عبد السلام: مجزرة «الصراري» تؤكد صوابية مواقفنا

في جريمة حرب يندى لها جبين الإنسانية وعملية تطهير بربري تضاف إلى الرصيد الهائل من الجرائم، التي تنفذها قوىالعدوان السعودي في محافظة تعز خصوصاً واليمن عموما اقتحم المئات من قوات هادي قرية الصراري بمحافظة تعز بعد حصار دام لأكثر من عام، وأقدموا على هدم منازل القرية وإحراقها واختطاف أعداد كبيرة من ساكنيها بينهم أطفال وشيوخ، إضافة إلى من تمّ تهجيرهم طوال المرحلة الماضية جراء الحصار والقصف الذي استمر أكثر من أسبوعين متتاليين، كما أقدموا أيضاً على تفجير المساجد ونبش القبور وإحراق المكتبة الصوفية بالقرية، والتي تعتبر أكبر مكتبة علمية صوفية شاملة في تعز واليمن.

وفي السياق، أكد الناطق الرسمي بإسم حركة «أنصار الله» اليمنية محمد عبد السلام أنّ «الأسلوب الإجرامي الذي انتهجه المرتزقة في قرية الصراري في محافظة تعز يؤكد صوابية موقف الجيش واللجان في مواجهة هذه العناصر».

وفي تصريح له قال عبد السلام «أبلغنا الأمم المتحدة لأكثر من مرة بما يحصل من جرائم في الصراري و لكن للأسف لم يقدم هؤلاء أيّ شيء»، وأضاف «نعوّل على الله و على يقظة شعبنا و ندعو الجيش و اللجان للقيام بدورهم اتجاه ما يحدث». وختم عبدالسلام بالقول إنّ «ما حدث في الصراري يثبت أهمية أن نتمسك بالسلاح في مواجهة العدوان».

بدوره، تابع المجلس السياسي لأنصار الله الجرائم النكراء التي يرتكبها مرتزقة العدوان السعودي الأميركي، بحق أبناء قرية الصراري وما جاورها في محافظة تعز من قصف وقتل وترويع للنساء والأطفال، واختطاف للعشرات، وإحراق للمساجد والبيوت وغير ذلك من الممارسات الوحشية التي تأباها أخلاق وقيم الشعب اليمني، واعتبرها غريبة عنه، ورأى فيها تعبير عن مقاصد العدوان في إثارة الفتنة الطائفية والمناطقية بين أبناء الوطن الواحد، التي عجز عن إشعالها في الماضي بفضل يقظة أبناء الشعب اليمني العظيم وتفويتهم الفرصة لنجاح مخططاته الإجرامية.

وأدان المجلس السياسي واستنكر هذه الجرائم النكراء بأشد العبارات، واعتبرها «وصمة عارٍ تضاف إلى السجل الإجرامي للعدوان السعودي الأمريكي التحالفي ومرتزقته من الدواعش والفكر التكفيري وكل المنضوين تحت تحالف العدوان من الأحزاب السياسية، ويحملهم كامل المسؤولية عن هذه الجرائم وما سبقها في مشرعة وحدنان».

وتعليقًا على هذا الجريمة النكراء، أصدر الوفد الوطني لمشاورات السلام اليمنية في الكويت بيانًا رأى فيه أن «ما تم ارتكابه من قبل قوات هادي من القاعدة و«داعش» وأخواتهما بحق قرية الصراري وساكنيها من أعمال قتل وحرق وخطف وتهجير ونبش للقبور وتفجير للمساجد، لا يمكن أن يصفه واصف أو يسكت عليه بشر ما زال في قلبه ذرة من إنسانية أو ضمير».

وأضاف البيان أنّ «تلك الجرائم قد جسدت بحق الوحشية الآدمية في أبلغ صورها، وإنّ العدوان بمثل هذه الجرائم وعبر شذاذ الآفاق ومصاصي الدماء والقتلة المستأجرين يهدف إلى تفكيك النسيج المجتمعي وتعميق الانقسامات والنزعات المناطقية والطائفية، وإحداث شرخ عميق في جسد البنية المجتمعية، تسهل عليه احتلال البلد وتنفيذ مخططاته التمزيقية فيه».

وتابع بيان الوفد الوطني اليمني «لكن هيهات هيهات.. فالشعب اليمني وعلى مدى عام ونصف تقريباً من الصمود والثبات والوحدة أفشل كل مخططات العدوان ومؤامراته المتنوعة والمتلونة، ولايمكن لمثل هذه الأعمال التي تكشف قبح ما انطوت عليه نوايّا العدوان، إلا أنّ تزيد الشعب اليمني وعياً وصموداً وتماسكاً وتعاضداً وتلاحماً في مواجهة الشر، الذي يستهدف مستقبل البلد وأمنه واستقراره وسيادته ووحدة أبنائه، وستكون بإذن الله محطات استثنائية للشعب اليمني بكل فئاته ومكوناته وأحزابه للتزود بالقوة والوحدة في مواجهة مخططات التمزيق والتفتيت».

وأكّد الوفد أنه لطالما «حذرنا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي طوال الأيام الماضية، من وقوع هذه الجرائم في هذه القرية المسالمة الخالية من مقاتلي الجيش واللجان الشعبية، وطالبناهم بالتحرك العاجل لتفادي ما حدث اليوم، ولكن للأسف لم تحدث أيّة استجابة.. وعليه فإننا إذ نعبر عن إدانتنا واستنكارنا بأبلغ العبارات لتلك الجرائم الوحشية التي ارتكبت بحق قرية الصراري، وأبنائها فإننا ندين ونستنكر في نفس الوقت تقاعس الأمم المتحدة عن القيام بدورها، وتحمل مسؤوليتها في هذا الشأن خاصة أنها ترعى مشاورات السلام الجارية في الكويت، ناهيك عن رعايتها لاتفاق وقف الأعمال القتالية المعلن في العاشر من نيسان الماضي الذي لم يلتزم به العدوان ومرتزقته منذ اليوم الأول».

كما أكّد البيان الاحتفاظ «بحقنا في اتخاذ الموقف الذي نراه مناسباً خلال الأيام القادمة اتجاه هذا التصعيد الخطير، من قبل العدوان الذي يحظى بتواطؤ دوليٍ فاضح، مطالبين قبل ذلك الحين المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك الفوري للإفراج عن المختطفينن وإنقاذ ماتبقى من القرية وساكنيها، بالإضافة لسحب مجموعات المرتزقة المسلحة فوراً من قرية الصراري، ووقف كافة أعمال التصعيد العسكري في عموم اليمن».

إلى ذلك، قنصت وحدات من الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية 4 جنود سعوديين في رقابة ثيا وسهوة بمنطقة الربوعة في عسير، وجندياً آخر في منطقة الدفينية بالخوبة بجيزان. كما تمّ تدمير عربة برادلي سعودية في منطقة الدفينية بالخوبة في جيزان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى