الغرب متذكّراً بعد لوعة… «داعش» و«النصرة» إرهابيان!

هل انتظرت الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية الهجمة الإرهابية البشعة في مدينة نيس الفرنسية لتستفيق من «سباتها» وتعلن أنّ «داعش» و«جبهة النصرة» تنظيمان إرهابيان وجبت مكافحتهما وإبادتهما؟ وبالتالي، هل أصبحت الحرب ضدّ الإرهاب ملحّةً متى طرق هذا الإرهاب أبواب أوروبا وأميركا؟

أسئلة كثيرة تبنى على نسق هذين السؤالين، ومناسبة الحديث، «الاستنفار» الغربي المفاجئ للحرب ضدّ «داعش»، وضدّ «جبهة النصرة» التي ظلّت إلى وقت قريب «معارضة معتدلة» وجب دعمها.

في هذا السياق، لفتت صحيفة «هافنغتون بوست» الأميركية إلى الخطة التي وضعها وزير الخارجية الأميركي جون كيري للتحالف مع روسيا ضدّ «جبهة النصرة» والجماعات السورية المتطرّفة. وتستند الخطة التي ما زال العمل جارياً عليها، إلى تبادل المعلومات الاستخبارية بين واشنطن وموسكو من أجل تنسيق الضربات الجوية ضدّ «جبهة النصرة» جناح تنظيم «القاعدة» في سورية، ومنع سلاح الجوّ السوري من مهاجمة جماعات «المعارضة المعتدلة». بيد أنّ مسؤولين عسكريين واستخباريين أميركيين وصفوا الخطة بالساذجة، وقالوا إن كيري يخاطر بالوقوع في الفخّ الذي نصبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشويه سمعة الولايات المتحدة لدى جماعات «المعارضة المسلحة المعتدلة» ودفع بعض مقاتليهم إلى أحضان «داعش» وغيره من الجماعات المتطرفة الأخرى.

إلى ذلك، تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، إلى عملية نيس الإرهابية، مشيرة إلى أن باريس وواشنطن تنويان طرد «داعش» من الموصل، في وقت لا تزال المجموعات المحلية تتقاسم «تركة» الإسلامويين.

في حين نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً افتتاحياً تدعو فيه أوروبا إلى التحكّم في أعصابها أمام أجواء العنف والخوف الأخيرة. وتقول «غارديان» إن أوروبا الغربية، مقارنة بالمناطق الأخرى في العالم، تتميز بالأمن والأمان، ويزداد هذا الأمن والاستقرار كلما اتجهنا إلى دول شمال أوروبا، ولذلك هي مقصد المهاجرين واللاجئين. ولكن الهجمات الأخيرة في أوروبا الغربية نشرت، بحسب «غارديان»، أجواء من الخوف والعنف.

وفي مقال آخر، تساءلت «غارديان» عن سرّ فزع العالم لمجزرة مثل نيس بينما تجاهل مقتل نحو 85 مدنياً بنيران الطائرات الأميركية في الوقت ذاته تقريباً. وتحت عنوان «الوسيلة الوحيدة لإنهاء معاناة السوريين أن يكفّ الغرب عن التدخل في الشرق الأوسط»، كتب ليندسي جرمان: ما لم يدرك الحكام الغربيون أن هذا النوع من الإرهاب هو نتاج الحرب وأنه يزدهر في ظلها وأن إنهاء الحروب في الشرق الأوسط هو الوسيلة الوحيدة لمنعه فسيستمر.

«هافنغتون بوست»: كيري يسعى إلى توثيق التعاون بين واشنطن وموسكو لمحاربة «النصرة»

لفتت صحيفة «هافنغتون بوست» الأميركية إلى الخطة التي وضعها وزير الخارجية الأميركي جون كيري للتحالف مع روسيا ضدّ «جبهة النصرة» والجماعات السورية المتطرّفة. وتستند الخطة التي ما زال العمل جارٍ عليها، إلى تبادل المعلومات الاستخبارية بين واشنطن وموسكو من أجل تنسيق الضربات الجوية ضدّ «جبهة النصرة» جناح تنظيم «القاعدة» في سورية، ومنع سلاح الجوّ السوري من مهاجمة جماعات «المعارضة المعتدلة».

وقد عبّرت دول أوروبية عدّة تشارك في التحالف ضدّ تنظيم «داعش» عن قلقها في شأن التعاون الاستخباري مع روسيا التي يصفونها بالشريكة غير الجديرة بالثقة في سورية. وبدورهم وصف عددٌ من المسؤولين العسكريين ومن مسؤولي الاستخبارات الأميركيين الخطة بالساذجة، وقالوا إن كيري يخاطر بالوقوع في الفخّ الذي نصبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشويه سمعة الولايات المتحدة لدى جماعات «المعارضة المسلحة المعتدلة» ودفع بعض مقاتليهم إلى أحضان «داعش» وغيره من الجماعات المتطرفة الأخرى.

ويقول حلفاء كيري في وزارة الخارجية والبيت الأبيض إن الخطة تمثل أفضل فرصة لتقليص القتال الذي يدفع آلاف السوريين ومعهم بعض مقاتلي «داعش» المدرّبين للتدفق إلى أوروبا، كما أن الخطة تمثل أيضاً فرصة للحفاظ على مسار سياسي، مؤكدين أنه لا بديل من العمل مع الروس في نهاية المطاف في سورية.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: التحالف الغربي يُعِدّ لعملية انتقامية ضدّ «داعش»

تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، إلى عملية نيس الإرهابية، مشيرة إلى أن باريس وواشنطن تنويان طرد «داعش» من الموصل، في وقت لا تزال المجموعات المحلية تتقاسم «تركة» الإسلامويين.

وجاء في المقال الذي نشرته الصحيفة أمس: أجبرت العملية الإرهابية في مدينة نيس السلطات الفرنسية على تمديد حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر أخرى. في غضون ذلك، يُعدُّ التحالف الغربي عملية انتقامية ضدّ «داعش»، ومن المحتمل أن تكون في مدينة الموصل العراقية، حيث يحتشد عدد كبير من مسلّحي التنظيم.

فقد التقى وزراء دفاع دول التحالف الغربي في واشنطن لمناقشة النتائج الأولية لمكافحة «داعش» ووضعِ خطة لتحرير مدينة الموصل حيث يتوقع ممثلو العراق والولايات المتحدة والأمم المتحدة أن تكون معركة تحرير الموصل معقدة، لكن تأخيرها سيخلق مشكلات كبيرة ومتعدّدة.

ومع أن بعض جوانب تطهير الموصل من الإسلامويين لا تزال تحت الدراسة، فإن الأمم المتحدة تستعد لأضخم عملية لتقديم مساعدات إنسانية خلال السنة الجارية. وفي وقت تقترب القوات العراقية من الموصل، يحاول سكان المدينة مغادرتها والابتعاد قدر المستطاع عن ساحة القتال. وهذا الأمر يدركه العاملون في الأمم المتحدة، ويؤكدون أن هؤلاء سيحتاجون إلى مأوى وطعام وماء وظروف صحية لمدة بين 3 12 شهراً، ارتباطاً بدرجة الدمار الذي سيلحق بالمدينة عند تحريرها.

ويقول مصدر دبلوماسي في بغداد رفض الكشف عن هويته إن الإسراع في تحرير المدينة مسألة منطقية، ولكن هناك خطورة في أن لا تفلح الأمم المتحدة في الوقت المناسب بتوفير المساعدات الإنسانية. أي عند ذلك سنواجه كارثة إنسانية. كما لا يستبعد حصول مشكلات سياسية في إدارة المدينة بعد تحريرها. وتكمن المشكلة في أن النازحين سيكونون من السنّة الذين يشعرون بالغبن في ظل الحكومة الشيعية في العراق. من جانبه، اعترف مصدر في مجلس أمن إقليم كردستان، بأن احتمال حصول المواجهات بين السنّة والشيعة في المدينة بعد تحريرها كبير جداً. وبحسب قوله، ينوي رئيس وزراء العراق حيدر العبادي تعيين شخص عسكري محافظاً للمدينة بعد تحريرها.

وأعرب مصدر مجهول في البنتاغون عن شكوكه بقدرة القوات العراقية على تحرير الموصل من دون مساعدة مديدة وجوهرية من جانب قوات البيشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي. وقد يكون لهذا الخليط العرقي والديني تأثيره السلبي في المصالحة بعد طرد «داعش» من المدينة.

فهذه المجموعات يوحّدها عدوّ مشترك، وتفرّقها وجهات نظر ومواقف مختلفة في شأن تسوية الصراع. أي بمعنى آخر، سيكون على بغداد التفكير بكيفية تلبية كل طلبات سكان ثاني أكبر مدينة عراقية، التي يقطنها مزيج متفجر من العرب السنّة والأكراد والتركمان وغيرهم. «داعش» سيخرج، ولكن المشكلة تبقى.

من جانبه، يقول رئيس معهد الدين والسياسة آلكسندر إيغناتينكو، إن تحرير الموصل لا يزال بعيداً، لأن أمام اشتراك الأكراد والحشد الشعبي والجيش العراقي في العملية عراقيل عدّة، بغضّ النظر عن القدرات القتالية للجيش العراقي، الذي بدعم من الحشد الشعبي كما يقال حرّر مدينة الفلوجة من «داعش». لكن الجيش في الواقع خلَّف جيوباً حليفة لـ«داعش» من العشائر السنّية. مقابل هذا، ترى العشائر السنّية و«داعش» في الحشد الشعبي قوة ضاربة لإيران، إضافة إلى أن جزءاً من الحشد الشعبي لم يشارك في تحرير الفلوجة. وهذه الوحدات التي يقودها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، لا يُتوقع مشاركتها في تحرير الموصل تحت قيادة أميركية. فقد أعلن الصدر أن العراقيين، يقصد الشيعة، سيقاتلون ضد القوات الأجنبية.

وبحسب قول إيغناتينكو، فإن هناك اهتماماً بالموصل من جانب الأكراد الذين يحتمل أن تكون الولايات المتحدة قد وعدتهم بـ«ضمّ المدينة إلى إقليمهم». وهذا ما تعلمه الأطراف المشاركة في عملية تحرير الموصل كافة. لذلك فإن آفاق هذه العملية غامضة ومحزنة.

أما ممثل الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول، فأعلن أن باريس وواشنطن تحضّران لهجمة منسّقة على الموصل ضدّ «داعش». وبحسب قوله، فإن هذه المسألة بالذات كانت موضع نقاش بين وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان مع الجانب الأميركي. كما ذكر أن القوات الفرنسية الخاصة تقاتل في ليبيا ضدّ الإسلامويين. ولكنه لم يتمكن من تأكيد مقتل اثنين منهم كما ذكرت صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية. ولكن بعد مضيّ بعض الوقت، أكدت وزارة الدفاع الفرنسية مقتل ثلاثة من أفراد القوات الخاصة في ليبيا لا اثنين.

في وقت تفكّر واشنطن بمصير الموصل وتضع الخطط للقضاء على الإسلامويين، تعيش فرنسا حالة طوارئ حيث وافق البرلمان الفرنسي على تمديد حالة الطوارئ التي أعلنت في البلاد بعد العمليات الإرهابية في باريس في تشرين الثاني عام 2015، مدة ستة أشهر أخرى بعد العملية الإرهابية في مدينة نيس.

وقال رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس في كلمة له أمام البرلمان إن عمليات إرهابية أخرى ستقع وسيموت أبرياء. أما الرئيس فرانسوا هولاند، فإنه أمر باستدعاء 10 آلاف من الاحتياط. أي اضطرت السلطات الفرنسية إلى الاعتراف بعدم قدرتها على مواجهة التهديدات الإرهابية، على رغم تعهّداتها بأخذ العبرة من العمليات الإرهابية السابقة.

«غارديان»: على أوروبا التحكّم في أعصابها أمام أجواء العنف والخوف الأخيرة

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً افتتاحياً تدعو فيه أوروبا إلى التحكّم في أعصابها أمام أجواء العنف والخوف الأخيرة.

وتقول «غارديان» إن أوروبا الغربية، مقارنة بالمناطق الأخرى في العالم، تتميز بالأمن والأمان، ويزداد هذا الأمن والاستقرار كلما اتجهنا إلى دول شمال أوروبا، ولذلك هي مقصد المهاجرين واللاجئين.

وتذكر الصحيفة أن النرويج مثلاً سجلت في سنوات ألفين معدل 30 جريمة قتل في العام، بينما شهدت الولايات المتحدة 15 ألف جريمة قتل في الفترة نفسها.

وفي عام 2011 قتل أندر بريفيك 77 شخصاً في هجوم قرب أوسلو، ثم عادت معدلات الجريمة في النرويج في السنوات التالية إلى مستوياتها المنخفضة.

ولكن الهجمات الأخيرة في أوروبا الغربية نشرت، بحسب «غارديان»، أجواء من الخوف والعنف.

وتقول الصحيفة أن هذه الهجمات لها تأثير مشترك وهو زرع خوف حقيقي بين الناس على سلامتهم الشخصية، وإثارة الجدل والأجواء المشحونة، لأنها عشوائية، وليست رداً على استفزاز الضحايا، ثم لأنها غالباً ما ترتبط بالمتشددين الإسلاميين.

ولكنها تستهدف دولاً مختلفة من حيث التقاليد والسياسة، ففرنسا مثلاً فيها رئيس ضعيف سياسياً، وهي حالياً تتدخل عسكرياً في أفريقيا، وتعرضت لسلسلة من الهجمات في الفترة الأخيرة.

أما ألمانيا فتقودها مستشارة قوية وفتحت أبوابها للاجئين والمهاجرين، وهي معروفة بالتسامح، وإن كانت نسبة الاندماج فيها غير عالية.

وترى «غارديان» أن التهديد أصبح واحداً في أوروبا، لأن ملايين الأوروبيين اليوم سيتصوّرون أي هجمات على مركز تسوق أو على قطار في بلد ما، تحدث في بلادهم أيضاً. ويتخيّل الملايين أيضاً مواجهات دامية ضدّ الأجانب والمهاجرين.

وتدعو الصحيفة الحكومات إلى اتخاذ إجراءات وقائية، والتحكم في أعصابها حتى لا تزيد الأوضاع تأزماً.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: «ويكيليكس» يطعن أردوغان في الظهر

نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية تقريراً تطرّقت فيه إلى الوثائق التي نشرها موقع «ويكيليكس» عن تركيا، والتي تشير إلى أن العملية ضدّ «مخرج الانقلاب» غولن كانت تعدّ منذ سنوات.

وجاء في المقال: يقود أردوغان حملة واسعة بعد فشل المحاولة الانقلابية للتخلص من معارضيه، إذ أقصى خمسين ألف مسؤول في الدولة ومن الجنود ورجال الشرطة. وتطلب أنقرة من واشنطن تسليمها الداعية فتح الله غولن ما قد يوقع خلافاً جدياً بين الولايات المتحدة وتركيا. ويتضح من المراسلات التي نشرها موقع «ويكيليكس» أن أنقرة كانت تحضِّر لهذه الحملة وللمحاولة الانقلابية والتخلص من المعارضة منذ سنوات.

وعدت تركيا بالقضاء على حلفاء الإمام السابق غولن في الحركة الإسلامية «الخدمة» الذين تتهمهم في التخطيط للحركة الانقلابية. فقد قال رئيس الحكومة التركية بن علي يلديريم: هذه المنظمة الإرهابية ليست سوى دمية بيد الدول الأجنبية. لذلك سوف نقتلعها من جذورها.

ولكن الضربة إلى الحزب الحاكم جاءت من جهة أخرى. فقد نشر موقع «ويكيليكس» نحو 300 ألف رسالة إلكترونية مرسلة من نطاق «حزب العدالة والتنمية» التركي. وقد سُلّمت هذه الوثائق إلى الموقع قبل أسبوع من انطلاق المحاولة الانقلابية، وكان يخطَّط لنشرها في وقت متأخر ولكن نشرها تقرر بعد فشل المحاولة.

مؤسّس «حزب العدالة والتنمية» هو رجب طيب أردوغان وكان، يرأسه إبان رئاسته للحكومة التركية. وأول رسالة أرسلت عام 2010 وآخر رسالة يوم 6 تموز 2016. والجزء الأساس من هذه المراسلات يتضمن الشؤون الدولية، لا المسائل الداخلية الحساسة.

وقد اطّلعت «نيزافيسيمايا غازيتا» على جزء من هذه المراسلات، واكتشفت فيها حقائق مثيرة. فمثلاً تحوي هذه الرسائل قوائم بأسماء رجال الشرطة والعاملين في النيابة العامة والاستخبارات والمحافظين الذين يُشك في علاقتهم بفتح الله غولن، وكيفية تنحيتهم من مناصبهم تتضمن الرسائل مقترحات برفع دعاوى فساد بحق الشرطة . كما تتضمن الرسائل مناقشة تمويل غولن للصحف التي تنتقد السلطات من دون أن تتطرق إلى إيجابيات المسؤولين والسياسيين.

وبحسب رأي محرّر الرسائل، فإن غولن ليس سوى «محتال شرير» له علاقات مع «إسرائيل» حتى إنه يتعاون مع الموساد ويعمل لمصلحة الاستخبارات الأميركية. وأنه بنى كياناً داخل الدولة التركية، وأن أعوانه مندسّون في مؤسسات الدولة ويتنصّتون على المكالمات الهاتفية ويزوِّرون الوثائق ويشهِّرون بالسلطة. لذلك يقول أعضاء الحزب إن الحرب مستمرّة ولا مفرّ منها.

كما يتضح من هذه المراسلات أن مسألة تسفير غولن نوقشت لسنوات عدّة. ومن بين ذلك نوقشت كيفية اعتقاله في حال مغادرته الولايات المتحدة، كما نوقشت مسألة القيام بعمليات ضد أنصاره داخل تركيا وخارجها.

وتجدر الاشارة إلى أن المراسلات تضمّنت تفاصيل وطرق وخيارات التحضير للانقلاب على غرار كوبا، وميدان أوكرانيا، وأحداث جورجيا التي أوصلت ميخائيل سآكاشفيلي إلى السلطة. وكانت الفكرة الأساسية في هذه المراسلات «الديمقراطيون والعناصر التخريبية لا ينفصلون عن بعضهم» ولا حاجة إلى مجاملتهم.

وبعد فشل المحاولة الانقلابية، بدأت السلطات التركية حملة تطهير واسعة لـ«شبكة غولن» في البلاد حيث طُرد وفصل أو اعتقل نحو 50 ألف شخص من الشرطة والقضاة وحتى من المعلمين وأساتذة الجامعات. كما مُنع رجال العلم من مغادرة البلاد حتى إشعار آخر. وطُلب من 1577 عميد كلية تقديم استقالاتهم طوعاً وسحبت الشهادات من 21 ألف معلّم. كل هذا لاعتقاد السلطات بأن أنصار غولن بدأوا يسيطرون على هذا القطاع. كما أن حملة التطهير لم تكن مستغربة بين القضاة حيث كانت المحكمة قد ألغت قرار غلق المدارس التي لها علاقة بحركة غولن، وأخيراً أغلقت السلطات وسائل الإعلام التي تعاطفت مع الإمام غولن.

تشير صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إلى أن أنقرة طلبت رسمياً يوم الثلاثاء 19 تموز الجاري من الولايات المتحدة تسليمها فتح الله غولن. وقال وزير العدل التركي: لدينا إثباتات أكثر مما أنتم تطلبون. وقد أكد الجانب الأميركي تسلَّم هذا الطلب ولكن المتحدث بِاسم البيت الأبيض جوش إرنست قال: ليس واضحاً هل لهذا الطلب صفة رسمية أم لا؟ وكان أوباما قد ناقش يوم الثلاثاء مع أردوغان هاتفياً وضع فتح الله غول ووعد بتقديم المساعدات اللازمة في التحقيق بقضية الانقلاب، لكنه شدد على ضرورة اتباع المبادئ الديمقراطية في التحقيق. وكان غولن قد استنكر المحاولة الانقلابية وأعلن ألا علاقة له بها.

الخبراء من جانبهم يشكون في تلبية واشنطن طلب أنقرة. تقول نائبة رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية آنا غلازوفا: يمكن التأكيد بدرجة عالية أن واشنطن لن تسلّم غولن. لأنه شخصية مهمة ومعروفة في العالم وله نفوذ كبير. ورسمياً، سيتلخص العذر بأن أنقرة لم تقدم ما يكفي من إثباتات عن علاقة غولن بالمحاولة الانقلابية. لأنه منذ أن اختلف مع أردوغان، أصبح تقليداً اتهامه الاحداث السياسية كافة والتي تقع ضد السلطة في تركيا.

وبحسب رأيها، هذا الرفض سيؤدّي إلى تفاقم العلاقات بين البلدين.

«غارديان»: قَتل أميركا 85 مدنياً في سورية مرّ من دون ضجيج!

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن سرّ فزع العالم لمجزرة مثل نيس بينما تجاهل مقتل نحو 85 مدنياً بنيران الطائرات الأميركية في الوقت ذاته تقريباً.

وتحت عنوان «الوسيلة الوحيدة لإنهاء معاناة السوريين أن يكفّ الغرب عن التدخل في الشرق الأوسط»، كتب ليندسي جرمان في عدد الصحيفة الصادر أمس يقول: تعدّ قرية توخار الواقعة قرب مدينة منبج في شمال سورية موقعاً حديثاً لأعمال القتل الجماعية التي تشهدها الحرب التي لا تنتهي في سورية.

وأضافت الصحيفة أن مقتل ما لا يقل على 85 مدنياً من جرّاء الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية يومَي 18 و19 من الشهر الجاري يعدّ تذكرة قاسية على ضراوة الحرب التي يدور رحاها الآن على الأراضي السورية والأعمال المروعة التي يتعرض لها المدنيون العاقلون في مرمى نيران الحرب.

وذكرت أن سكان قرية توخار تعرّضوا للقصف عن الطريق الخطأ حسبما يُزعم لأن هؤلاء المسؤولين عن قصفهم كانوا يعتقدون أنهم يستهدفون مقاتلي تنظيم «داعش» في المعركة من أجل السيطرة على مدينة منبج.

وأشارت الصحيفة إلى أن «هاشتاغ الدعاء من أجل سورية Prayforsyria» الذي ظهر لبرهة من الزمان على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أعرب عن مدى الفزع عمّا يحدث في سورية، لكن كثيرين يتساءلون عن السبب الذي أدّى إلى اختلاف ردّ الفعل العالمي على الهجوم الإرهابي الذي وقع في نيس في فرنسا عن الرد على الخسائر في الأرواح التي تتساقط في سورية. ففي وقت أدّى الهجوم في نيس ومن قبله الهجمات في فرنسا وبلجيكا وفلوريدا إلى تدفق في العواطف الجياشة على مواقع التواصل الاجتماعي وتغيير «البروفايل» في «فايسبوك» على صفحات المستخدمين للإعلان عن تعاطفهم مع الضحايا وأنهم يقفون قلباً وقالباً مع قضية الضحايا، فإن الحزن الذي تم الإعراب عنه حيال ضحايا القصف الأميركي في سورية اتسم بالصمت، وفي حالات كثيرة لم يكن له أي وجود في الأساس. ولا يتعلق الأمر هنا بتطبيق معايير مزدوجة، بل في اعتقاد سائد في المجتمع الغربي بأن بعض الأرواح هي أكثر أهمية من البعض الآخر.

وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنه ما لم يدرك الحكام الغربيون أن هذا النوع من الإرهاب هو نتاج الحرب وأنه يزدهر في ظلها وأن إنهاء الحروب في الشرق الأوسط هو الوسيلة الوحيدة لمنعه فسيستمر.

«فايننشال تايمز»: ثمن التطوّرات في تركيا وتأثيرها في المنطقة وعلى الأحداث في سورية

نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية تقريراً عن التطوّرات في تركيا وتأثيرها في المنطقة، وعلى الأحداث في سورية، تحديداً.

ويقول الكاتبان إيريكا سولومون وجيوفري داير، إن غلق محطة إنجرليك الجوية ساعات قليلة، عندما كانت السلطات تلاحق الضالعين في محاولة الانقلاب الفاشلة، تسبب في اضطراب الحملة على تنظيم «داعش» في سورية.

فقد استغل التنظيم تلك الساعات ليشنّ هجمات المليشيا الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة، وقتل العشرات من أفرادها، لأنها فقدت التغطية الجوية التي تنطلق من قاعدة إنجرليك في تركيا.

ويقول الكاتبان إن تركيا دولة محورية في الشرق الأوسط، وإن حلفاءها قلقون من أن الاضطرابات الأخيرة قد تجعل الحكومة تنشغل بالقضايا الداخلية عن قضايا المنطقة.

ويعتقدان أن تبعات انكفاء الحكومة التركية على قضايا البلاد الداخلية ستكون غير متوقعة وربما وخيمة. ويذكران أنّ قائد قاعدة إنجرليك، والمسؤول العسكري عن سورية والعراق من بين المعتقلين بتهمة الضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة.

ويرى آرون ستين، المحلل في مركز الأطلسي أن التعقيدات البيروقراطية التي يتسبّب فيها تسريح الآلاف من أجهزة الأمن والجيش ستثير مشاكل في التنسيق بين أعضاء حلف شمال الأطلسي ناتو .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى