الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» تصرخ أولاً وتضغط لحلّ سياسي والجيش «الإسرائيلي» محبط

حسن حردان

في اليوم الخمسين من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ومعركة عضّ الأصابع والاستنزاف، بدت صورة المشهد واضحة لجهة تماسك الجبهة الداخلية الفلسطينية، التي تنضح بالصمود والمقاومة والتحدي المنقطع النظير في مواجهة العدوان وجرائمه المتواصلة من دون أن تظهر أيّ علامات على ضعف… لا شعبياً ولا سياسياً ولا عسكرياً.

اما على الجانب «الإسرائيلي» فقد ظهرت العديد من المؤشرات والوقائع على استنفاد طاقة المستوطنين المتطرّفين على تحمّل حرب الاستنزاف في المناطق الجنوبية من فلسطين المحتلة حيث بدأوا الرحيل عن مستوطنات الجنوب، والضغط على حكومتهم وجيشهم لإيجاد حلّ سريع يفضي إلى وقف إطلاق النار، وهذا ما تجسد بالآتي:

أولاً: بدء عملية نزوح جماعي للمستوطنين من المستوطنات وقد رضخت حكومة العدو لطلبهم وأمّنت لهم وسائل نقلهم من المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة إلى مناطق أقلّ تعرّضاً لسقوط الصواريخ.

ثانياً: ظهور حركة احتجاج وسط المستوطنين ضدّ استمرار حرب الاستنزاف، والمطالبة بتسوية سياسية لوقف الحرب، حيث يرى هؤلاء المستوطنون أن «إسرائيل» اكتشفت حدود قوّتها، وطالما أنها غير قادرة على احتلال غزة، لاعتبارات سياسية وعسكرية ودولية وداخلية، فإنّ الوضع القائم ليس خياراً ونريد حسماً عسكرياً أو سياسياً، والذي لم يجرّب حتى الآن هو الحسم السياسي الدائم.

هذا على صعيد المستوطنين، أما على صعيد الجيش «الإسرائيلي» فانه بدأت تسود حالة إحباط نابعة من الأمور التالية:

أولاً: الفجوة الهائلة المتزايدة بين ما يعتقد الجيش «الإسرائيلي» أنه ينجزه في المعركة، وبين رؤية المستوطنين لما يُسمّى بالإنجاز، والذي لا يعدو بنظرهم في أحسن الأحوال تعادلاً أو تفوّقاً بالنقاط.

ثانياً: الفشل في سحق المقاومة وعدم القدرة على إفقادها توازنها حيث نجحت في المحافظة على منظومة القيادة والتحكم ووتيرة القتال وإطلاق الصواريخ، بل زيادة أعدادها في اليوم، على الرغم من الهجمات المتواصلة للجيش «الإسرائيلي» وسيطرته على الأجواء.

ثالثاً: إحساس بالغضب يبلغ حدّ فقدان الأعصاب لأنّ الجيش «الإسرائيلي» هاجم وقصف، ومع ذلك فإنّ المقاومة هي التي ما زالت «تضع قواعد اللعبة والتحكم بحياتنا».

في ضوء هذه المعطيات فإنّ حكومة الاحتلال أوغلت في عدوانها في محاولة لقلب المعادلة التي لا تزال في غير مصلحتها، إذا ما قبلت الآن بهدنة وعادت إلى المفاوضات، ولهذا عمدت إلى تهديد كلّ منزل في غزة تطلق من منطقته صواريخ باتجاه المستوطنات بقصفه، وذلك في محاولة لتبرير استمرار ارتكاب جرائم جديدة والتدمير الممنهج للمنازل والأبنية والأبراج السكنية، ويعكس ذلك حالة الإفلاس التي بلغها العدو والتي تدفعه إلى زيادة تهديده للمدنيين في محاولة للضغط عليهم ودفعهم إلى الصراخ كما يصرخ المستوطنون.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ من تضعضع الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» وتسرّب اليأس والإحباط إلى داخل قيادة جيش الاحتلال، بل واكبه استمرار التخبّط السياسي والانقسام داخل الحكومة «الإسرائيلية»، حتى بات رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في وضع لا يُحسد عليه ويتعرّض لإطلاق النيران من داخل البيت، حسب تعبير رئيس حزب كاديما اسحاق هرتسوغ، في إشارة إلى الانتقادات الشديدة التي يوجهها وزراء في الحكومة إلى نتنياهو.

