّ أوليّاتها هي في تسريع عمليّات الاستيطان والتهويد، وفرض أمر واقع يعقّد مسألة الوصول إلى حقوق الشعب الفلسطيني.
ودعا الوفد إلى تغيير الاستراتيجيّات الفلسطينيّة «بالمراكمة على نقاط القوة الداخليّة، وفي مقدّمها الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام».
كما عرض الطرفان أوضاع الفلسطينيّين في لبنان، وأكّدا حرص الشعب الفلسطيني بجميع فصائله على أمن واستقرار لبنان ووحدة الموقف الفلسطيني والسياسات التي اتّخذتها الفصائل اتجاه الأزمة في لبنان والمنطقة، انطلاقاً من أنّ الفلسطينيّين ليسوا جزءاً منها، وأولوّيتهم كانت وستبقى النضال من أجل حقوقهم الوطنيّة، خاصة حق العودة، والحفاظ على نسيجهم الاجتماعي من أجل استمرار نضالهم لانتزاع حق عودة اللاجئين وفقاً للقرار 194 .