موسكو تسعى إلى إرسال قافلة إغاثة ثانية إلى شرق أوكرانيا

رأت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كاثرين آشتون في اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بيوتر بوروشينكو في العاصمة البيلاروسية مينسك يوم 26 آب فرصة جيدة لتسوية النزاع الأوكراني.

وقالت آشتون في كلمة لها أمام المنتدى السياسي الأوروبي المنعقد في النمسا «لن أسهب في الحديث عن اللقاء المرتقب في مينسك، لكن هذه فرصة يجب عدم تفويتها».

وأشارت رئيسة دبلوماسية الاتحاد الأوروبي إلى أنها ستحاول إفهام أوكرانيا في اجتماع مينسك أن البلاد يجب أن تكون لها علاقات جيدة مع روسيا كما مع الاتحاد الأوروبي، وقالت «تحتاجون إلى علاقات جيدة مع جيرانكم الأوروبيين وتحتاجون أيضاً إلى علاقات جيدة مع جاركم الروسي. هذا ما سأحاول إيصاله إلى أوكرانيا في اجتماع مينسك».

جاء ذلك في وقت أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده أرسلت إلى الخارجية الأوكرانية مذكرة حول نية روسيا تجهيز قافلة مساعدات إنسانية جديدة إلى شرق أوكرانيا، مشيراً في مؤتمر صحافي عقده أمس، إلى أن موسكو تأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن إرسال القافلة الجديدة خلال الأسبوع الجاري، مؤكداً استعدادها للتعاون مع الصليب الأحمر الدولي.

وأعرب الوزير الروسي عن أمله في أن يتم توزيع المساعدات الإنسانية كما كان مقرراً، وأن يتمكن جميع المحتاجين من الحصول عليها. وقال: «إن الوضع حول إرسال قافلة المساعدات الروسية لم يكن سليماً، مؤكداً أن شاحنات القافلة حملت مساعدات إنسانية لا غير وعادت إلى روسيا فارغة.

وأكد لافروف أن موسكو مستعدة للعمل على تسوية الأزمة الأوكرانية في أي إطار لمساعدة الأوكرانيين في التوصل إلى اتفاق فيما بينهم لكي يعيشوا في دولة واحدة على أساس احترام جميع الأقليات، لافتاً إلى ضرورة إقامة نظام لا مركزي وإعادة توزيع الصلاحيات من خلال المفاوضات وتحقيق التوافق في أوكرانيا.

وأعرب لافروف عن أمله في أن يفسح اجتماع مينسك المجال لتبادل الآراء حول آفاق تسوية الأزمة في أوكرانيا، بما في ذلك الأزمة الإنسانية، مشدداً على ضرورة تقديم مساعدات إنسانية من دون أية عوائق. مؤكداً ضرورة وقف إطلاق النار في أوكرانيا من دون شروط مسبقة، مشيراً إلى أن كييف لم تنفذ التزاماتها بهذا الشأن وفقاً لبيان برلين الصادر في 2 حزيران، مذكراً بأن الصليب الأحمر الدولي شدد على أن قصف المدنيين والمنشآت المدنية غير مقبول.

وأعلن وزير الخارجية الروسي أن القوات الأوكرانية ترتكب جرائم حرب بحق المدنيين في شرق أوكرانيا، لافتاً إلى أنه لم ير أي شيء من هذا القبيل في ممارسات الطرف الآخر. وأضاف أن مقاتلي قوات «الدفاع الشعبي» يقدمون مساعدات طبية للأسرى. وأشار إلى أن القوات الأوكرانية تضم كذلك مختلف الكتائب التي يمولها حيتان مال أوكرانيون وكذلك «القطاع الأيمن» المتطرف. وقال إن هناك كثيراً من المعلومات الكاذبة حول تدخل روسيا في أوكرانيا، وأضاف أن كييف أعلنت سابقاً تدمير قافلة عسكرية روسية من دون أن تؤكد ذلك أية مصادر مستقلة أو حتى الاستخبارات الأميركية.

وتابع الوزير الروسي أن بلاده تتحمل المسؤولية عن حماية الحدود، قائلاً إن اتهام روسيا بخرق الحدود من دون تقديم أية أدلة أمر غير مقبول، مشيراً إلى أن المراقبين الدوليين لم يسجلوا أية حالات لخرق الحدود الروسية الأوكرانية، وأن موسكو وافقت على اتخاذ إجراءات من أجل تعزيز المراقبة على الحدود، بما في ذلك تزويد بعثة المراقبين بطائرات من دون طيار.

وقال لافروف إن موسكو ترى أن الأطراف كافة فقدت اهتمامها بالتحقيق في حادث تحطم «الماليزية»، مشيراً إلى أن الجانب الروسي لا يزال يطرح أسئلة بهذا الشأن بمفرده عملياً، مؤكداً أن موسكو ستصر على معرفة حقيقة ما حدث مع الطائرة الماليزية وكذلك حيثيات مأساة أوديسا في 2 أيار وأحداث ماريوبل.

وفي السياق، أعلنت القوات الأوكرانية أنها قتلت نحو 250 من مقاتلي «الدفاع الشعبي» في شرق أوكرانيا وتمكنت من الاحتفاظ بمواقعها على رغم زيادة نشاط قوات دونيتسك.

وذكر المكتب الإعلامي للعملية الأمنية التي تجريها حكومة كييف في شرق البلاد أمس، أن القوات الأوكرانية تمكنت من تدمير 8 دبابات و10 مدرعات و3 منظومات من نوع «غراد»، و أكدت أن مختلف مواقعها وحواجزها في منطقة المعارك لا تزال تتعرض لقصف مستمر من قبل عناصر القوات المحلية.

يذكر أن قوات دونيتسك ولوغانسك أعلنت الأحد الماضي بدء هجوم مضاد أدى إلى محاصرة حوالى 7 آلاف من عناصر الجيش الأوكراني والحرس الوطني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى