الملف السوري على طاولة الروس والأميركيين في جنيف خلال أيام

أفاد مصدر في وزارة الخارجية الروسية، بأنّ خبراء وعسكريين من روسيا والولايات المتحدة، سيلتقون قريباً في جنيف لبحث الأزمة السورية.

وقال المصدر في حديث لوكالة «تاس»، أمس، إنّ الجانب الروسي يتوقع أنّ «ينطلق في جنيف في الأيام القريبة المقبلة العمل المكثف على مستوى الخبراء في المجال السياسي والعسكري»، وذلك إمتداداً لزيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو.

بدورها، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إنّه من السابق لأوانه التحدث عن عقد جلسة جديدة لمجموعة دعم سورية، موضحة «يمكنني القول إنّ الأيام القريبة المقبلة ستشهد اتصالات مكثفة بين خبراء في كلا الاتجاهين: السياسي والعسكري. ومن السابق لأوانه التحدث عن جلسة مجموعة دعم سورية».

وأكّدت زاخاروفا أنّ التقدم الأخير في مجال التعاون بين الجانبين في سورية، يثبت أنّ موسكو وواشنطن قادرتان على العمل بشكل فعال، واقتراحات موسكو بشأن محاربة الإرهاب بسورية قائمة.

وتابعت «إنها اقتراحاتنا التي طرحت منذ فترة بعيدة، وننطلق من أنّ خطوات كيري تشير إلى وجود قوى عقلانية في واشنطن تدرك ضرورة العمل المشترك، كما أننا نرى أنّ مجموعة أخرى ومعسكراً آخر في واشنطن لا يريد أن يدرك هذه ضرورة، أو يعتبر أنّ التعاون مع روسيا ليس من الأولويات».

في غضون ذلك، طالبت سورية الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة الجريمة اللإانسانية واللاأخلاقية، التي ارتكبتها حركة «نورالدين الزنكي» الإرهابية من خلال قيامها بذبح طفل فلسطيني من سكان المخيمات الفلسطينية في سورية بالقرب من مدينة حلب، وإدانة جميع الجرائم الأخرى التي ترتكب بحق أطفال ونساء ورجال وشيوخ سورية.

وفي السياق، نقل المعارض عن مصادر أهلية في حلب وجود استياء كبير لدى أهالي حي المشهد وأحياء أخرى في المدينة، تسيطر عليها «نور الدين الزنكي» الإرهابية، وذلك بعد جريمة ذبح الطفل عبدالله عيسى على يد مقاتلين من الحركة.

المرصد قال إنّ عملية الذبح لم تشهد أيّ إجماع للأهالي حولها، والذين أبدوا استياءهم منها، على عكس عمليات الذبح التي تجري في مناطق سيطرة تنظيم «داعش» والتي تشهد تجمهراً لعشرات الأطفال والمواطنين، في حين أكدت مصادر للمرصد أنّ الفتى الذي جرى ذبحه كان يعاني من مرض التلاسيميا.

ووفق ما جرى تداوله، فإن الفتى عيسى «أسر» في مخيم حندرات بشمال مدينة حلب، واتهم بأنّه من مقاتلي لواء القدس الفلسطيني الموالي للدولة السورية، وأنّه كان متوارياً حين تمّ القبض عليه، حيث اقتاده المقاتلون إلى حي المشهد، الذي جرت فيه عملية ذبح الأسير بسكين بالترافق مع الهتافات والتكبير.

من جهتها، قالت واشنطن أنّها من الممكن أن توقف دعم حركة «نور الدين الزنكي» بعد ذبح طفل في سورية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر «إذا حصلنا على براهين، تؤكد تورط هذه الجماعة في ذلك، فإنّ هذا سيحملنا على التفكير في جدوى مواصلة المساعدات لها».

إلى ذلك، أوردت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، أمس، أنّ قرابة مئة أجننبي لا يزالون يدخلون سورية عبر الحدود مع تركيا أسبوعياً، بهدف القتال في صفوف «داعش»، وفقاً للمخابرات الفرنسية.

