الراعي جالَ في بلدات أبرشيّات مار الياس: الانتخابات البلديّة دليل على إمكان إجراء النيابيّة
أكّد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أنّ الانتخابات البلديّة دليل على إمكان إجراء النيابيّة، وذلك خلال زيارته بلدة العباديّة في إطار زياراته بلدات أبرشيّة مار الياس المارونيّة.
ورحّب راعي أبرشيّة بيروت المارونية المطران بولس مطر بالبطريرك الراعي في كنيسة مار الياس الحيّ في العباديّة، وقال: «أهل البلدة كلّهم، الموارنة والأرثوذكس والدروز يرحّبون بغبطتكم، فهذه البلدة لها مركز خاص في الأبرشيّة لأنّها عامرة بأهلها، وهي تعمل من أجل الوحدة والسلام. نشكركم على هذه الالتفاته الأبويّة، وندعو لكم أن يرعاكم الله لتقودوا سفينة الوطن إلى شاطئ الأمان في ما نتطلّع إليه جميعنا».
وكانت كلمة للراعي، شكر فيها لراعي الأبرشيّة ترتيب الزيارة، لافتاً إلى أنّها المرة الأولى التي يزور فيها البلدة، «ولا سيّما أنّ الزيارة جاءت لمناسبة عيد مار الياس، الذي نلتمس منه الحماية وفيض النعم الإلهية وقول الحق والدفاع عنه». وهنّأ المجلس البلدي الجديد في البلدة، وقال: «باستطاعتنا إجراء الانتخابات النيابيّة وممارسة الديمقراطية والحفاظ عليها، وما هي الانتخابات البلديّة سوى الدليل على ذلك».
وتابع: «هذه الزيارة الراعويّة واجب قانونيّ، على البطريرك أن يقوم بزيارة الأبرشيّات كل خمس سنوات، بمحبة كبيرة وفرح نقوم بهذه الزيارات في الداخل والخارج، لنتعرّف إلى أبنائنا المؤمنين ونؤكّد لهم أنّهم في قلبنا وفي صلاتنا. همومكم يحملها المطران إلينا كدلالة على أنّنا جسم واحد متكامل رأسه يسوع المسيح، والرباط الذي يجمعنا هو الروح القدس».
أضاف: «أزوركم اليوم تحت شعار خدمتي «شركة ومحبة»، شركة في الله والاتحاد معه بصلاتنا ومن خلال الأسرار، ولكن الملاحظ أنّ هذه العلاقة مع الله تشهد تغييراً للأسف، لذلك كان عزيزاً على قلبي القيام بهذا العمل الراعوي التشديد على أهميّة الارتباط بالله. لبنان بحاجة إلى هذا الرباط، الخلافات والنزاعات فيه أدّت إلى الفراغ الرئاسي، لأنّ لا وحدة، ونحن يجب ألّا نعيش في الخلافات بل بالوحدة والتكامل والتضامن، وما من وحدة نبنيها مع بعضنا من دون المحبة».
وفي الختام، قدّمت الرعيّة هدية تذكاريّة لصاحب الغبطة، وتوجّه وسط الزغاريد والترانيم إلى قاعة الكنيسة حيث التقى الأهالي.
المحطة الثانية كانت زيارة قاعة البلدة للدروز في العباديّة، حيث رُفعت في الأحياء الصور العملاقة للبطريرك والأعلام البطريركيّة واللبنانيّة وسط حشد شعبيّ لافت، وكان في استقباله ممثّل شيخ عقل الطائفة الدرزيّة الشيخ نعيم حسن الشيخ غاندي مكاري، ممثّل رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط هادي أبو الحسن، النائبان حكمت ديب وآلان عون، ممثّل النائب طلال أرسلان نجله مجيد أرسلان، رئيس البلدية عادل نجد، عضو المجلس المذهبيّ الدرزيّ الشيخ عماد فرج، رئيس اتحاد بلديات المتن الأعلى مروان صالحة، وفاعليّات سياسيّة وعسكريّة ودينيّة، إضافة إلى عدد من مشايخ البلدة والمنطقة والأهالي.
وأمس، زار الراعي بلدة عاريا يرافقه راعي الأبرشيّة المطران كميل زيدان وأمين سر البطريرك الخوري إيلي الخوري، وكان في استقباله النائبان حكمت ديب وناجي غاريوس وفاعليات البلدة.
ورُفع قوس النصر على مدخل البلدة، وزُينت الشوارع بالأعلام البطريركيّة واللبنانيّة، ورُفعت اللافتات والصور المرحّبة به.
وتوجّه الراعي سيراً على الأقدام إلى كنيسة سيدة النجاة في البلدة، حيث استقبله كاهن الرعيّة موريس شمعون وحشد من المؤمنين، تقدّمهم فرقة موسيقية عزفت الأناشيد وحملة الرايات من أخويّة وحركات كشفيّة ورسميّة وفرسان وطلائع، وسط حضور أمني كثيف.
وبعد كلمات ترحيبيّة، ألقى الراعي كلمة، شكر فيها لأبناء البلدة حفاوة الاستقبال وترتيب الزيارة التي اهتمّ فيها راعي الأبرشيّة كميل زيدان، شاكراً له «إتاحة المجال للقاء هذا الشعب الطيّب».
وقال:» نشكر لكم مفتاح البلدة، ونعتبر أنّنا تسلمناه البارحة، إذ من دونه لما كان بإمكاننا دخول البلدات التي زرناها، فعاريا بوابة الدخول من أبرشيّة بيروت إلى أبرشيّة أنطلياس.
أضاف: «لنتكاتف اليوم من مجتمع سياسي وجماعة أهليّة واجتماعيّة وكنسيّة للحفاظ على هذا البلد، هذا هو التحدّي، ومن جديد نطالب الجماعة السياسيّة الممثّلة معنا اليوم بحضور النائبين وممثّلين عن الأحزاب والتيارات السياسيّة، بأن يكون للدولة رئيس للجمهوريّة».
وقال: «هناك فساد كبير وجمود كبير نوّابنا الأحبة، بلدنا لم يعدْ يحتمل، ومهما كلّف الأمر يجب على المجتمع السياسي أن يجد التسوية اللازمة لإيجاد مدخل لانتخاب الرئيس، ونحن نساندكم بصلواتنا. كذلك يجب أن نضع سدّاً بوجه الهجرة، وهذا ما نطالب به المجتمع الدولي بأن يفصل مشكلة الرئاسة عمّا يدور في المنطقة. ولكن في المقابل، علينا نحن كلبنانيّين أن نتّخذ قراراً شجاعاً حازماً وطنيّاً داخليّاً لحل مشكلتنا».
وزار الراعي بلدة شويت، حيث استقبله الأهالي في كنيسة الأم الحزينة، وألقى كلمة قال فيها: «نحن مقيمون في هذه البلدة الأخوة الدروز والأخوة المسيحيّون، الشعار الذي قدّمتموه لي معبّر جداً، لأنّه يجسّد اليدين الدرزيّة والمسيحيّة المرفوعتين فوق الأرزة».
وجدّد دعوته إلى «تكاتف اللبنانيّين بمختلف مكوّناتهم، والتمسّك بكيان لبنان»، داعياً إلى الجهوزيّة التامّة للقوى السياسيّة «لاتّخاذ مبادرات وقرارات جديدة تكون لخير الوطن والأمة».
بعدها، توجّه الراعي والوفد المرافق إلى قاعة «آل أبو سعيد الخيريّة» في شويت، حيث كان في استقباله مشايخ البلدة والمنطقة، ورئيس البلدية وسيم أبو سعيد، وأعضاء المجلس البلدي والمختار جوزف النوار، وجمعية سيدات «آل أبو سعيد» وأبناء البلدة.
و بعد كلمات ترحيبيّة ردّ الراعي بكلمة مرحّباً بالحضور، وقال: «إنّ شويت بأهلها الموحّدين والمسيحيّين نزورها في إطار الاحتفال بذكرى مرور 15 عاماً على مصالحة الجبل، من الجميل أنّنا أتينا من الكنيسة إلى دار الأخوة لنقول إنّنا أخوة منذ زمن بعيد، لذلك نحن نشدّد على مسؤوليّتنا المشتركة من خلال جهودنا مع بعضنا البعض، وتاريخنا يشهد على ذلك. العودة إلى الجبل لم تكتمل بوجود الصعوبات الاقتصاديّة والإنمائيّة، لذلك يجب أن نعمل معاً لإكمال هذه العودة».
وفي طريقه إلى بلدة عين موفق، كانت محطة من خارج برنامج الزيارة نظّمها فرع الحزب التقدمي الاشتراكي عند مداخل رويسات – البلوط بالتعاون مع المجلس البلدي، حيث توقّف موكب البطريرك، وكانت وقفة للراعي مع أهالي البلدة.
و في بلدة موفق، توجّه الراعي مجتازاً أقواس النصر التي رُفعت بالمناسبة إلى كنيسة مار شربل الجديدة، حيث باركها وكرّسها ليترأّس بعدها الذبيحة الإلهيّة، وألقى عِظة بالمناسبة.