غنّام: لدى سورية دائماً دمٌ جديد يرفد العالم
رانيا مشوّح
رسائل الحبّ والإبداع الدمشقية يخطّها شبابها المثقّفون ببراعة تعليمية ووطنية. في دمشق، وبين جدران قلعتها العابقة بالتراث الحضاري، أقيم معرض لمتخرّجي معهد الفنون التطبيقية، برعاية وزير الثقافة محمد الأحمد. وضمّ المعرض عدداً من الفنون كالخطّ العربي والنحت والخزف والتصوير الضوئي والتلفزيوني، وتخلله عرض أفلام من إنتاج المعهد.
افتتح المعرض بسام أبو غنّام معاون وزير الثقافة، الذي أدلى بتصريح إلى «البناء» جاء فيه: اليوم، نحن في صدد تخريج دفعة جديدة من طلاب المعهد. وأنا فخور جداً بهم. ثمّة تطوّر كل سنة في الأعمال، يعكس الواقع الذي نعيشه في وطننا، من أعمال نحت ورسم وخطّ. ولدى سورية دائماً دم جديد يرفد وطننا الغالي سورية ويرفد العالم العربي والعالم، من فنانين نفتخر بهم، إذ نخّرج للعالم فنانين متميزين في المجالات كافة.
كما أبدى الفنان التشكيليّ حسان عبد العظيم رأيه في هذا المعرض قائلاً: لقد فوجئت بالأعمال الموجودة، غالبيتها خط ومنمنمات، وهذا أمر مفاجئ من طلاب بهذا العمر. حضوري هذا المعرض أتى لإيجاد نسبة فرح، لأشاركهم بها ولنعيش جواً أجمل من الأيام التي نعيشها. لدى الطلاب مساحات واسعة من الإبداع، والقائمون على هذا المعرض بذلوا جهداً واضحاً والنتيجة هي الثبات على هذا الجهد، فهذه الأعمال تشعرك أنها لفنانين مخضرمين لا طلاباً.
وكانت لـ«البناء» لقاءات مع عدد من الطلاب المشاركين في هذا المعرض للتحّدث عن مشاركاتهم. حيث قالت الطالبة رهام حمادة من قسم الخزف: عملي على آلة اسمها دولاب، وهذه الآلة تراثية وقديمة، وإطار الخزف فنيّ أكثر من أي مجال، حيث اعتمدت على تصميم جرار مخروطية الشكل لتشبه شكل قلب الإنسان، كي أوصل رسالة عن المحبّة. وكانت دعوة ارتقاء بعنوان «لنرتقي حباً خالصاً». والفكرة ككل بعنوان «دمشق المقدّسة»، لندعو العالم للعودة إلى المحبة والعودة إلى دمشق لتعود هي كما كانت من جديد.
أما الطالبة ولاء دياب فتحدثت عن مشاركتها قائلة: مشاركتي كانت بعنوان «حيوانات أسطورية»، حاولت التمييز عن باقي أفكار الأصدقاء في المعرض حيث وضعت أشكالاً فنية مع الحيوانات لنرمز إلى التراث القديم وقيمة المخلوقات في العصور القديمة.
كما قالت الطالبة نرمين خانكان: مشاركتي كانت عبارة عن نحت تماثيل إنسانية تمثل الشهداء، كإيحاء بأننا من أشلائنا وجروحنا نحن قادرون على لملمة هذه الجراح والأشلاء وتقطيبها، لنبني بلادنا من جديد على رغم كلّ ما حدث. لأننا بيد واحدة يمكننا النهوض مرة أخرى.
وفي الإطار نفسه، قالت الطالبة هلا الحوراني: قدّمت أعمالاً عن التراث القديم في استخدام القشّ والفخّار معاً، حيث حملت هذه المنحوتات دعوة للعودة إلى الأعمال التقليدية والتراث القديم والحضارات القديمة.