الرفيق إميل خليل بندقي ذكرياتي مع سعاده في الأرجنتين والبرازيل
إعداد: لبيب ناصيف
بالإشارة الى ما كنا عرضناه في مقدّمة النبذة المعمّمة بتاريخ 28/04/2015 عن الرفيق أديب بندقي، نعمّم أدناه نص الحديث مع الرفيق إميل خليل بندقي 1 ، الذي نشر في العدد الخاص من «سورية الجديدة».
الحديث الذي جرى مع الرفيق إميل بندقي ممتع وشيّق، فبشاشته تنسيك جدية الحديث عن سعاده، وبريق عينيه يجعلك تتلمّس شوقاً في أعماقه الى أيام قضاها مع سعاده في بيونس أيرس، وتَدفُق الحديث من بين شفتيه يجعلك تسأل أكثر، لعله يستفيض ويحدثنا نحن الذين لم يسعدنا حظ مشاهدة سعاده والحديث معه، عن الكثير الكثير مما نودّ معرفته.
رفيق إميل ، من أنت؟
يبتسم ويقول: إميل خليل بندقي، مواليد حمص عام 1910، هاجرت الى البرازيل عام 1926، وفي عام 1929 انتقلت الى الأرجنتين. في نيسان عام 1939 عدت الى حمص بعد ان أنهيت أعمالي في الارجنتين وفي ذهني ان أؤسس عملاً في وطني، فأنا الوحيد بين تسع أشقاء الذي غادر مدينته.
وماذا حصل؟
اندلعت الحرب العالمية الثانية في ايلول، فوردتني برقية من السفارة الارجنتينية اذ كنتُ أحمل الهوية الارجنتينية تطلب مني فيها مغادرة الأراضي السورية لأنّ «البحر سيقفل».
أطلعتُ والدي على البرقية، فبكى وقال لي: يا بنيّ أنا تعذبت كثيراً في الحرب العالمية الأولى، فعد الى الارجنتين قبل أن تُؤخذ جندياً الى الحرب.
وغادرتُ الأراضي السورية في شهر كانون الأول عام 1939 متوجهاً نحو الأرجنتين. وصلت الى السانطوس 2 بعد أن قطعتْ الباخرة البحار والمحيطات وكلها كانت تعجّ في تلك الأيام بالغواصات والمدرعات.
« في السانطوس كان قريبي الرفيق جورج بندقي 3 ينتظرني، فسلّمني علبة مقفلة وطلب اليّ أن أسلمها الى أنطون سعاده في بيونس أيرس وزوّدني بعنوانه.
« لم أكن أعرف شيئاً عن الحزب السوري القومي، انما كنت أسمع عندما كنت في الوطن أنّ الفرنسيين يلاحقون الحزب ويعتقلون أعضاءه.
أمضيتُ يوماً في السانطوس، وتابعتْ الباخرة طريقها الى بيونس أيرس.
في اليوم التالي لوصولي الى العاصمة الأرجنتينية، توجهتُ الى العنوان المسلّم اليّ من قريبي جورج بندقي، فتحتْ لي سيدة، سألتُ عن أنطون سعاده، طلبت اليّ الدخول وانتظاره في الصالة، بعد لحظات أقبل سعاده، سلّمت عليه وشرحت له ماذا حصل لي في السانطوس مع قريبي جورج بندقي وسلّمته الأمانة التي جلبتها معي. فتح العلبة أمامي فاذا فيها «روب دي شامبر» مزدان بزوبعة، تقدمة للزعيم من إحدى الرفيقات في البرازيل، جلسنا نتحدث، ومنذ اللحظة الأولى شعرت بأنّ شيئاً شدّني نحو هذا الرجل، وأسرني وهو يتحدث اليّ. سألني عن أوضاع البلاد، فشرحتُ له ما عندي، وقبل أن أودعه طلب اليّ أن أزوره مرة اخرى اذا شئت لنتحدث في موضوع البلاد.
« في اليوم التالي سألني أصدقائي المقرّبون أين كنتَ البارحة، قلت لهم إني كنت عند رجل يدعى أنطون سعاده أسلّمه أمانة له من البرازيل، فوجئت بجوابهم أنّ سعاده هذا هو زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي، كما فوجئت بكونهم جميعاً قد انتموا الى الحزب في فترة غيابي عنهم.
هل ما زلتَ تتذكر أسماءهم رفيق اميل؟
سأذكر لكم ما علق بذهني منهم، أمثال: موريس سرياني، بهجت بنوت، أنطون أنطون، جوزيف بهنا، أوهانس بورساليان، ابراهيم النبكي وجميعهم من مدينة حمص.
ويتابع الرفيق إميل:
« في اليوم التالي زرتُ سعاده مرة ثانية، فراح يحدثني عن البلاد وقضية الوطن. أثناء ذلك دخل خالد أديب وكان ناموساً للزعيم آنذاك، تركني سعاده لناموسه يتابع معي الحديث. صارحته أني أريد الانتماء للحزب اسوةً بأصدقائي، بعد أن سمعت الزعيم يتحدث عن مبادئ الحزب وقضيته. أطْلَعني خالد على القسم، قرأته، وأكدتُ له استعدادي، وحالاً أديتُ قسم العضوية.
عند مَن كان يقطن سعاده؟
كان قد استأجر غرفة ضمن منزل لعائلة ألمانية، وهذا كان دارجاً في ذلك الوقت بالنسبة للشباب، فكانوا، لقاء مبلغ شهري، يحصلون على غرفة وطعام ضمن منزل لعائلة يهمّها أن تحصل على وارد شهري.
حدثنا عن سعاده؟
كنت أتردّد اليه باستمرار، بل أستطيع أن أقول يومياً. كنت بدون عمل، وأقطن عند أخوال لي، فضلاً عن أني كنت قد جلبت معي مبلغاً من المال، وكان سعاده يصدر جريدة «الزوبعة» فكان يسير في الغرفة ويُملي عليّ مقالاته للجريدة. أذكر من مقالات سعاده التي كنت أقوم بكتابتها وهو يسير ذهاباً وإياباً في الغرفة، مقالاته التي كانت تصدر تحت عنوان «جنون الخلود».
وكان الزعيم يحب الاستماع الى الموسيقى الكلاسيكية كلما تسنّى له ذلك.
ماذا لفت نظرك في سعاده؟
أول ما لفت نظري في شخصيته الفذة، هو قدرته على معرفة الأشخاص. عندما كنا نأتي اليه بمواطن يريد التعرّف على الحزب، كان سعاده ينظر في عينيه دارساً نفسيته، وكان بعد فترة قصيرة جداً يقول لنا إنّ هذا المواطن أو ذاك لا يصلح للحزب، وما أخطأ يوماً في تقديره.
وكيف كان يتصرف معك وأنت تلازمه يومياً؟
كانت علاقته بي علاقة صداقة أخوية، يتحدث اليّ بكل احترام، يتوجه الي دائماً بـ«رفيق اميل» وأناديه بدوري «حضرة الزعيم».
لباسه كان عادياً، انما أنيقاً دائماً، يغتسل بالمياه الباردة صيفاً شتاء، يمارس الرياضة كلّ صباح، يحب السير، ودائماً يسير بسرعة.
لا يتأفف من الأكل، كان ينتقي الطعام الخفيف، لا يكثر من كمية الطعام، يخفف من أكل اللحوم، لا يشرب الكحول مطلقاً، لا يدخن.
وهل كان الزعيم يكلفك بمهمات حزبية؟
في منتصف شهر كانون الثاني عام 1940 ذهبت الى «سانتياغو» في الشيلي بدعوة من خال لي هناك. طلبتُ اذنا للسفر من الزعيم، سمح لي وكلّفني بأن أعمل لتأسيس فرع للحزب هناك، اذ لم يكن قد انتمى أيّ قومي اجتماعي في الشيلي. أمضيتُ في سانتياغو 45 يوماً عملت أثناءها على تأسيس فرع للحزب، وقد انتمى في ذلك الحين الرفقاء: وجيه عبود، وصفي عبود، جودت أخرس، عبدالله حداد، خير الله حداد، نظمي بيطار، ميشال شقرا، انطون بندقي، روفائيل بندقي، عبد المسيح ملوك، فيليب ملوك، وهؤلاء جميعهم من حمص ومن أصدقائي، وبعضهم من أقربائي، وكنت قد بدأت معهم عملاً إذاعياً وعرّفتهم على أوضاع البلاد وحاجتها الى نهضة تعيد اليها سيادتها على نفسها.
