الأولمبيّة الدوليّة ترفع الحظر عن المشاركة الروسيّة
… وأخيراً، حُسم الجدل، وقرّرت اللجنة الأولمبيّة الدولية عدم استبعاد نظيرتها الروسيّة وبالتالي جميع رياضيّي روسيا، وذلك بعد مباحثات مطوّلة أُجريت عبر الهاتف لأعضاء لجنتها التنفيذيّة.
وتعليقاً على القرار، قال وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو، الذي كان قد مُنع مع مسؤولي وزارته من حضور الألعاب الأولمبيّة: «إنّ قرار اللجنة الأولمبيّة الدوليّة موضوعيّ، لكونه أخذ بعين الاعتبار مصلحة العالم الرياضي ووحدة العائلة الأولمبيّة». وأضاف موتكو: «أنا مقتنع تماماً بأنّ غالبيّة المشاركين ضمن المنتخبات الروسيّة سيكونون على مستوى المعايير التي تفرضها اللجنة الأولمبيّة الدوليّة»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ هذه المعايير «قاسية جداً».
وأكّد موتكو، المقرّب من رئيس البلاد فلاديمير بوتين، بأنّ «روسيا قامت ولا تزال بكل ما في وسعها من أجل الوصول إلى رياضة خالية من المنشّطات»، مشيراً إلى أنّ «بلاده جاهزة للتعامل بحسن نيّة مع اللجنة الأولمبيّة الدوليّة، والوكالة الدوليّة لمكافحة المنشطات».
كما أشادت معظم الاتحادات الرياضيّة الروسيّة بقرار اللجنة الأولمبيّة الدولية، وقال رئيس اتحاد كرة اليد سيرغي شيشكاريف: «إنّه قرار يناسبنا، وبإمكاني القول إنّه عادل»، فيما شكرت رئيسة اتحاد الجمباز الإيقاعي إيرينا فينر- أوسمانوفا اللجنة الأولمبيّة الدولية على «هذا القرار الشجاع».
وسبق للّجنة الأولمبيّة الروسيّة أن اعتمدت 387 رياضيّاً للمنافسة في ريو، من ضمنهم 68 رياضيّاً في ألعاب القوى، تمّ حرمانهم من المشاركة بعدما رفضت محكمة التحكيم الرياضي كاس الطعن المقدّم من قبلهم، وأكّدت قرار الاتحاد الدولي للعبة.
وأصبح الآن على الاتحادات الرياضيّة الدولية أن تحدّد أهليّة كل رياضي روسي بشكل فردي، بحسب ما صدر عن اللجنة الأولمبيّة الدولية: «أنّ الاتحادات الرياضيّة الدولية يجب أن تحلّل سِجلّ المنشّطات لكل رياضي على حدة، مع الأخذ في الاعتبار فقط الاختبارات الدوليّة الموثوقة، وخصوصيات كل رياضة ولوائحها، من أجل ضمان تكافؤ الفرص».
ومن جهته، أكّد رئيس اللجنة الأولمبيّة الروسيّة ألكسندر جوكوف، بأنّ جميع الرياضيّين الروس الذين تمّ اختيارهم للمشاركة في ألعاب ريو خضعوا في الأشهر الستة الأخيرة لفحوصات من قِبل وكالات أجنبيّة لمكافحة المنشّطات، وتمّ تحليلها في مختبرات أجنبيّة أيضاً. وأشار جوكوف إلى أنّ الرياضيّين الروس الذين يشاركون في عدّة مسابقات مختلفة في كافة الرياضات قدّموا أكثر من 3 آلاف عيّنة لفحص المنشّطات، مؤكّداً بأنّ الغالبية العظمى من النتائج كانت سلبيّة.
الوكالة الأميركية غير راضية
من جهتها، أعربت الوكالة الأميركيّة لمكافحة المنشّطات التي كانت مع نظيرتها الكندية أول المطالبين بالاستبعاد الكامل لروسيا عن أولمبياد ريو، عن أسفها للقرار الصادر عن اللجنة الأولمبيّة الدوليّة، التي «رفضت أن تلعب دوراً قياديّاً حاسماً».
وقال مديرها التنفيذي ترافيس تايغارت في بيان، «إنّ القرار الذي اتُّخذ خلّف فوضى مربكة، وشكّل ضربة قاسية لحقوق الرياضيّين «النظيفين».
كما رأى تايغارت، أنّ قرار منع العدّاءة الروسيّة يوليا ستيبانوفا التي كانت وراء الكشف عن وجود نظام تنشيط ممنهج في روسيا، من المشاركة في أولمبياد ريو «غير مفهوم»، معتبراً بأنّ هذه الخطوة لن تشجّع من يريد في المستقبل الكشف عن مخالفات مماثلة من التقدّم بها إلى العلن.