غندور: الأعراب في نواكشوط غياب وحكي و هروب
رأى رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي عمر عبد القادر غندور، أنّه «ما كان للقمّة العربية السابعة والعشرين المتواضعة في نواكشوط أن تنتهي بأحسن ما انتهت إليه من هزال وسخف وعجز، رغم أنّها اتّخذت من قضيّة فلسطين عنواناً فارغاً لا يرقى إلى الحدّ الأدنى من الجديّة وبغياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس».
و قال غندور في بيان أمس: «والأكثر مدعاة للضحك أن تندّد القمّة بالتدخل الإيراني في الشؤون العربية وتهديده للأمن العربي وتتجاهل التدخل التركي في العراق وسورية، والسعودي في اليمن والبحرين، والأميركي في العراق، والحلف الأطلسي في ليبيا، واحتلال الصهاينة لفلسطين وتهويد القدس وتهديد المسجد الأقصى واستجداء السلام المذلّ».
أضاف: «ولعلّ أكثر ما يزعج أصحاب الجلالة والفخامة والسموّ من هؤلاء الأعراب، تدخّل إيران في القضيّة الفلسطينيّة لنصرة المجاهدين بالسلاح والمال والأنفس، وهو ما لم يعمل «الأشقاء» العرب، ويحرِّمون على غيرهم القيام به. في محصلة هذا العجز العربي «القممي»، إنّ العرب أنفسهم لا يبالون بجديّة اجتماعاتهم وقممهم، وإنّ العالم لا يحترمهم ولا يقيم لهم وزناً لأنّهم خارج المنظومة الأمميّة الوازنة والمؤثّرة، وبات استبدالهم بغيرهم أمراً محتوماً بعد أن تولَّوا عمّا يجب أن يقومون به تصديقاً لقوله تعالى «وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم ٣٨ محمّد». وعن مثل ذلك قال الشاعر الراحل نزار قباني في قصيدته التي أوصى بنشرها بعد وفاته، ويقول في بعض مقاطعها:
من عالمي الجميل، أريد أن اقول للعرب، الموت خلف بابكم، الموت في أحضانكم، الموت يوغل في دمائكم، وأنتم تتفرّجون، وترقصون، وتلعبون، وتعبدون أبا لهب! والقدس يحرقها الغزاة، وأنتم تتفرّجون، وفي أحسن الأحوال، تلقون الحطب! أمضيت عمري أستثير سيوفكم واخجلتاه، سيوفكم صارت من خشب! وأنتم تتراقصون، فوق خازوق السلام! من رأسكم حتى الحذاء! ماذا أقول إذا سُئلت هناك، عن نسبي؟ ماذا أقول؟ سأقول للتاريخ أمّي لم تكن من نسلكم، وأنا ما عدتُ أفتخر بالنسب».