مارلين حردان: معنيّون بأهلنا وناسنا وكلّ أبناء شعبنا… ونتحمّل مسؤولياتنا بملء إرادتنا لأننا أصحاب رسالة حقّ وخير وجمال
لمى نوّام
افتتحت رئيسة «جمعية نور للرعاية الصحية والإجتماعية» مارلين حردان، المعرض الصيفي الذي تقيمه الجمعية للسنة الثامنة عشرة على التوالي، دعماً للتراث والتنمية الريفية، تحت شعار «نفعل في مجتمع يقاوم ويُنتج»، وذلك خلال احتفال أقيم في مركز «نور» في الحمرا ـ بيروت، بحضور رئيسة المجلس النسائي اللبناني إقبال دوغان، الرئيسة السابقة للمجلس جمال غبريل، نائب رئيسة المجلس النسائي اللبناني أمينة الصندوق في «جمعية نور» منى قاصوف، رئيسة اللجنة الثقافية في المجلس النسائي اللبناني ندى الصفاوي سعد، رئيسة «تجمّع النهضة النسائي» منى فارس، الرئيسة السابقة لمؤسسة رعاية أسَر الشهداء والجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة ناديا حجل، وفاعليات نسائية وممثلات عن الهيئات النسائية في الأحزاب والقوى اللبنانية.
المعرض الذي يستمر 15 يوماً، ويعود ريعه إلى سيّدات محترف الكفيْر، يسلّط الضوء على المنتجات اللبنانية، ويرمي إلى مساندة المرأة ودعم منتجاتها. ويشمل المعرض هذه السنة تصاميم حديثة لحِرف ومشغولات يدويّة تم إنتاجها في مختلف القرى اللبنانية، من قبل سيّدات «جمعية نور» وسيّدات منطقة الكفير.
كما يتضمّن معروضات للزيّ التراثي التقليدي من عباءات ومطرّزات شرقية وتصاميم مطرّزة يدوياً لرداء المرأة التقليدي، إضافة إلى مجموعة من الوسائد المطرّزة، ومطرّزات مصمّمة للتعليق على الجدران باستخدام مزيج مبتكر من رسومات التطريز بأسلوب التزيين الفنّي والزخارف المستوحاة من الطبيعة، فضلاً عن الفخّار المصنوع في منظقة راشيا الفخار، والصابون البلدي وزيت الزيتون.
حردان
بعد قصّ شريط الافتتاح، أكّدت رئيسة «جمعية نور» مارلين حردان عزم الجمعية على مضاعفة دورها في المجالات التي تهتم بها، الصحية منها والتربوية والتنموية، معتبرة أن العمل في هذا المجال ليس ترفاً، بل مسؤولية وطنية نتحملها بملء ارادتنا، انطلاقاً من كوننا أصحاب رسالة حق وخير وجمال، ومعنيون بأهلنا وناسنا وكلّ أبناء شعبنا.
وشدّدت حردان على أن ما تقدّمه الجمعية من خدمات صحية ومساعدات تربوية لا يلغي أولوية الاهتمام بالتنمية الريفية، ونحن من خلال هذا المعرض نجسد الالتزام بهذه الأولية، لأنها ترتبط بتحسين حياة الناس وتحصينهم في مناطقهم، كما وتفتح نافذة كبيرة أمام المرأة لتكون منتجة ومساهمة في عملية التحصين والبناء المجتمعي، خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي يواجهها بلدنا ومناطقنا.
ولفتت حردان إلى أن الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها بلدة القاع، والحديث عن تهديدات إرهابية، كانا سبباً لتأجيل «اللقاء الصباحي» الذي كان مقرراً هذا الشهر، إلى تشرين الثاني المقبل، وقالت: إن مسيرة نشاطات «جمعية نور» مستمرة ومتواصلة، وبإرادة الحياة نواجه الإرهاب.
لقاءات
«البناء» التي واكبت افتتاح المعرض، أجرت دردشة مع رئيسة «جمعية نور» مارلين حردان حول نشأة الجمعية ونشاطاتها، فقالت: إن انطلاقة «جمعية نور» جاءت في ظلّ ظروف صعبة تمرّ بها بلادنا، لا سيما مناطق الجنوب اللبناني التي كانت تحت الاحتلال الصهيوني، محاصَرة بالقصف والحرمان. وقد كان تركيزنا في البدايات على الشأن الصحي، ثم ارتقينا في عملنا وتقديماتنا ملامسين هموم الناس وحاجاتهم، فإلى الاهتمام بالشأن الصحي وزيادة عدد المستوصفات في عدد من المناطق، ونوعية التقديمات والمساهمات، تركّز الاهتمام أيضاً على الشؤون التربوية والثقافية والإنمائية، وذلك بدعم ورعاية من رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، الذي ساهم في الدفع بعمل الجمعية لتكون إلى جانب أهلنا في مناطق الجنوب وفي كل لبنان. وهذا الدعم مكّن «جمعية نور» من أن تتحمل المسؤولية تجاه أبناء مناطق الجنوب، وأن تسجّل بصمة في عملها الإنساني والاجتماعي.
ولفتت حردان إلى أن الجمعية ترسم خططها وتقرّر مشاريعها ونشاطاتها في المركز الرئيس في بيروت، ولديها فريق عمل كبير في الجنوب، ولها أعضاء في مختلف المناطق، وتقيم نشاطات ومحاضرات متواصلة حول شؤون الصحة والتنمية والغذاء، واللجنة التربوية في الجمعية تتابع مع المدارس الرسمية، وهناك لجان تعمل في كل منطقة، وسعينا دائم من أجل مضاعفة العمل.
وعن منتجات معرض «جمعية نور» قالت حردان: نحن في الجمعية نُشجّع على كل عمل يتصل بالتراث، خصوصاً صناعة الفخّار. مشيرة إلى أنّ منطقة راشيا الفخّار سميت بهذا الاسم لأنها كانت تحوي قديماً 62 معملاً لصناعة الفخّار، لكن بعد الاحتلال «الإسرائيلي» والظروف الصعبة التي مرّت بها المنطقة، تقلّص العدد إلى مصنعيْن اثنين فقط.
وأضافت: إن «جمعية نور» تعمل على إعادة إحياء تراث المنطقة، وبدعم من النائب أسعد حردان أرسلنا فريقاً إلى إيطاليا بغرض تجديد هذه الحِرفة مع الحفاظ على اللمسة التقليدية والتراثية فيها، ونحن حريصون في كل معرض على وجود الفخّار وتصريفه تشجيعاً لهذه الصناعة.
وبيّنت حردان نية الجمعية إقامة مدرسة للفخّار في راشيا الفخّار تُغطّي عشر قرى لبنانيّة، وتشكل مركزاً للسياحة التراثية فيتسنى للزوّار والسياح مشاهدة هذه الحِرف.
وعن العباءات والمطرّزات قالت حردان: فكرة العباءات وُلدت منذ تأسيس الجمعية، منذ 19 سنة، وكنت يومذاك في زيارة مع أعضاء «جمعية نور» إلى منطقة الكفيْر، وقد طلب أهلها المساعدة في تصريف أعمالهم وتسويقها، فكانت فكرة تأسيس المشغل. ثم أقمنا دورات بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وصالة عرض للتسويق، والمشغل يهتم إضافة إلى العباءات، بالشراشف والكروشيه، وكلّ ما يتعلّق بتراث المنطقة، ونحن نحثّ محترفي هذه المهنة ومحترفاتها على الاستمرارية في الحفاظ على التراث، وسنظل دائماً إلى جانبهم، خصوصاً أننا نهتم بمساعدة المرأة العاملة مع أسرتها وفي قريتها لكي تكون منتجة.
وأشارت حردان إلى أنّ ريْع المنتجات يعود للسيدات العاملات في المشغل، ونحن لدينا مصنع للمؤونة في منطقة الخلوات التي تشتهر بصناعة الصابون البلدي وزيت الزيتون والمُربّيات وكل ما يتعلّق بالأرض، نأمل أن نوفّق في المساعدة على بيع منتجاته وفي تصديره إلى الخارج.
وختمت حردان لافتة إلى وجود صالة عرض دائمة على مدار السنة، متاحة لأصدقاء الجميعة الذين يشجعون عملنا بشراء المنتجات دعماً ومساندة.
وتحدثت رئيسة المجلس النسائي إقبال دوغان منوّهة بالعلاقة بين المجلس والجمعية، وبدور الجمعية وما تقوم به الجمعية من نشاطات. كما تطرّقت إلى انتخابها رئيسة للمجلس والدور المناط بهذا المجلس.
وقالت دوغان: «جمعية نور» منتسبة إلى المجلس النسائي اللبناني، ولها نشاطات مُتميّزة في العمل الاجتماعي كونها تؤمّن فرصاً للنساء كي ينخرطن في سوق العمل، وتساعدهن في تصريف إنتاجهن من خلال المعارض، وتدمج الريف مع المدينة لكي لا يبقى معزولاً، ونحن نشجّع أعمال «جمعية نور»، خصوصاً لدعمها المرأة والأشغال الحِرفية، ونتمنى أن تسوَّق هذه الأشغال في الخارج لأن بعض الدول الغربية تهتم بالمنتجات الشرقية والذوق اللبناني.
بدورها، لفتت الرئيسة السابقة للمجلس النسائي اللبناني جمال هرمز غبريل إلى أن التعاون بين المجلس و«جمعية نور» ورئيستها السيدة مارلين حردان قائم وبنّاء، وفي الانتخابات الأخيرة للمجلس النسائي تمثلت «جمعية نور» بالسيدة منى قاصوف، وانتخبت نائباً لرئيسة المجلس النسائي، وهذا دليل عن أن «جمعية نور» تشارك في المجلس بزخم و فاعلية.
أما رئيسة تجمّع النهضة النسائي منى فارس، فرأت أن هناك قواسم مشتركة بين التجمّع و«جمعية نور»، لأننا ننطلق من المنطلق الفكري ذاته الذي يعزّز دور المجتمع ونموّه، وبالتحديد يُساعد في تنمية المجتمع اقتصادياً عبر دعم المرأة لأنها جزء أساس من هذا المجتمع، ودورها كما دور الرجل، وهما يتكاملان في عملية الإنتاج.
وأكدت فارس أن هناك معارض مشتركة مع «جمعية نور» لدعم المجتمع المحلي والحدّ من الهجرة وإبقاء الناس في أرضهم، ما يعزّز دور القرية وحماية التراث، لأن التراث ثروة ربما ليست كلّياً مادية، لكنها ثروة معنوية يجب الحفاظ عليها.
رئيسة اللجنة الثقافية في المجلس النسائي اللبناني ندى الصفاوي سعد، قالت: نحن في المجلس النسائي اللبناني مظلّة لمئة وستين جمعية من كلّ لبنان، كما يضمّ المجلس ممثلات الجمعيات من كل لبنان، و«جمعية نور» جمعية منتسبة إلى المجلس النسائي اللبناني، ونحن كممثلات لجمعيات أخرى منتسبات إلى المجلس النسائي. ونحن نتعاون على جميع الأصعدة ونتبادل الخبرات بحسب كلّ جمعية وطبيعة عملها وأهدافها.
من ناحيتها، قالت نائب رئيسة المجلس النسائي اللبناني أمينة الصندوق في «جمعية نور» منى قاصوف: نحن في «جمعية نور» لدينا خطة عمل سنوية ولدينا عدّة مشاريع نقوم بها في منطقة مرجعيون حاصبيا والجنوب عموماً، لدينا مستوصفات قي قرى العرقوب وراشيا الفخّار، ولدينا مستوصف متنقّل يجول في كافة القرى المتواجدة في منطقة العرقوب، ونعمل على مشروع بعنوان «فيلينغ» الذي هو نتيجة معرضنا وهو مشروع محترف نور للتراث الذي أصبح عمره 18 سنة، في كلّ سنة نقيم معرضاً من خلاله نخلق فرص عمل للسيدات المتواجدات في القرى الريفية التي فيها فرص العمل ضئيلة، ونقيم لهنّ دورات تدريبية في التطريز والأشغال اليدوية وكيفية الخياطة على الطريقة الحديثة.