قزّي: لرفع الحدّ الأدنى للأجور إلى مليون ومئتي ألف ليرة
افتتح المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب دورته العاديّة الأولى، صباح أمس، في فندق «رمادا بلازا»، في حضور وزير العمل سجعان قزي، رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي روجيه نسناس، المدير العام للضمان الاجتماعي الدكتور محمد كركي، رئيس المجلس المركزي رئيس اتحاد عمال مصر وعضو مجلس الشعب جبالي محمد المراغي، الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان غسان غصن، المدير العام لمنظّمة العمل العربيّة فايز المطيري، رئيس منظمة الوحدة النقابية الإفريقية أرزقي مرهود، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، رؤساء اتحادات النقابات العماليّة في سورية، العراق، الكويت، تونس، السودان، ليبيا، فلسطين، مصر والبحرين، أعضاء المجلس المركزي والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب.
المراغي
بعد النشيدين الوطني ونشيد الاتحاد الدولي لنقابات العمّال العرب، رحّب غصن بالحضور، ثمّ تحدّث المراغي الذي شكر للبنان، حكومةً وشعباً، هذا اللقاء، وقال: «إنّ التجمّع الهائل اليوم إن دلّ على شيء فعلى قوة العمّال العرب ووحدتهم وتماسكهم وقدرتهم على ألّا يكون هناك تفكيك ولا تفتيت للوحدة العمّالية العربية. وهذا الاجتماع للمجلس المركزي اليوم يثبت للعالم أجمع أنّ الوطن العربي وطن واحد مهما كانت الصراعات في بعض الدول العربية، هذه الصراعات التي صنعها الأعداء في الوطن العربي تزيدنا قوةً وتماسكاً، ولن ترهبنا أيّ فتن أيّا كان نوعها في دولنا العربية. العرب قوة وسيظلّون قوة متماسكة، قادرين على أن نحمي أوطاننا وأن نكون يداً واحدة، وعندما نقول الوطن العربي نقول الدولة العربيّة. نحن دولة واحدة ضدّ الطغيان والعدوان، وإن شاء الله سنجتمع قريباً في مجلس مركزيّ في سورية الحبيبة، وكلّنا أمل، وأقول إنّ قوتنا في وحدتنا فنحن متماسكون وسنبقى كذلك».
قزي
ثمّ كانت كلمة للوزير قزي، قال فيها: «أمس التقى القادة العرب في قمّة عربية لم تختلف مقرّراتها عن مقررات أول قمّة عربية انعقدت في الأربعينات، كلام بكلام فيما الحروب تجتاح عالمنا، والأزمات تضرب أنظمتنا، والفقر يجتاح مجتمعاتنا، والإرهاب يهدِّد أمننا وسلامنا».
وأضاف: «يُفترض بالاتحاد الدولي للعمّال العرب، الذي أصبح الصديق غسان غصن رئيسه، أن يبادر إلى إنشاء حركة نضاليّة عمّالية جديدة لا تقليديّة في العالم العربي عبر مقاربة جديدة لقضايا العمل والعمّال في ضوء الأحداث الكبيرة التي تعصف بعالمنا العربي».
ولفتَ إلى أنّه «سبق للبنان أن مرّ منذ السبعينات بما يمر به العالم العربي اليوم، ووصلنا إلى نتيجة بأنّ لا شيء يمكن أن ينقذ الدول سوى وحدة شعوبها، ولكن الكلمة الأكثر استعمالاً في عالمنا العربي هي الوحدة، ولكن للأسف الكلمة الأكثر تنفيذاً على الأرض هي التفتيت والقسمة»، وقال: «هناك فارق بين الشعارات والواقع، ولن نخرج من هذه الازدواجية إلّا بتلاقي الأفعال مع الشعارات، والشعارات مع المبادئ، والمبادئ مع الأخلاق».
