إعفاء السوريين المخالفين من الغرامة لتسهيل عودة النازحين… والإصرار على عدم التنسيق مع سورية يقابله تفاوض مع الإرهابيين الحراك اليمني السلمي لتحقيق الحقوق المشروعة… والحكومة فاشلة اقتصادياً وأمنياً وخاضعة لسيطرة التكفيريين
اقتراح إعفاء النازحين السوريين المخالفين في لبنان والذين يريدون العودة إلى سورية، من الغرامة، طرحه وزير الداخلية نهاد المشنوق وبُحث في اللجنة الوزاية المصغرة، ويهدف إلى تسهيل عودة النازحين إلى بلدهم.
والواضح أن هناك إصراراً من قِبل أطراف أساسية في الحكومة لعدم التنسيق مع الحكومة السورية لمعالجة موضوع النازحين وأيّ قضايا أخرى، لا سيما موضوع مكافحة الإرهاب. وهناك إصرار على مواصلة سياسة النأي بالنفس التي ثبت فشلها على مدى سنوات الأزمة في سورية.
وما يثير التساؤل بشأن هذا الموقف السلبي من التنسيق مع الشقيقة سورية، أن الحوار والتفاوض يحصلان مع الجماعات الإرهابية التكفيرية التي تخطف جنوداً لبنانيين وتحتل أراضٍ لبنانية في جرود عرسال، وتعمل على ابتزاز لبنان، فيما التنسيق مع سورية قد يساهم في الحؤول دون تجرّع لبنان هذه الكأس المرة.
من ناحية ثانية، لا يزال موضوع الاستحقاق الرئاسي وموضوع الانتخابات النيابية يشكلان محور النقاشات والطروحات، إذ يصرّ نواب «المستقبل» على رفض ترشيح العماد ميشال عون، وعلى اتهامه بتعطيل انتخابات الرئاسة إذا لم يتم الاتفاق على انتخابه رئيساً للبلاد. ولهذا، يبرّرون التمديد لمجلس النواب تحت ذريعة عدم الوقوع بالفراغ. وفي المقابل، هم يرفضون تقديم أيّ تعديلات دستورية للخروج من هذه الأزمة، تقضي بانتخاب الرئيس من الشعب، بذريعة أن ذلك يشكّل ضرباً للدستور وأنّ الظروف الضاغطة اليوم لا تسمح بذلك.
أما على صعيد المواجهة الدائرة بين المقاومة الفلسطينية في غزّة والعدو الصهيوني، فإن المؤشرات تظهر أن «إسرائيل» لم تحقّق النصر وألّا خيار أمامها إلّا العودة إلى المفاوضات والإقرار بمطالب الشعب الفلسطيني الذي أدّى صموده إلى تفجير الانقسام داخل الحكومة «الإسرائيلية».
من ناحية أخرى، شكلت التطورات في اليمن مؤشراً على حجم الفشل الحكومي اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، فنزول مليوني مواطن يمنيّ إلى الشوارع إنما يأتي رفضاً لسياسات الحكومة التي أصبحت خاضعة للتكفيريين. ولم تستطع حماية مؤسساتها ومقراتها الرسمية. ولهذا فإن الحراك السلمي الضاغط حضاري ويأمل من الرئيس هادي أخذ القرار الشجاع بالانحياز إلى الشعب والمعتصمين في الساحات والجماهير المتظاهرين الذين يشكلون الضمانة الحقيقية لبناء الدولة.
إلى ذلك، فإن السياسة الإيرانية التفاوضية التي أثبتت التزام إيران تعهداتها، قطعت الطريق على مخطّط الكيان الصهيوني وحُماته في أميركا من إظهار إيران كتهديد أمني. في حين لم يعد أمام أميركا مبرّر لاتهام إيران بأنها تهدف من وراء المفاوضات إلى إضاعة الوقت.