في هذا الوقت كشفت عملية تصنيع الصواريخ من قبل المقاومة عن مدى القدرات التي باتت تملكها المقاومة، والتي جعلت الحصار على غزة غير ذي فعالية لمنع المقاومة من التسلّح، فالمقاومة لم تعد تحتاج إلى استيراد السلاح وتهريبه إلى غزة، وأصبحت مكتفية ذاتياً من خلال تصنيع ما تحتاجه من ذخيرة الصواريخ التي تلعب دوراً مهما اليوم في معركة الاستنزاف.

وهذا ما بات يقلق قادة العدو ويضعهم في حيرة من أمرهم، فإذا استمروا في حرب الإستنزاف فإنّ الأمر قد يطول وهذا ينهك «إسرائيل» اقتصاداً ومستوطنين، وإذا رضخوا لشروط المقاومة لوقف النار يعني هزيمة سياسية كبيرة وانتصاراً مدوّياً للمقاومة ستكون له تداعيات على مجمل الصراع في المستقبل، أما إذا غامروا في اجتياح غزة فإنّ النتائج غير مضمونة وقد يواجه جيش الاحتلال مفاجآت كبيرة على غرار ما حصل له في عام 2006 في لبنان، وتكون عندها الخسارة «الاسرائيلية» أكبر على كلّ الصعد.

«إسرائيل هيوم»: «هجمنا وقصفنا واعترضنا وأحبطنا ولكن حماس ظلت تتحكّم بقواعد اللعبة وبحياتنا»

ناقش تقرير «إسرائيلي» التحديات التي وضعتها حركة حماس أمام «إسرائيل»، والتي تمثلت بالصواريخ والأنفاق والمفاجآت وقدرة قيادتها على مواصلة القيادة والتحكّم. وأشار التقرير إلى نجاحات متفاوتة حققتها «إسرائيل» في مواجهة هذه التحديات، ولكن رغم ذلك فإن النتيجة أنّ حركة حماس ظلت تتحكّم بقواعد اللعبة وبحياة «الإسرائيليين».

كما خلص التقرير إلى نتيجة مفادها أنه «لن يتحقق الهدوء في منطقة الجنوب، بدون إعطاء حركة حماس شيئاً تقدمه لسكان قطاع غزة»، وذلك في إشارة واضحة إلى مطالب المقاومة الفلسطينية في القطاع.

ولفت أيضا إلى حالة من الإحباط تسود قيادة الجيش «الإسرائيلي»، وذلك بسبب «الفجوة الهائلة بين ما يعتقد أنه قد أنجزه في القتال، وبين رؤية الجمهور الإسرائيلي إلى ما يسمى بـ«الإنجاز».

كما تبيّن من التقرير أنّ المعلومات الاستخبارية التي استند إليها القرار بمحاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام، لم تكن كافية، ولكن اتخذ القرار بتنفيذها في إطار البحث الإسرائيلي عن «صورة انتصار»، رغم أن «عمليات الاغتيال لا تحسم المعركة».

ويقول يوآف ليمو، في ملحق صحيفة «إسرائيل هيوم» «إن كلا الطرفين، إسرائيل وحماس بحثا عن صورة انتصار، في أعقاب انهيار وقف إطلاق النار، وفي ظلّ العودة المتوقعة للمحادثات في القاهرة».

وأضاف «إنّ حماس صوّبت باتجاه مطار بن غوريون في اللدّ، في حين صوّبت إسرائيل باتجاه القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف». وبحسبه فإنّ «إسرائيل عملت من خلال توقعات معلنة بالنجاح في عملية الاغتيال، ولكن اتضح أنّ المعلومات الاستخباراتية بشأنه لم تكن كافية، ورغم ذلك فقد اتخذ القرار بالمصادقة على استهداف منزل عائلة الدلو».

وتابع: «إنّ الميل الطبيعي هو الحكم على هذه العمليات بمنظار الإنجاز نجاح أو فشل ، ولكن الأمر يتطلب نظرة عميقة أكثر إلى الأجواء النفسية في عملية اتخاذ القرار، حيث أنّ الطرفين بحثا عن إنجاز ملموس يمكن من خلاله تبرير الحرب».

ولفت إلى أنّ «ما أحاط بقضية محاولة الاغتيال يثير شبهات بإمكانية أن يكون قد أصيب، ولكن ما أعطى إسرائيل الإنجاز المهم والملموس هو نجاحها في اغتيال رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم».

وعلى صلة، أشار الكاتب إلى «حالة الإحباط التي تسود الجيش. ويعود ذلك، إلى الفجوة الهائلة بين ما يعتبر في «الكرياه» في تل أبيب قد أنجز من قبل الجيش، وبين الطريقة التي ينظر فيها الجمهور «الإسرائيلي»، وأن ما «تعتقده هيئة الأركان على أنه نصر مدوّ لسنوات، فإنّ «الإسرائيليين» يعتبرونه تعادلاً أو تفوّقاً في النقاط في أحسن الأحوال، وكلاهما محرج»، حيث أنّ توقعات الجمهور من الحملات العسكرية تكون آنية، بدون أية جاهزية لتقبّل حقيقة أنّ الحياة مركبة أكثر من أسود أبيض»، وإلاّ فإنه على قيادة الجيش أن تقنع «الإسرائيليين» فرداً فرداً بما يُسمى «إنجازا».

وتابع «إنّ الجيش لم يعرف ولم يرد أن يحقق مطالب الجمهور، حيث أنه بالإمكان تدمير غزة من الجو وبالقصف المدفعي، كما بالإمكان شنّ حملة برية واسعة، ولكن ذلك يعني دماراً هائلاً بأضعاف مضاعفة عن الشجاعية إضافة إلى المئات من القتلى في وسط الفلسطينيين، وفي وسط الجنود الإسرائيليين أيضا».

ونقل الكاتب عن مصدر في هيئة أركان الجيش «الإسرائيلي» قوله: إنه «يجلس في هيئة الأركان أشخاص خدموا في الجيش أكثر من 30 عاماً، وفي حين يريد قادة الألوية التقدم إلى الأمام، فإنّ هيئة الأركان يجب أن تأخذ الاعتبارات الاستراتيجية والسياسية والإقليمية والإنسانية بالحسبان».

وتناول في مقالته كيفية مواجهة «إسرائيل» للتحديات التي وضعتها حركة حماس أمامها، وأولها الصواريخ، حيث قال: «إنّ حماس جهّزت نفسها بنحو 10 آلاف صاروخ، بينها مئات الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى. وأنه أطلق منها نحو 3500 صاروخ، تسبّبت بسقوط 3 قتلى، ولكن التأثيرات النفسية كانت أعمق بكثير خاصة أنّ أغلبية السكان في إسرائيل وقعت تحت تهديد الصواريخ طيلة الصيف».

أضاف «أما ثانيها فهي الأنفاق الهجومية التي أعدّت لتجاوز التفوّق العسكري الإسرائيلي»، وأنه «خلال الحرب البرية تمكّن الجيش من تدمير 32 نفقاً، بينها 14 نفقاً عبرت إلى داخل إسرائيل، ورغم ذلك فإنّ حماس نفذت من خلالها عدة عمليات قتل فيها 11 جندياً إسرائيلياً».

وأردف: أنه «على فرض أنه لا يوجد المزيد من الأنفاق، يمكن اعتبار ذلك موضوعياً على أنه نجاح تدمير 70 80 من الأنفاق ، ولكن على أرض الواقع فإنّ الجمهور يواجه أمرين، أولهما الخوف الطبيعي لسكان المستوطنات المحيطة بالقطاع من خروج مقاتلين فلسطينيين بشكل مفاجئ من تحت الأرض، وثانيهما هو أنّ هذه القضية التي لم تناقش في السابق تحوّلت فجأة إلى مسألة وجودية مثل البرنامج النووي الإيراني».

وقال: «أما ثالث التحديات فهو المفاجآت، حيث أن حماس وضعت خططا لمفاجأة إسرائيل، مثل الغواصين والطائرات بدون طيار والطائرات الشراعية والدراجات النارية، والتي كانت جزءاً من خطة استراتيجية سرية». وفي هذا السياق أشار إلى أن «الشاباك والجيش وأجهزة الرصد البرية والبحرية والجوية حققت نجاحات، على المستوى الموضوعي، بينما الجمهور يعتبر هذه النجاحات على أنها مفهمومة ضمناً».

وأوضح أنّ «رابع هذه التحديات هو القيادة والتحكم، حيث أنّ حركة حماس استخلصت العبر من «الرصاص المصبوب» و«عمود السحاب»، وتمكنت من مواصلة وتيرة القتال بالرغم من الهجمات المتواصلة للجيش، وبقي إطلاق الصواريخ على نفس الوتيرة، وتم استبدال مقاتلين أصيبوا بموجب خطة منظمة أعدّت مسبقاً، وإدخال قادة الحركة إلى الخنادق، وأداروا المعركة من هناك، عن طريق شبكة اتصال مشفّرة نشرت مسبقاً».

وقال الكاتب: «إن إسرائيل فشلت موضوعياً وعملياً، وبدون أية علاقة بشأن محاولة اغتيال محمد الضيف واغتيال القادة الآخرين، حيث أنّ عمليات الاغتيال لا تحسم المعركة، وإنما فقط تمنح الشعور بتحقيق إنجاز».

وخلص إلى أنه «بالنتيجة فإنه يسود كلّ شيء هناك إحساس مثير للغضب، وذلك لأننا اعترضنا وأحبطنا وهاجمنا وقصفنا، وفي نهاية المطاف فإنّ حماس هي التي تضع قواعد اللعبة، وهي التي تتحكّم بحياتنا».

وختم أنه «من الممكن أن يؤدّي تضافر الضغط العسكري مع ضائقة المدنيّين ونسيج العلاقات الدولية إلى بلورة عملية قد تغيّر الواقع في الجنوب، ولكن هذا الواقع لن يتغيّر بدون «إعطاء حركة حماس شيئاً تقدمه لسكان قطاع غزة. وأنّ هذا الواقع من الصعب استيعابه، ولكن تجنّب ذلك يبقي أمام إسرائيل بديلين، الأول تعميق الحرب على قطاع غزة حتى درجة حسم المعركة، أو الموافقة على العيش في ظل الاستنزاف، بحيث تكون حركة حماس هي التي تقرر بشأن افتتاح السنة الدراسية الجديدة أو عودة سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة إلى بيوتهم. ولذلك، يجب أن يكون الهدف الذي يبرر الثمن العسكري والمدني هو تسوية تضمن الهدوء لسنوات في الجنوب».

«هآرتس»: نزوح جماعى وحكومة تل أبيب تخلي المستوطنات المتاخمة لغزة

شهدت المدن والمستوطنات «الإسرائيلية» فى المنطقة الجنوبية من فلسطين المحتلة المتاخمة لقطاع غزة موجات نزوح جماعية للسكان بعد تزايد عدد الصواريخ المنطلقة من قطاع غزة.

وقالت صحيفة هآرتس «الإسرائيلية»، «إن عملية إخلاء الإسرائيليين تجري تحت إشراف الحكومة من خلال سلطة «الطوارئ الوطنية، حيث تقوم بنقلهم من البلدات التي تبعد عن القطاع مسافة تصل حتى 7 كيلومترات، وهي مناطق المجالس الإقليمية «أشكول» و«سدوت نيجيف» و«حوف أشكلون».

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن «إسرائيل تسعى إلى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار لا يستجيب لمطالب التنظيمات الفلسطينية المتمثلة برفع الحصار عن قطاع غزة، حيث قال يعلون: «إن هدف إسرائيل هو إعادة حماس إلى طاولة المفاوضات فى القاهرة حسب الشروط التى تمليها إسرائيل، والحصول على وقف إطلاق للنار».

واستمع يعالون خلال زيارة قام بها برفقة رئيس الأركان الإسرائيلى، بينى جانتس، إلى مدن محيط غزة التى تتعرّض لقصف عنيف منذ أيام، لشكاوى رؤساء البلدات التى بات بعضها فارغاً تماماً من السكان كـ»ناحال عوز» و «شاعر هنيجيف» و«أشكول» بعد تصاعد القصف الصاروخى، فيما يتوقع أن يتمّ إخلاء مستوطنة «عاين ها شلوشا» ومستوطنات أخرى».

وقال يعلون: «لا توجد تعليمات لإخلاء السكان، لكن من يريد المغادرة سيحصل على المساعدة من الجيش»، فيما أجرى وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهارونوفيتش، زيارة مماثلة واستمع إلى شكاوى السكان الذين أعربوا عن رغبتهم بمغادرة المنطقة».

وكان قد أصيب مستوطن «إسرائيلي» بجروح ولحقت أضرار بسيارات بسبب سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة فى إحدى بلدات المجلس الإقليمي «أشكول»، امس الأحد، فيما سقط صاروخان في منطقة «أشكول» الساعة التاسعة من صباح أمس، واعترضت «القبة الحديدية» صاروخا أطلق من غزة في سماء مدينة أسدود صباح أمس».

«هآرتس»: الجيش «الإسرائيلي» يهدّد كلّ بيت في غزة تطلق من منطقته الصواريخ

في تأكيد على عزمه على ارتكاب جريمة حرب جديدة، هدّد رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو، سكان القطاع بأنّ جيش «الإسرائيلي» سيقصف مناطق سكنية، مستخدما الحجة «الإسرائيلية» الممجوجة بأن فصائل المقاومة تطلق الصواريخ من مناطق مأهولة.

وقال نتنياهو في بداية اجتماع حكومته الأسبوعي، أمس الأحد: «أدعو سكان غزة إلى إخلاء أنفسهم فوراً من أماكن تنفّذ حماس منها أعمالاً إرهابية».

وذكرت صحيفة «هآرتس» «إن الجيش الإسرائيلي غيّر سياسة ردود الفعل التي ينتهجها حيال إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، وهدّد بأنّ كل بيت في قطاع غزة يتمّ إطلاق صواريخ من منطقته، سيتعرّض لأضرار من نيران الجيش الإسرائيلي»، وكأنّ جيش الاحتلال لم يستهدف بشكل متعمّد طوال الأسابيع الماضية من الحرب العدوانية منازل المدنيين وقتل الأطفال والنساء والمدنيين عموماً من أجل تحقيق مفهومه الأمني الذي يسمّيه «الردع».

«يديعوت أحرونوت»: غانتس هرب من الجنوب بعد سقوط صواريخ

في سياق احتجاج المستوطنين على أداء القيادة «الإسرائيلية»، التي تطالبهم بالصبر من دون وضوح حيال مستقبل الحرب، كتب أحدهم، ويدعى يانون بن دافيد، في موقع «يديعوت أحرونوت» الالكتروني، أنه «إذا كان مسموحاً ليعلون بأن يهرب، فدعونا نهرب نحن أيضا».

وأضاف بن دافيد «إن رئيس أركان الجيش «الإسرائيلي»، بيني غانتس، وصل إلى منطقة الجنوب يوم الجمعة الماضي، لكنه غادر المكان بسرعة بعد سقوط صواريخ».

وتابع أن «الاستخفاف الذي نلقاه من السلطات استمر ظهر يوم السبت أيضا، عندما بقيت أنا وأصدقائي ننتظر لقاء مع وزير الأمن يعلون. وبعد طول انتظار فهمت أن الوزير لن يحضر إلينا لأنّ حراسه منعوه من ذلك».

وكتب بن دافيد أنه «إذا كان الوزير الذي ترافقه حاشية مسلحة ويتنقل بسيارات محصّنة اختار عدم المجيء خشية أن يصاب، فماذا سيقول السكان البسطاء؟ والشعور هو أن الوزير هرب لأن المكان خطير. وإذا كان المكان خطيرا، فليأخذونا كلنا من هنا. ضعونا في فندق، أو اهتموا بأن ينتهي القتال، لأننا نحصل على الرمل والماء فقط».

«هآرتس»: حركة احتجاج للمستوطنين تطالب بتسوية سياسية لوقف الحرب

أقام مستوطنون في جنوب فلسطين المحتلة حركة احتجاج جديدة ضدّ استمرار حرب الاستنزاف، الناجمة عن العدوان «الإسرائيلي» على قطاع غزة، تطالب بتسوية سياسية لوقف الحرب، فيما طالب آخرون بتمكينهم من الهرب من بلدات في الجنوب «إذا كان يعلون نفسه قد هرب»، في إشارة إلى امتناع وزير الأمن، موشيه يعلون، عن زيارة هذه المستوطنات.

وذكرت صحيفة هآرتس، أمس الأحد، «إن بضع عشرات من سكان تلك المستوطنات، انضمّ إليهم عشرات من الوسط، تظاهروا خلال يومي الجمعة والسبت، أمام المقرّ الرسمي لإقامة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، مطالبين بوقف حرب الاستنزاف بين إسرائيل وفصائل المقاومة في القطاع».

وتطلق حركة الاحتجاج الجديدة على نفسها اسم «الحركة من أجل مستقبل النقب الغربي». والنقب الغربي هي المنطقة الأقرب من قطاع غزة والأكثر تعرّضا لصواريخ المقاومة.

وجرت التظاهرة أمام منزل نتنياهو تحت عنوان «بيبي تعال إلى هنا» من أجل التحدث مع السكان. وطالب أعضاء حركة الاحتجاج الجديدة بإسماع صوت مختلف عن الأصوات التي تتعالى في «إسرائيل» وتبرزها وسائل الإعلام والداعية إلى سحق فصائل المقاومة.

ونقلت الصحيفة عن «ميخال كورين، من كيبوتس «ميفلاسيم» القريب من القطاع، الغاية من وراء إقامة حركة الاحتجاج الجديدة»، هي القول إنّ «الرسالة التي تتعالى في غالب الأحيان بأن «اسحقوهم» هي أمر تحبه وسائل الإعلام».

وأردفت كورين أن «هذه الرسالة أقلّ تعقيدا وأكثر استيعاباً في أوقات الحروب. ورسالتنا تعكس إدراكا للمحيط والوضع. فقد اكتشفت إسرائيل حدود قوّتها، وحقيقة هي أنه لا يتم احتلال غزة. ويتضح أن هذا ليس هو الحل، لأسباب سياسية، عسكرية، دولية أو سياسية داخلية، فإذن علينا التفكير بأمر آخر. والواضح هو أن الوضع القائم ليس خياراً، ولن نوافق على ذلك».

وأضافت كورين «نحن نريد حسما، عسكريا أو سياسيا. وأن ما لم يجرّبوه حتى الآن هو حسم سياسي دائم».

وحذّرت كورين من أنه «في حال استمرار الحرب فإنه لا شك لدي في أن السكان سيبدأون بمغادرة بلدات الجنوب».

وطالب المتظاهرون من «الحركة من أجل مستقبل النقب الغربي» نتنياهو بالحضور إلى النقب والتحدث مع السكان لكي يوضح لهم سياسته. كذلك طالبوا بالإعلان عن منطقة سكنهم أنها «منطقة تحت حالة طوارئ» وتفعيل خطة لنقلهم خارج هذه المنطقة.

«يديعوت أحرونوت»: موفاز يقول إن حماس جرّت «إسرائيل» إلى حرب استنزاف

اعتبر وزير الأمن ورئيس أركان الجيش «الإسرائيلي» الأسبق، عضو الكنيست شاؤول موفاز، أمس الأحد، «أن حركة حماس جرّت إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها بها».

وقال موفاز لموقع صحيفة يديعوت أحرونوت الالكتروني، إن «هذه حملة عسكرية طويلة. ولقد جرّتنا حماس إلى حرب استنزاف مستمرة منذ 50 يوما تقريبا».

وأضاف، رئيس حزب كديما الممثل بنائبين في صفوف المعارضة في الكنيست، أن «إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بأن تكون في حرب استنزاف ضد منظمة «إرهابية». وينبغي أن تكون هناك سياسة أكثر وضوحا تجاه سكان الجنوب».

وتابع موفاز «إن على إسرائيل النظر إلى ما بعد الحرب على غزة»، وقال: «إن التركيز يجب أن يكون على اليوم الذي يلي الحرب . ولا يمكن العودة إلى سياسة الجولات القتالية ويجب الحسم بوساطة نزع السلاح سلاح المقاومة مقابل الترميم أو من خلال حملة عسكرية برية».

وادعى موفاز أنه «توجد لدى الجيش الإسرائيلي أدوات لوقف إطلاق قذائف الهاون الفتاكة، التي ألحقت بنا أضراراً بالأنفس أكثر من الصواريخ، ولذلك فإنه إذا لم يكن بالإمكان وقف ذلك بطريقة أخرى واستوجب الأمر عملية برية، فإنه يجب تنفيذ ذلك».

ومضى قائلاً: «إن على حكومة إسرائيل إنهاء الحرب. وقبل عدة أيام انتقلوا إلى سياسة الاغتيالات. والقيمة المضافة لذلك إبان الحرب كبيرة جدا، وهي تحدث هناك في غزة عدم قدرة على الرد» بحسب زعمه.

وتابع «إن صندوق أدوات الجيش الإسرائيلي ما زال كبيرا، وبإمكانه تقديم توصيات للكابينيت. ويجب أن تكون هناك غاية استراتيجية، يتم تحقيقها بواسطة ترميم الردع والضغط السياسي».

وانتقد موفاز أداء الكابينيت قائلاً: «إني لا أذكر فترة هاجم فيها وزراء الكابينيت قرارات الكابينيت وتحدثوا حول ما ينبغي فعله أو عدم فعله. وأعتقد أنّ هذا يحدث عندما يكون هناك أعضاء كابينيت غير مجرّبين ويعبّرون عن موقف يبدو أمنياً في مواضيع حربية، وهذا أمر يحظّر حدوثه».

وقال: «أدعو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى تنظيم الوضع لأنني لا أذكر مثل هذه التسريبات».

«واللا»: هرتسوغ: لا أحسد نتنياهو والمشكلة أنهم يطلقون النار عليه من داخل البيت

قال رئيس حزب العمل والمعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ، لموقع «واللا» الالكتروني، إنني «لا أرى كيف ستتمكن هذه الحكومة من العمل بعد العملية العسكرية، ويبدو أننا سنذهب إلى انتخابات مبكرة».

وأضاف هرتسوغ «أنني لا أحسد رئيس الحكومة. والمشكلة الحقيقية هي أنهم يطلقون عليه النيران من داخل البيت» في إشارة إلى الانتقادات التي يوجهها له وزراء في الكابينيت. وقال: أشعر بأني أدعم الحكومة أكثر من وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ووزير الاقتصاد نفتالي بينيت».

واعتبر هرتسوغ «أن نتنياهو منح خلال السنوات الخمس الأخيرة، منذ توليه رئاسة الحكومة، «فرصة لحماس أكثر من أبو مازن، برفضه الدخول في مفاوضات سياسية حول حلّ الصراع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى