لماذا تتفاوت نسبة الاستجابة للضغوط؟
اكتشف علماء أميركيون أنّ الأشخاص الذين يتمتعون بمرونة عصبية أكبر في منطقة قشرة الدماغ الوسطى بمقدمة الجبهة، أقلّ ميلاً إلى الاستجابة للضغوط بشكل ضار.
ونسب تقرير في مجلة «تايم» الأميركية إلى مديرة مركز جامعة ييل لأبحاث الضغوط النفسية راجيتا سينها قولها إنه كلما كان التغير في الإشارة العصبية كبيرا، كانت استجابة الشخص للضغوط أفضل.
وأضافت سينها، وهي المشرفة على كتابة دراسة جديدة في هذا المجال، أنّ البحث يشير إلى أنّ منطقة مقدمة الجبهة لها علاقة باستعادة السيطرة خلال فترة الضغوط، وهو الأمر الأهم في المرونة المطلوبة.
وتعتقد سينها أنّ المزيد من البحث مطلوب لمعرفة كيفية زيادة المرونة في المنطقة التي تمّ تحديدها، وأنّ ما أنجزته الدراسة خطوة أولى لفهم هذه المرونة، مضيفة أنّ هناك دوائر طبيعية لمحاولة استعادة المرونة ترتبط بعمليات البقاء، وهذه بدورها موجودة في التركيب الجيني ـ الوراثي للشخص، «وهذه هي المنطقة التي نركز فيها أبحاثنا».
وكانت سينها وزملاؤها يحاولون في الدراسة التي نشرت بمجلة «بروسيدنغز أوف ذي ناشيونال أكاديمي ساينسز» الأميركية، معرفة أسباب استجابة بعضنا للضغوط بشكل أفضل مقارنة بآخرين. وكانت وسيلة البحث هي النظر داخل أدمغة أشخاص أثناء تعريضهم لأوضاع ضاغطة لمعرفة إن كان هناك شيء يساعد على الاستجابة الأفضل للضغوط.
وأخضعت الدراسة ثلاثين شخصاً أصحاء لمسح بالرنين المغناطيسي الوظيفي لست دقائق بعد توزيعهم على مجموعتين عرضوا خلالها على المجموعة الأولى ستين صورة تسبب ضغوطاً مثل صور أشخاص يتعرضون لإطلاق نار أو للطعن بأسلحة بيضاء أو لإصابات تسبب التشويه أو للمطاردة، كما عرضوا على المجموعة الأخرى صوراً محايدة مثل الطاولات والكراسي أو المصابيح.
وشاهد الباحثون خلال ذلك أمراً مثيراً للاهتمام في قشرة الدماغ الأمامية، وهي المنطقة المسؤولة عن تنظيم الانفعالات مثل الشعور بالجوع، والحنين، أو التوق إلى شيء ما، وهو أنّ الأشخاص الذين يتمتعون بمرونة أكثر في هذه المنطقة أقل ميلاً إلى الانغماس في شرب الخمر أو تناول الطعام بشكل انفعالي أو الدخول في مشادات كلامية، وأقل احتمالاً لأن يستجيبوا للضغوط بشكل ضار ومدمر لهم.
وقال التقرير إنّ مسحاً سريعاً لأي عناوين للأخبار الحديثة في وسائل الإعلام يكشف لنا أننا نعيش في عالم مشحون بالضغوط والعنف والخوف والكراهية، وإنّ من المستغرب أنّ الناس قادرون على الاستمرار في تسيير شؤون حياتهم بشكل عادي مع كلّ هذه المثيرات للضغوط. وقالت سينها إنّ هناك دافعاً غريزياً للتكيف والبقاء على قيد الحياة.
وأحال التقرير القارئ إلى تقرير سابق يرصد في عجالة حوادث التفجيرات والقتل في أميركا وأوروبا والعراق وسورية وغيرها في فترة زمنية قصيرة نسبياً، ليقول إنّ عالمنا يبدو في فوضى تامة حالياً.