أنقرة: موسكو في مقدمة مَنْ دعمونا ضد الانقلاب
أفادت وكالة «رويترز» نقلاً عن مصدر رئاسي في تركيا، باعتقال السلطات مساعداً كبيراً لفتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل في الـ 15 من تموز الجاري.
ووفقاً للمصدر، فالمعتقل هو «اليد اليمنى» لغولن، ويعتقد أنه قدم إلى تركيا قبل يومين من محاولة الانقلاب، في حين تواردت أنباء في وقت سابق عن اعتقال محمد سعيد ابن شقيق غولن، في مدينة أرضروم شرقي تركيا.
في غضون ذلك، أعلن، رجب طيب أردوغان توقيف 13 ألفاً و160 شخصا، في تحقيقات تجريها النيابة العامة التركية في كافة الولايات، على خلفية محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد مؤخرًا.
واتهم أردوغان، جهات لم يسمها، بـ«عرقلة تقدم تركيا، كلما سُنحت لهم الفرصة لفعل ذلك»….»يحاولون قطع الطريق أمامنا، في كل فرصة تسنح لهم، وعند فشلهم في ذلك، يحركون أذرعهم بيننا ومن حولنا».
كما أوضح الرئيس التركي أنّ المحاولة الانقلابية الفاشلة، كان هدفها توجيه ضربة للشعب والحكومة والبرلمان، والجيش أيضاً، لافتاً إلى أنّ تركيا بعد إفشال تلك المحاولة، دخلت مرحلة جديدة، أقوى مما كانت عليها، مشدداً على أنّ بلاده عازمة على مواصلة تحقيق أهدافها التي وضعتها ضمن رؤية المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، وتسعى لتنفيذها بحلول عام 2023، وكذلك رؤيتها لعامي 2053 و2071.
وأشار أردوغان إلى أنّ من بين الموقوفين والمحبوسين 8 آلاف و838 عسكرياً، وألفين و101 قاض ومدع عام، وألف 485 شرطياً، و52 موظفاً حكومياً، و689 غيرهم.
كما أكد أردوغان إغلاق 934 مدرسة و109 سكن للطلاب، و15 جامعة، و104 أوقاف و35 مؤسسة صحية، وألف و 125 جمعية، و19 نقابة، ووضعت الدولة يدها عليها».
وفي السياق، كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن أنّ روسيا كانت بين الدول التي قدمت الدعم الأكبر لتركيا في مواجهة الانقلاب العسكري، و قال «لقد عبّـرت لنا الكثير من الدول عن وقوفها إلى جانب الديمقراطية في تركيا، فيما كان الدعم الروسي الأكبر من نوعه» في هذا الاتجاه.
وأشار إلى أنّ المنظومة الأمنية التركية عانت جملة من الثغرات لحظة الانقلاب، «حيث أنّ الأمر كان يحتّم إبلاغ رئيس الجمهورية، ومنذ البداية، بأي تكهنات تشير إلى محاولة الانقلاب».
واعتبر وزير الخارجية التركي الانقلاب الفاشل الذي شهدته بلاده مؤخراً، عبرّةً ينبغي على السلطة التركية استخلاصها، الأمر الذي يسوّغ في القريب العاجل اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة، بما يحول دون تكرار حوادث كهذه.
من جهته، توعد رئيس هيئة الأركان العسكرية التركي خلوصي آكار، المتورطين في محاولة الانقلاب بعقوبات صارمة أمام العدالة، مؤكداً أنّ الجيش سيستمر في أداء واجباته بعزم.
إلى ذلك، أعلنت رئيسة مجلس النواب الإيطالي لاورا بولدريني، أنّ على أوروبا أن تستعد لاستقبال لاجئين أتراك بعد محاولة الانقلاب.
وأوضحت بولدريني في تصريحات متلفزة أنّه «وفقاً لاتفاقية جنيف، يحق للمرء طلب اللجوء عندما يهرب من سياق لا تحترم فيه الحريات الفردية»، وهذا «للأسف ما يبدو أنه يحدث في تركيا في الوقت الراهن».
وكانت رئيسة مجلس النواب أعربت «عن التضامن مع الشعب التركي لأجل ما يحدث»، والذي «يجب اعتباره شيئا يعارض سيادة القانون».