الكندي لـ«فارس»: التيار الصدري قادر على الإصلاح بعيداً عن التظاهر
موسم جديد للتظاهرات، لكنّه مختلف عن سابقه، بدأ بأجواء أمنيّة مأزومة تشوبها الكثير من الخروقات، كان آخرها التفجير الإرهابي الدّامي في منطقة الكرادة وسط بغداد، فضلاً عن جريمة بلد، واللذين راح ضحيّتهما المئات من المدنيّين .
ويرى المحلّل السياسي العراقي هاشم الكندي، أنّ «التيار الصدري يمتلك من النفوذ في السلطات الثلاث ما يكفي للمطالبة بالإصلاحات وتنفيذها بعيداً عن التظاهرات»، مشيراً إلى أنّ «توقّف التظاهر في ظل التحدّي الأمني الحالي سيعود بالمنفعة والأمن على الجميع».
وقال الكندي: «إنّ الأطراف السياسيّة تتّفق مع مطالب المتظاهرين من حيث المبدأ، ولكن كآليات تختلف فيما بينها حول ذلك»، مشيراً بذلك إلى «أطراف تسعى لحرف مسار التظاهرات حفاظاً على مكاسبها الخاصة». وتابع: «على الرغم من رفض التيار الصدري لطلب الحكومة بتأجيل التظاهرات، إلّا أنّها كانت بأعلى درجات الانضباط وبما يراعي التحذيرات الحكومية الأمنيّة، لذا كانت فترة التظاهر قصيرة جداً عكس تظاهرات الأسابيع الماضية».
وحول حضور السيد مقتدى الصدر إلى مكان التظاهر وسط بغداد، أكّد المحلل السياسي أنّه « كان حضوراً رمزيّاً معنويّاً، وله رسائل واضحة إلى أميركا ومن يساندها من داخل البلاد من خلال ترديده لشعارات الوحدة وحفظ العراق مع المتظاهرين، والتي تحاول الولايات المتحدة الإخلال بهما من خلال حرف مسار التظاهرات وعملية الإصلاح».
وبشأن تنفيذ مطالب المتظاهرين، لفت الكندي إلى أنّ «المشهد السياسي معقّد، وما يُطلب من إصلاحات هو تصليح وتجاوز لأخطاء امتدّت لثلاثة عشر عاماً بسبب الاحتلال والمحاصصة التي فرضها، فضلاً عن أطراف سياسيّة منتفعة ترفض تلك المطالب»، مضيفاً أنّ «المطالب هنا تكون بمستوى إصلاح المنظومة السياسيّة بالكامل، وهذا ما لايمكن تحقيقه خلال فترة وجيزة».
وبيّن المحلل السياسي العراقي، أنّ «للتيار الصدري أساليب أخرى غير التظاهرات بالإمكان التعبير من خلالها عن مطالب الإصلاح، وبالتالي تحقيق المنفعة للجميع والسلامة، على اعتبار أنّ التيار يمتلك خمس وزارات و35 نائباً تقريباً، فضلاً عن الكثير من الموظّفين في المراكز العليا، وبالتالي ممكن أن يكون مساهم فاعل في إجراء وطرح الإصلاحات وتنفيذها بعيداً عن التظاهر».