ورأى أنّ «وراء كل أزمة سياسيّة أزمة أخلاقيّة قبل أن تكون أزمة عقائديّة أو اقتصاديّة أو أمنيّة أو عسكريّة»، وقال: «التغيير لا يكون بالبندقية إنّما بالأخلاق»، لافتاً إلى أنّ «أزمات العالم الحديث هي أزمة أخلاق، وقد بدأت هذه الأزمات بالابتعاد عن القِيم، والابتعاد عن القِيم يبدأ بالابتعاد عن القِيم الروحية، والابتعاد عن القِيم الروحيّة يبدأ بتحويلها من كتب سماويّة إلى مفاهيم شيطانيّة».
ودعا إلى «رفض هذه الحالة التي يتخبّط فيها عالمنا العربي، هؤلاء المنحرفون خرّبوا لبنان وفلسطين وسورية والعراق والأردن ومصر وتونس واليمن، والآتي أعظم».
وقال: «إنّنا في لبنان نعيش أزمة بطالة كبرى كانت نسبتها بين عامي 2010-2011 ما بين 10,3 و11 في المئة وأصبحت اليوم 25 في المئة، والسبب ليس الأزمة الاقتصادية التي عرفناها في السابق، بل النازحون السوريّون، الذين اضطرتهم الحرب ليأتوا إلى لبنان الذي فتح لهم الحدود والمدن والقرى والأحياء والبيوت لاستضافتهم».
ودعا إلى «إيجاد حلّ لموضوع النازحين، ليس من أجل لبنان بل من أجل سورية، لأنّ هناك مخطّطاً لتفريغ سورية من سكّانها كما كان هناك مخطط لتفريغ لبنان. وحين تقترح تركيا تجنيس النازحين السوريين، فهل تظنّ أنّها تحترم شعب سورية وكيانها ووحدتها؟».
ورأى أنّ «عودة النازحين إلى سورية ممكنة عبر مناطق آمنة داخلها، محميّة من الأطراف المعنيّين كافة».
وأشار إلى أنّ «أزمة البطالة في لبنان ترافقها أزمة أجور، إذ لا يجوز في هذه الظروف أن يبقى الحدّ الأدنى للأجور 675000 ألف ليرة لبنانية، بل يجب أن يكون هدفنا في أول فرصة تسمح بها الحالة الاقتصادية أن يصبح الحدّ الأدنى للأجور لا يقلّ عن 1200000 ليرة. لا يستطيع المواطن اللبناني أن يعيش بـ 400 دولار في الشهر، فالحدّ الأدنى للأجور بنسبته الحالية هو الباب الواسع نحو الفساد والرشوة والسمسرة والفقر والإرهاب والعنف والمخدِّرات، وضرب الطبقة المتوسّطة التي هي أساس لبنان».
وأكّد أنّ «تحسين الحدّ الأدنى للأجور يتطلّب وجود دولة، ووجود هذه الدولة يكون أولاً بانتخاب رئيس للجمهورية الذي يتطلّب اكتمال النصاب في مجلس النوّاب بحضور كل نوّاب الأمة»، معتبراً أنّ «قيامة الدولة ضرورية، ليس فقط للسيادة والاستقلال وللحياة السياسيّة والدستوريّة، بل للقضايا العمّالية أيضاً، لأنّه لا سياسة من دون حق للعمال، ولا عمال من دون حياة فيها الحدّ الأدنى من السعادة وإمكانات الحياة الراقية».
غصن
وجدّد غصن الترحيب بالمشاركين «في هذا الملتقى الذي لم يقل فيه إلّا أنّه انتصار للحركة النقابيّة العربية في وحدتها، والتأكيد أنّ العمّال العرب هم قادة الوحدة، لا بل بهم تنتصر الوحدة العربية، ومعهم تقوم قيامة هذا الوطن من أجل العزّة والرفعة والإنماء والاستقلال والرّفاه الاجتماعي والعدالة الاجتماعيّة».