حمّود: المقاومة تنتصر فلماذا الضعف أمام «الإسرائيليّ»؟

تساءل الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمّود، في موقفه الأسبوعي أمس «ما الذي يدعو دولة مثل السعودية للتفاوض والاستسلام؟ ما الذي قدّمته للقضيّة الفلسطينيّة وأيّ حرب خاضتها؟ وماذا خسرت من مرحلة الحرب النظريّة مع العدو الصهيوني؟ هذا السؤال الذي يطرح نفسه بشكل حثيث: لماذا هذا التطبيع السعودي مع الكيان الصهيونيّ، وإلى أين يمكن أن يصل السعوديّون؟».

وأضاف: «الطامة الكبرى أنّهم يستخدمون منطقاً هو أنّ على العرب أن يستعينوا بـ«إسرائيل» ومَن وراءها خوفاً من المشروع الفارسي الشيعيّ التوسعيّ، والأشدّ أسفاً أنّ هناك جمهوراً يصدّق مثل هذه الترّهات، ومن «التطبيع» السعودي إلى التطبيع «الإسلامي»، فبعد رسالة محمد مرسي التي قدّم فيها ما يشبه الولاء لـ«إسرائيل»، نسمع أنّ نائب رئيس حزب النور في مصر نادر بكّار التقى الوزيرة «الإسرائيليّة» السابقة تسيبي ليفني في أميركا، بعدما بالغ في رجائها قبول اللقاء. وعندما عاد كُرِّم مع عدد من المُكرَّمين، وقال حزبه «الإسلامي» إنّه التقى الوزيرة الصهيونية بصفته طالباً في أميركا، ولم يلتقها بصفته مسؤولاً في الحزب «الإسلامي» المذكور، وهو بالتأكيد تبرير لا يُقنع إلّا البسطاء».

وتابع: «قبل ذلك، تقوم الأنظمة العربيّة بتكريم الرجل الذي غطّى مصريّاً وعربيّاً العدوان على غزة أواخر العام 2008، عنيت وزير الخارجية المصرية وقتها، بحيث أُعلنت الحرب على غزة بوجوده ومن مكتبه. الآن يُكرَّم بأن يصبح أميناً عاماً للجامعة العربية ليترأّس أسوأ قمّة في تاريخ العرب، حيث لم يروا إلّا التدخّل الإيراني في الشؤون العربية – ذلك مبلغهم من العلم – بحيث يطرح السؤال نفسه: أين ثورة 25 يناير كانون الثاني 2011، وأين ثورة 30 يونيو حزيران 2013؟ هل قامت كل هذه الثورات العربية ليأتي واحد من أدوات حسني مبارك ليصبح أميناً عامّاً للجامعة العربيّة؟ وليُنظِّر علينا في الوطنيّة من المنظور الصهيوني؟».

وقال: «الشعب المصريّ يرفض التطبيع، ولقد طُرد النائب المصري من البرلمان لأنّه استقبل السفير «الإسرائيلي»، والفلسطينيّون في أوج مقاومتهم المتجدّدة الصامدة المتطوّرة … والمقاومة في لبنان أصبحت هاجساً لدى «الإسرائيليين»، المؤامرة تندحر في سورية والعراق، نحن اليوم نحتفل بتحرير حلب واندحار المؤامرة: سورية انتصرت على مؤامرة عالميّة، لماذا الضعف أمام «الإسرائيلي»؟ المقاومة تنتصر في اليمن، الإرهابيّون فُضحوا في كل مكان. لماذا بعد كل هذه الإيجابيات، وغيرها كثير، لماذا التطبيع السعودي والخليجي و«الإسلامي؟».

وأكّد أنّ «ما يُشاع عن قبول حركة «حماس» بالتفاوض مع «إسرائيل» والرضى بحدود 1967، كلام لا يستحقّ أن نقف عنده، وأنّ أيّ تراجع لأيّة قوة مقاومة حقيقيّة عن المقاومة شعاراً وأسلوباً، يعني نهايتها، وهذا ليس حاصلاً».

وطالب الجميع بـ«الانتباه إلى خطأ اتّهام المقاومين، حتى لو اختلفنا معهم في موقف سياسي ما، ولكن مقاومتهم تبقى شرفاً للأمّة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى