ظريف: لا وجود عسكرياً لإيران في العراق
أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن لا يوجد أي جندي إيراني على الأراضي العراقية، مشيراً إلى دعم طهران لوحدة الأراضي العراقية.
وقال ظريف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري أمس في بغداد: «ليس هناك أي جندي إيراني على الأراضي العراقية والعراق ليس بحاجة لوجودنا العسكري». وأضاف: «نحن ندعم من انتخبه الشعب العراقي، نحترم القرار الذي يتخذه الشعب العراقي وسندعم حكومة حيدر العبادي، كما قدمنا الدعم لحكومة نوري المالكي». مشيراً إلى أن السياسيين العراقيين هم الذين سيشكلون حكومتهم ولا أحد غيرهم وهذا قرار عراقي أولاً وأخيراً.
وأوضح ظريف: «نشعر بارتياح كبير لسير العملية السياسية في العراق واختيار العبادي لتشكيل الحكومة الجديدة»، وتابع: «لقد أثمرت الديمقراطية في العراق نتيجة حكمة السياسيين العراقيين وإيران كانت ولا تزال تقف إلى جانب العراق بكل إمكاناتها».
وأردف وزير الخارجية الإيراني: «زيارتي العراق في هذه الظروف لإبلاغ دعم إيران قيادة وحكومة وشعباً لحركة الشعب والقيادة العراقية ضد ما يجري»، ولفت إلى وقوف طهران إلى جانب العراق في مواجهة الخطر الأخير الذي داهمه. وشدد على وقوف إيران إلى جانب الشعب العراقي شيعة وسنة وعرباً وتركمان ومسلمين وغير المسلمين، والمرجعية في مواجهتهما للحركة الخطيرة التي تشهدها البلاد.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن جماعة «داعش» الإرهابية ضد المنطقة بأسرها والسلام الدولي والإقليمي، مشيراً إلى ضرورة التعاون لمكافحتها. ولفت إلى التعاون بعيد الأمد والاستراتيجي بين طهران وبغداد، معرباً عن أمله في استمرار التواصل والتعاون وتطور العلاقات بين البلدين. وأوضح: «نتوقع من الأخوة العراقيين أن يتعاطوا بشكل مناسب مع التجار الإيرانيين في العراق وسائر النشطاء في المجال الاقتصادي».
من جهة أخرى، شدد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري على أن العالم لا يريد العراق في مواجهة الإرهاب، وأشار إلى الواقع الجديد الذي تحقق في المنطقة بعد التدخل الدولي لوقف هجمة الإرهاب.
وقدم زيباري الشكر والتقدير لما قامت به إيران من جهد لمكافحة الإرهاب في كل أنحاء العراق. وأوضح أن «إيران دعمت العراق في الفترات الصعبة التي مر بها ونحن مدينون لها»، معرباً عن أمل بلاده في إنجاز كل الاتفاقات مع إيران في أقرب فرصة.
بايدن يدعو إلى تقسيم العراق
وفي سياق آخر، كرر نائب الرئيس الأميركي جو بايدن دعوته إلى تقسيم العراق، وقال إن الولايات المتحدة تدعم نظاماً فدرالياً في العراق كوسيلة لتجاوز الانقسامات في العراق. ويؤيد بايدن منذ فترة طويلة خطة تقضي بتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي: للشيعة والسنة والأكراد.
وقال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في مقال نشر في صحيفة «واشنطن بوست» إن الولايات المتحدة تدعم نظاماً فدرالياً في العراق، داعياً إلى وحدة البلاد التي تعاني من انقسام كبير. وأكد أن الإدارة الأميركية مستعدة «لمزيد من تعزيز» دعمها للعراق في معركته ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» وأنها ستدعو شركاءها الدوليين إلى القيام بذلك أيضاً.
ويقترح بايدن: «نظاماً فدرالياً فعالاً» كوسيلة لتجاوز الانقسامات في العراق. وهو يؤيد بايدن منذ فترة طويلة خطة تقضي بتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي للشيعة والسنة والأكراد.
وكتب نائب الرئيس الأميركي أن خطة من هذا النوع «ستؤمن تقاسماً عادلاً للعائدات بين كل الأقاليم وتسمح بإقامة بنى أمنية متمركزة محلياً مثل حرس وطني لحماية السكان في المدن ومنع تمدد الدولة الإسلامية، وفي الوقت نفسه تضمن حماية وحدة وسلامة أراضي العراق».
وأضاف أن «الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتقديم التأهيل وغيره من أشكال المساعدة بموجب اتفاق الإطار الاستراتيجي للمساعدة في نجاح هذا الأنموذج».
استعدادات لفك حصار آمرلي
وعلى صعيد العمليات العسكرية، تستعد قوات عراقية مشتركة لفك حصار تنظيم «الدولة الاسلامية» داعش عن ناحية آمرلي، بعد مضي أكثر من شهرين على صمودها المدهش.
ورشحت أنباء مؤكدة أن وحدات من الجيش وفصائل المقاومة ومتطوعين من الحشد الشعبي يتجهزون في سامراء وبلد للتوجه نحو الناحية المحاصرة.
ومنذ 12 حزيران الماضي، حين سيطر تنظيم «داعش» على ناحية سليمان بيك المجاورة، يطبق المسلحون حصاراً خانقاً على آمرلي، محاولين اقتحامها من دون جدوى، بسبب المقاومة العنيفة التي يبديها الأهالي والجيش العراقي والمتطوعون فيها، ما يجعلها رمز الصمود بوجه «داعش»، فهي تخوض أطول وأشرس حصار عرفه العراق ما بعد 2003.
ويحتضن آمرلي وادي كوردره الذي يقسمها إلى نصفين، فيما تحيط بها على مسافة ما بين 3 و5 كلم، 34 قرية مختلطة. يبلغ عدد سكان آمرلي 50 ألفاً ومركزها 15 ألفاً وهم من التركمان، وفق ما يفيد به عادلي البياتي مدير الناحية.
وتنسق قيادات الفصائل التي تقاتل إلى جانب الجيش العراقي فيما بينها على نحو سريع وعاجل، لفك الحصار عن آمرلي. وأفاد شهود بأن حشوداً عسكرية باتت تصل إلى مناطق قريبة من البلدة استعداداً لمعركة حاسمة.
البيشمركة تواصل تقدمها
وفي السياق، تواصل قوات البيشمركة الكردية وبدعم من القوات الجوية العراقية التقدم في المناطق المحيطة بسد الموصل، لتحريرها من إرهابيي تنظيم داعش. كاميرا العالم نقلت الحدث من الموصل.
هنا في هذه المناطق التي تعد من المتنازع عليها قاتلت قوات البيشمركة الكردية إلى جانب الجيش العراقي عناصر داعش الإرهابية، في معارك ضارية ضد مسلحي التنظيم الإرهابي شارك بها الدعم الجوي العراقي، هذه المعارك انتهت بسيطرة القوات المشتركة على سد الموصل.
ونقلت كاميرا العالم مشاهد من سد الموصل الذي تسيطر عليه قوات من الجيش العراقي والبيشمركة الكردية، التي تمكنت بعد معارك شرسة مع مسلحي داعش من بسط سيطرتها.
ومن خلال هذا التقدم الأمني الكبير شجع القوات العراقية والبيشمركة على التوغل لتطهير القرى القريبة من سد الموصل، وفي كل يوم تشهد هذه المناطق اشتباكات ضد مسلحي هذا التنظيم، أسفر آخرها عن مقتل أكثر من عشرة مقاتلين من البيشمركة وإصابة العشرات بجروح.
وقال سردار دوسكي قائد قوات الدفاع الشعبي للبيشمركة إن قوات البيشمركة سيطرت على المنطقة، وهناك أعداد قليلة من مسلحي داعش قريبين من القرى المتاخمة، لكن ليس هناك أي رد فعل قوي يشكل خطراً على قواتنا الموجودة هنا على سد الموصل.
وتقول القيادات العسكرية من البيشمركة في هذه المناطق إنها في حالة تأهب قصوى، لا سيما في مناطق التماس مع عناصر مسلحي داعش الإرهابي، فهي مستعدة لكل الاحتمالات، وسيطرة القوات المشتركة على هذا السد ما هي إلا إنجاز أمني كبير وله أهمية من الناحية الاستراتيجية.