رسالتان كسرتا هيبة جيش ظنّ العُربان أنه لا يُهزم
سعيد معلاوي
الحادي والعشرون من تموز من العام 1982 دخل التاريخ من بابه الواسع وأصبح يوماً مميّزاً في مسيرتنا الصراعية.
أما القصة لهذا اليوم فقد بدأت عندما اجتاحت قوات العدو الصهيوني جزءاً واسعاً من الأراضي اللبنانية حتى وصلت إلى العاصمة بيروت، وكان على رأسها وزير حرب العدو الجنرال أرييل شارون الذي أطلق على هذه الحملة عنوان «سلامة الجليل»، بمعنى أن لا صواريخ بعد اليوم على منطقة الجليل.
هذا الحلم الشاروني تحطّم عند أقدام بلدة حاصبيا، حيث توجه اثنان من أبطال النهضة القومية الاجتماعية فيصل الحلبي وسمير خفاجة إلى منطقة سوق الخان وفي جعبتهما عدد من صواريخ الكاتيوشا، أطلقاها باتجاه مستعمرة «كريات شمونة» ليوصلوا الرسالة العسكرية الأولى من المقاومة الوطنية إلى ذلك الجنرال الصهيوني وإلى جيشه الغازي المحتلّ. فسقطت صواريخهم وسط تلك المستعمرة التي استبدل اسمها الفلسطيني من الخالصة لتصبح بالمفهوم والمنطق العبري «كريات شمونة».
وبذلك أسقط هذان النسران مقولة حملة «سلامة الجليل»، فتمّ اعتقالهما في أعقاب ذلك وأودعا معتقل أنصار إلا أنهما ومع مجموعة من أبطال المقاومة الوطنية، تمكنوا من حفر نفق تحت الأرض وعادوا إلى الحرية.
وبعد اندحار الاحتلال الصهيوني وفراره من جنوب لبنان في العام 2000 أقامت منفذية حاصبيا في الحزب السوري القومي الاجتماعي نصباً تجلّله الزوبعة الحمراء في المكان الذي انطلقت منه الصواريخ باتجاه الجليل ذات يوم من تموز، ليصبح محجة للقوميين الاجتماعيين ولكلّ الوطنيين والأحرار من أبناء هذه المنطقة.
أما الرسالة التالية فوجّهها بعد ذلك بشهرين فقط البطل القومي خالد علوان من شارع الحمراء في بيروت إلى هذا الجيش الذي قيل يوماً إنه لا يُقهر، لتتوالى بعدها سبحة التحرير إلى أن اندحر جيش العدو عن أرضنا الطيبة في الجنوب والبقاع الغربي، ومع الاندحار انكسرت هيبة جيش ظنّ العربان يوماً أنه لا يُهزم…