شكوك حول جنسية منفذ الهجوم في القطار الألماني

رجّحت السلطات الألمانية أن يكون منفذ اعتداء الإثنين الماضي بالساطور في أحد قطارات المانيا باكستانيا وليس أفغانيا، وفق محطة التلفزيون الألمانية العامة «تسي دي اف».

ونقلّت المحطة عن مصادر مقربة من أجهزة الأمن، أنّ العناصر الأولى للتحقيق تشير إلى أنّ اللاجئ البالغ من العمر 17 عاماً، ادعى بأنه أفغاني لدى وصوله إلى البلاد في حزيران العام الماضي، لتحسين فرصه في الحصول على اللجوء.

ولكن تحليل شريط الفيديو الذي بثه تنظيم «داعش» الإرهابي وظهر فيه هذا اللاجئ «الأفغاني» وهو يهدد «الكفرة» بالقتل، بيَّن أنه يستخدم عبارات من لغة البشتون المحكية في باكستان وليس في أفغانستان، كما أنّ لكنته باكستانية، وهذا ما يدعو للشك في ادعائه بأنه أفغاني، يضاف إلى ذلك أنّ أجهزة الأمن الألمانية عثّرت على وثيقة باكستانية في غرفته.

وقالت المحطة إنّ اسم «محمد رياض» الوارد في الشريط لا يطابق اسمه المسجل في المانيا وهو رياض خان، كما عثر المحققون في غرفته على رسالة وداع موجهة لوالده يقول فيها «أصلي الآن حتى يوفقني الله في الانتقام من هؤلاء الكفرة والصعود إلى الجنة».

في غضون ذلك، حذّر وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيري، من الوضع الأمني في البلاد ومن هجمات محتملة، بما فيها هجمات «الذئاب المنفردة».

وأضاف دي مايتسيري في تصريحات للصحفيين «مثل العديد من دول الاتحاد الأوروبي، مثل الاتحاد الأوروبي بأكمله، ألمانيا أحد أهداف الإرهاب العالمي. ولذلك أقول منذ فترة إن الوضع حرج»، مشيراً إلى وجود مؤشرات على أنّ منفذ هجوم القطار باكستاني وليس أفغانياً.

من جهته، دعا وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير، أمس، إلى زيادة التعاون بين الشرطة وأجهزة المخابرات في أوروبا، مع استمرار الجهود الدولية لمحاربة تنظيم «داعش» بعد هجمات وقعت في الآونة الأخيرة.

الوزير الألماني أكّد تعهد بلاده بتقديم 160 مليون يورو إضافية لإعادة الاستقرار للعراق في مؤتمر للمانحين تشارك فيه 24 دولة ويعقد في واشنطن، وقال «الهجمات في الماضي أظهرت لنا أنّه لا يوجد أمن مطلق… الإرهاب يضرب بشكل عشوائي ويمكن أن يصيب كلا منا بشكل فردي».

و أشار قائلاً «الحقيقة أننا نحتاج على نحو عاجل إلى تعاون أوثق بين الشرطة وأجهزة المخابرات في أوروبا وتبادل أفضل للمعلومات.» وقال إنّ من الضروري أيضاً الاستمرار في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية بالشرق الأوسط، والمساعدة في تحسين آفاق المستقبل للناس في المناطق التي تمّ تحريرها من نفوذ الجماعة المتطرفة».

شتاينماير أكّد أنّ السبيل الوحيد لمحاربة التطرف في الأجل الطويل هو تهيئة الظروف التي تسمح للجماعات الدينية والمجتمعية المختلفة، بأن تعيش معاً في سلام سواء في الغرب أو في الشرق الأوسط.

وأضاف «أسبوع بعد أسبوع يتقهقر تنظيم الدولة الإسلامية أكثر. التحركات المشتركة للمجتمع الدولي ضد الدولة الإسلامية تحقق نجاحاً. لكن لن يكون للنجاح العسكري أثر طويل الأجل إلا حين تتمتع الحكومة العراقية بثقة الناس في المناطق المحررة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى