حردان استقبل وفداً يونانياً ضمّ نواباً من أربعة أحزاب ومدير عام الخارجية: الإرهاب يطال العالم بأسره ومواجهته تتطلب موقفاً حازماً وصادقاً من كلّ الدول
استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، في مركز الحزب، بحضور عميد الخارجية حسان صقر وفداً يونانياً مشكلاً من أحزاب البازوك، الديمقراطي المسيحي، الوطني، والخضر، وأعضاء من كتلها النيابية. وضمّ الوفد: النائب والوزير السابق من حزب البازوك الدكتور تيودور كاتسينياس، رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي النائب نيكولا كوبولوس نيكولاوس، مدير عام وزارة الخارجية اليونانية اناستازيا منولوبولو، النائب بناغويس افتيسيوس، رئيس كتلة نواب حزب الخضر النائب نيكولا كوبولوس بناغيوتس، كبير محرّري تلفزيون الفا اليوناني ستيفانوس كونستاتينس، كبير محرري صحيفة ايولا تيودور لولوديس، والصحافي ليانوس انابوتيس.
جرى خلال اللقاء بحث عدد من المواضيع والقضايا، وفي مقدّمها خطر الإرهاب في سورية والعراق والذي بات يشكل تهديداً عالمياً. وكذلك تمّ البحث في موضوع العقوبات على سورية وضرورة رفعها.
كما تمّ بحث علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين الحزب السوري القومي الاجتماعي والأحزاب اليونانية، وتنسيق المواقف حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، والاتفاق على تبادل الزيارات، لتعميق العلاقات.
وقد أعرب أعضاء الوفد اليوناني عن سعادتهم باللقاء وحرصهم على إقامة علاقاتات صداقة وتعاون متينة مع «القومي»، واعتزازهم بالدور الذي يؤدّيه في مواجهة الإرهاب، وبمواقفه المبدئية التي تعبّر عن ثوابت الحق وقيم الديمقراطية والحرية.
وأكد أعضاء الوفد، دعمهم القضايا المحقة، ووقوفهم مع سورية دولة وشعباً في مواجهة الإرهاب الذي يمارس الإجرام والقتل والتدمير، ضدّ السوريين وضدّ الإنسانية جمعاء.
وشدّد أعضاء الوفد على ضرورة أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته كاملة لمواجهة الإرهاب الذي بدأ يرتدّ على المجتمعات كافة، لافتين إلى أنّ استمرار بعض الدول في دعم المجموعات الإرهابية على اختلاف اسمائها، يساهم في زيادة مخاطر الإرهاب لتطال الجميع.
وأشار أعضاء الوفد إلى أهمية إحاطتهم بحقيقة الأوضاع التي تشهدها المنطقة، معتبرين أنّ استهلال زيارتهم باللقاء مع حردان، مثمرة جداً ومفيدة.
من جهته رحب رئيس الحزب النائب أسعد حردان بالوفد اليوناني وقدّم عرضاً عن العلاقات التاريخية بين الحزب القومي والعديد من الأحزاب اليونانية، وكذلك العلاقة بين شعبنا والشعب اليوناني، مشيراً إلى أنّ اليونان وقفت في مراحل سابقة مع قضية شعبنا وحقنا في مقاومة العدو الصهيوني، ووقفت إلى جانب المسألة الفلسطينية ومشروعية النضال من أجل التحرير والعودة.
واعتبر رئيس الحزب أنّ موقف الأحزاب اليونانية اليوم، في الوقوف الى جانب سورية دولة وشعباً وجيشاً، في مواجهة الإرهاب وداعميه، يعيد وهج وعمق العلاقة المشتركة بين حزبنا والأحزاب اليونانية وبين شعبنا والشعب اليوناني، وهذا ما نحرص عليه وسنعمل لترسيخه وتكريسه.
ولفت حردان إلى أنّ الإرهاب الذي يعيث قتلاً وتدميراً وإجراماً في سورية، وكذلك في العراق وصولاً إلى لبنان وكلّ المنطقة، هو إرهاب يطال العالم بأسره، ومواجهته تتطلب موقفاً حازماً وصادقاً من كلّ دول العالم، وفي مقدّمها الدول التي لا تزال تدعم الإرهاب بأشكال وعناوين مختلفة.
وقال حردان، إنّ القضاء على الإرهاب برمّته لن يتحقق بضربات تقليدية يوجّهها التحالف الدولي بقيادة أميركا، لأنه من جهة ثانية يدعم الإرهاب بذريعة دعم المجموعات المعتدلة، ونموذج هذه المجموعات التي تسمّيها اميركا وحلفاؤها معتدلة، هي ذاتها التي أقدمت على ذبح الطفل الفلسطيني في مدينة حلب بطريقة وحشية يندى لها جبين الإنسانية.
ووضع حردان الوفد في صورة استثمار العديد من الدول في الإرهاب، وفي معاناة السوريين، لا سيما النازحين من جراء جرائم الإرهاب، وأكد أنّ الحزب القومي أطلق دعوة حول موضوع النازحين في لبنان وفي الأردن، ودعا حكومات هذه الدول الى التنسيق الفوري مع الحكومة السورية والأمم المتحدة من أجل وضع الحلول المناسبة، خصوصاً أنّ الحكومة السورية ومنذ بدء الحرب الكونية ضدّها، تؤكد استعدادها وإمكاناتها لتأمين أماكن ايواء للنازحين داخل الأراضي السورية، وتحمّل مسؤولياتهم تجاههم.
وقال حردان إنّ دور الأحزاب اليونانية والأوروبية أساسي في حمل هذه القضية، لإفشال مخطط تهجير السوريين من أرضهم وتوطينهم في أماكن أخرى، لافتاً إلى أنّ الحكومة التركية التي هي طرف في الحرب ضدّ سورية، لا تزال تستثمر في الإرهاب، وهي استثمرت قضية النزوح السوري بحصولها على تمويل أوروبي وغربي من دون ان تقدّم أبسط الخدمات والمعونات الإنسانية للنازحين، واقتصرت إجراءاتها على مواقف لفظية لتسديد فواتير الأموال الطائلة التي حصلت عليها مستغلة معاناة النازحين.
وشدّد حردان على ضرورة رفع العقوبات عن سورية سريعاً، لأنها تشكل حصاراً للسوريين وهو حصار غير مشروع وغير قانوني، وفرض بغير ذي وجه حق.
وختم حردان مجدّداً الترحيب بالوفد، ومؤكداً السعي الحثيث لتعزيز العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة لأحزابنا وشعوبنا.