ونقلّت «لوفيغارو»، عن مصادر، قولها: «وفقاً لإدارة المخابرات العسكرية دي.آر.ام في باريس ما زال نحو مئة أجنبي يعبرون الحدود التركية، كل أسبوع، إلى سورية للانضمام لتنظيم «داعش».

أما بخصوص دور تركيا في محاربة «داعش»، فكان جان مارك أيرولت، وزير الخارجية الفرنسي، قال الأحد الماضي، إنّه ينبغي طرح تساؤلات عما إذا كانت تركيا شريكا حقيقياً في الحرب ضد تنظيم «داعش» في سورية. وأضاف أنّه سيثير هذه المسألة خلال الاجتماع الوزاري المشترك للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» المقرر إجراؤه اليوم.

أفاد مركز المصالحة الروسي في سورية بأنّ العسكريين الروس قاموا بإيصال طنين من المساعدات الإنسانية إلى منطقة نائية في محافظة اللاذقية.

وقال المتحدث باسم المركز الروسي النقيب سيرغي بوبوف أمس، إنّ المركز قام بإيصال طنين من الأغذية إلى قرية تلا بطلب من وجهاء القرية، مضيفاً أنّ أطباء عسكريين من روسيا أقاموا مركزاً طبياً هناك وقدموا المساعدات المطلوبة لجميع المحتاجين.

وأشار تاج سلمان أحد شيوخ البلدة، إلى أنّ وحدة الدفاع الشعبي من السكان المحليين تمكنت من التصدي لمسلحي «جبهة النصرة» الذين حاولوا فرض سيطرتهم على القرية في عام 2012، مضيفاً أنّ قوات الدفاع الشعبي تمكنت أيضاً من القضاء على العديد من المسلحين.

وقال سلمان إنّ أكثر من 80 من سكان البلدة، عادوا إليها بعد أن تمكن الجيش السوري بدعم من القوات الجوية الروسية من إبعاد المسلحين إلى مسافة آمنة، معرباً عن شكره لروسيا لدعمها في محاربة الإرهاب وتقديم المساعدات إلى سكان البلدة.

ميدانياً، دمّر الجيش السوري ثلاث آليات لتنظيم «داعش» وقتل من بداخلها، إثر تفجير سلسلة من العبوات الناسفة فيها، لدى مرورها على طريق خط البترول – بلدة المفكر الشرقي شرق مدينة السلمية.

إلى ذلك أحرز الجيش السوري تقدماً على خط البترول جنوب شرق بلدة عقارب بريف حماه الشرقي، وسط اشتباكات مع مسلحي تنظيم «داعش» ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.

وفي حلب سيطر الجيش السوري على أبنية جديدة في حي الليرمون، ويواصل تقدمه في محيط الكلية الجويّة في حلب.

في غضون ذلك نشبت خلافات حادة بين مسلحي «الفرقة الشمالية في الجيش الحر» ومسلحي «حركة نور الدين الزنكي» في محور الكاستيلو شمال حلب على خلفية انسحاب عناصر من «الفرقة الشمالية» من المحور.

من ناحية أخرى طالبت الخارجية السورية المجتمع الدوْلي، بإدانة المجزرة التي ارتكبتْها الطائرات الفرنسية بحق المدنيين في منبج شمال البلاد، وأشارت إلى أنّ الغارات الفرنسية أدت إلى استشهاد 120 مواطناً سورياً.

مصدر أفاد بأنّ غارات فرنسية، استهدفت مناطق سكنية في قرية التوخار شمال المدينة، وأدى القصف إلى إبادة عائلات بأكملها فيما لا يزال كثيرون تحت الأنقاض.

من جهة أخرى، يجتمع خبراء روس وأميركيون في خلال الأيام القليلة المقبلة في جنيف، بهدف تنشيط التسوية السورية، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصدر في الخارجية الروسية.

وبحسب المصدر فإن عملاً مكثفاً سيبدأ في الأيام القليلة المقبلة على مستوى الخبراء في المجالين العسكري والسياسي في جنيف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى