أسئلة حول الاجتماع الوزاري في السعودية بشأن الأوضاع في سورية
حميدي العبدالله
عُقد يوم أمس الأحد اجتماع ضمّ وزراء خارجية الأردن ومصر والسعودية وقطر والإمارات العربية، وتحدّث بيان صادر عن الخارجية المصرية عشية الاجتماع أنّ الهدف الأساسي من هذا الاجتماع هو البحث عن حلّ سياسي للأزمة القائمة في سورية، والتصدّي لمخاطر التنظيمات المتطرفة، والنظر في حالة الاضطراب الحادّ في المشرق العربي.
هذا الاجتماع في توقيته، وفي مكان عقده، والعنوان الموضوع له، والأطراف المشاركة فيه، يطرح أسئلة كثيرة:
ـ السعودية وقطر كانتا ولا زالتا تعارضان أيّ حلّ سياسي للأزمة في سورية، وتقومان بدعم التشكيلات المسلحة الناشطة في سورية، بما في ذلك تنظيمات «القاعدة»، فما الذي يدفعها اليوم للعمل من أجل حلّ سياسي للأزمة في سورية؟
ـ السعودية ومصر تمثلان محوراً في مواجهة المحور الآخر الذي تمثله قطر، ومعروف أنّ الصراع بين مصر وقطر لا يزال قائماً، وفشلت كلّ محاولات إقناع قطر بمراجعة سياستها ووقف دعمها لجماعة «الإخوان»، فما الذي دفع مصر والسعودية إلى الجلوس على طاولة واحدة مع قطر لحلّ الأزمة سياسياً في سورية، في حين أنهما ترفضان الجلوس إلى طاولة واحدة لحلّ خلافتهما المعروفة؟
ـ معروف أنّ مصر والأردن يعتمدان إزاء الأزمة في سورية سياسة تختلف عن سياسة السعودية وقطر، فكيف يمكن إيجاد أرضية سياسية مشتركة بين هذين الطرفين، ومن الذي دفعهما إلى تناسي خلافاتهما الحادة للجلوس إلى طاولة واحدة والبحث معاً في حلّ سياسي للأزمة في سورية والنظر في إجراءات مواجهة التنظيمات المتطرفة؟
هذه هي الأسئلة الهامة التي يطرحها هذا الاجتماع، وقد تكون الإجابة على هذه الأسئلة غير قاطعة وتندرج في إطار طرح أسئلة أخرى:
ـ هل الولايات المتحدة والحكومات الغربية هي التي ضغطت على هذه الأطراف ودفعتها إلى تجاوز خلافاتها وتوحيد رؤاها في مواجهة الأوضاع في سورية، بعد أن يأس الغرب من إسقاط الدولة السورية وبعد تعاظم خطر التنظيمات الإرهابية ولا سيما تنظيم «داعش»؟
ـ هل المخاطر التي تهدّد الجميع، والتي جسّدها تصاعد نفوذ تنظيم «داعش» على وجه الخصوص وخروجها عن السيطرة هو الذي وفر الأرضية السياسية المشتركة لعقد مثل هذا الاجتماع ليكون الخطوة الأولى على طريق محاصرة التنظيمات الإرهابية والحدّ من تقديم الدعم لها، حتى وإنْ كان من نتائج ذلك هزيمة التمرّد المسلح في سورية وانتصار الدولة السورية، على قاعدة دفع الضرر الأعلى بالنسبة لهذه الدول متمثلاً بضرر «داعش»، بالضرر الأدنى متمثلاً بالدولة السورية؟
أسئلة يصعب تجاوز طرحها في ضوء الانعقاد المفاجئ لهذا الاجتماع الذي ضمّ أطرافاً عربية رسمية متصارعة.