العبادي: قواتنا تتحرك حالياً لتحرير الموصل
أكّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أنّ القوات الأمنية تتحرك حالياً لتحرير الموصل آخر معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال العبادي خلال حضوره حفل تخرج لقوات الشرطة، إنّ القوات «تتحرك حالياً في الموصل لتحريرها من آخر معاقل عصابات «داعش» الإرهابية».
وأضاف أنّ «الإرهاب كلما تلقى منا ضربات وهزائم فإنّ هناك من يحاول إحداث فتنة وشغب ومشاكل وأزمات، مشيراً إلى أنّ «العراق والمنطقة بل العالم أجمع يتعرض لخطر هذا الإرهاب مما يستوجب التعاون للقضاء عليه».
وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أنّ وجود عصابات الجريمة المنظمة المتمثلة بالقتل والخطف والفساد المنظم يمثل تحدياً آخر للبلاد، لافتاً إلى أنّه تحدي يحتاج لجهد كبير لمواجهته.
وتسارعت مؤخراً وتيرة الاستعدادات الجارية لاستعادة مدينة الموصل شمالي العراق، حيث المعقل الأهم للتنظيم في الأراضي العراقية.
وكان وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أعلن أن عناصر «داعش» ينسحبون أمام تقدم القوات العراقية ويبحثون عن ملاذات أخرى، مؤكداً أنّ الحكومةَ في بغداد مصممة على أن يكون عام 2016 نهاية التنظيم في العراق.
وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنّ «مؤتمر المانحين لدعم العراق» الذي عقد في واشنطن أول أمس بمشاركة 24 دولة، نجح في جمع 2 مليار دولار.
وقال كيري في ختام المؤتمر إنّ الدول المانحة تعهدت بتقديم 2 مليار دولار لدعم العراق، موضحاً أنّه سيجري توجيه نحو ربع المبلغ 450 مليون دولار إلى المساعدات الإنسانية، والباقي في عمليات إزالة الألغام والاستقرار الفوري وفي برامج تعزيز التعافي في العراق على المدى الطويل.
وهدف مؤتمر المانحين، الذي شاركت في تنظيمه الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وهولندا واليابان والكويت، إلى مساعدة الحكومة في بغداد والشعب العراقي في التعافي بعد تحرير أراضي البلاد من قبضة تنظيم «داعش».
وتحدث كيري عن أزمة النازحين التي يعيشها العراق، مشيراً إلى أنّه في الأشهر الأخيرة تمكن نحو 780 ألف عراقي من العودة إلى ديارهم، ولكن لا يزال 3,3 مليون مشردين و«لهذا اجتمعنا هنا لمواجهة الأمر».
وأكّد أنّه في حالة عدم تحقيق النجاح في العراق، لن تعيش أي دولة من دول العالم في أمان، موضحاً أن تنظيم «داعش» يدبر هجماته ضد كل الدول وأثبت بالفعل قدرته على شنِ هجوم هنا أو هناك.
وشدد الوزير الأميركي على أنّ مساندة الدول للحكومة العراقية، هو جزء من الحملة الشاملة للقضاء على التنظيم الإرهابي. وأضاف كيري أنّ قوة الدفع في القتال الدائر في العراق وسورية تحولت ضد التنظيم لكن المجتمع الدولي يجب أن يواجه أيضاً تحديًا يتمثل ببسط الاستقرار في المناطق التي تحررت في الفترة الماضية.
من جهتها حذّرت ليز غراندي منسقة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في العراق، من أنه بدون تلبية احتياجات العراقيين المشردين جراء الصراع فإن الانتصارات العسكرية ستكون مؤقتة.
وفي مؤازاة مؤتمر المانحين اجتمع عدد من وزراء الدفاع والخارجية في واشنطن لجمع الأموال للعراق، والاتفاق على الخطوات التالية في الحرب على التنظيم خاصة في معقله في الموصل شمال العراق.
هذا وطالب كيري الحكومة العراقية بتبني عملية مصالحة سياسية بعد النصر على «داعش».
وقال «للقضاء على «داعش» في العراق نهائياً، يجب أن تكون حكومة بغداد قادرة على الاستجابة لاحتياجات الشعب في مختلف أنحاء البلاد.»
وأشاد كيري خلال مؤتمر صحفي برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لكنه استدرك بالقول «نوّد أن نرى بعض الإصلاحات تتم بشكل أسرع.»
وتوقع مسؤولون عراقيون وأمريكيون وأمميون معركة صعبة في الموصل، لكنهم أكدوا على مواجهة صعوبة أكبر فيما يليها.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أنه في ظل أسوأ السيناريوهات، فقد تتطلب مواجهة آثار معركة الموصل، وما بعدها على المدنيين ملياري دولار من أموال الإغاثة وإعادة الاستقرار.