وقد أنشأتُ من الرفقاء الذين انتموا أول وحدة حزبية في الشيلي، وعيّنت الرفيق بشير أخرس مسؤولاً، بحكم التكليف الصادر عن الزعيم.
ويتابع الرفيق إميل حديثه الشيق:
« عدت الى بيونس أيرس في شباط 1940، وحضرت احتفال الاول من آذار وكان يعقد لأول مرة في الارجنتين.
حصل الاحتفال بمبادرة من الرفقاء في بيونس أيرس، ومن الجالية السورية، كان الحضور كبيراً، وخطب في الاحتفال كلّ من: جبران مسوح، فريد نزها وكان يصدر مجلة باللغة السريانية مريانا دعبول فاخوري 4 ، الزعيم.
وأذكر الى اليوم جملة لن أنساها لمريانا وقد بدأت على الوجه التالي:
«يا زعيمي
« انّ الملاك جبرائيل دخل على والدة الزعيم وقال لها السلام عليك يا نايفة، الرب معك، مباركة انت في النساء، مباركة ثمرة بطنك، زعيمنا المفدّى انطون سعاده».
وكانت هذه الحفلة من أعظم الحفلات التي شهدتها الجالية في بيونس أيرس، كما كانت المرة الاولى التي سمعت فيها سعاده يخطب، كان فعلاً يملك جمهوره وهو يتحدث اليه.
ويتوقف الرفيق إميل ثم يتابع:
« في اليوم التالي، طلب إليّ الزعيم أن نزور الرفيق فريد نزها، فأصرّ فريد أن يدعونا الى الغداء. وفي أثناء الغداء طلب الزعيم من الرفيق فريد أن يزوّده بكتب باللغة السريانية، حالاً قام فريد وجلب له عدة كتب، وأعطى الزعيم درساً أولياً باللغة السريانية، بعد ستة أشهر من هذا التاريخ كان الزعيم يتحدث السريانية.
وهل كنتم تعقدون اجتماعات دورية؟
طبعا، كان خالد أديب يدير الاجتماعات التي كانت تتركز على الأبحاث العقائدية والشروحات التي كنا نحتاج اليها.
ويتوقف الرفيق إميل قليلاً ليستجمع ذكرياته… ثم يتابع قائلاً:
أذكر أن سعاده اهتم في حزيران 1940 بتأسيس الجمعية الثقافية السورية بمعاونة الرفقاء: الامين خليل الشيخ، ابراهيم النبكي، اوهانس بورساليان وغيرهم، وقد أخذت الجمعية مقراً لها في بيونس أيرس حيث كنا نتردد اليه كل مساء.
وهل قامت الجمعية بأعمال معينة؟
أسسنا فرقة مسرحية وقدمنا مسرحية في شهر أيلول 1941 في تياترو «سرفانتس» في العاصمة الارجنتينية، وكانت المسرحية بعنوان «في سبيل التاج» وكنتُ بطل الرواية. حضر الزعيم المسرحية، وكتب نقداً لها في «الزوبعة» فيه تنويه بالدور الناجح الذي أدّيته، أما ريع المسرحية فكان للجمعية الثقافية.
وهل لديك أعمال مسرحية غير هذه؟
منذ عام 1940، أيّ بعد وصولي الى بيونس أيرس بقليل، وأنا أشارك في مسرحيات، كنت عضواً في «جمعية الشبيبة الحمصية» التي تحوّلت في ما بعد الى النادي الحمصي 5 وقد مثلتُ على ما أذكر رواية «لصوص الغاب».
حدثنا عن نشاطك الحزبي في تلك الفترة.
نشاطي يمكن أن أحصره بتردّدي المستمرّ على الزعيم، وبكتابة ما كان ينصّه عليّ. انما أذكر أنّ خالد أديب قال لي يوماً إنّ اوراقاً هامة للزعيم في حوزة حسني عبدالله عبد الملك وكان قد طرد من الحزب، وأنّ حسني يرفض أن يسلّم الاوراق.
اخترت رفيقين من الأشداء، وقلت لهما: منذ الآن وصاعداً نحن «الفرسان الثلاثة» وذهبنا الى منزل حسني، وانتظرناه الى ان غادر منزله، دخلنا بحيلة الى المنزل واحتطنا جيداً بالنسبة للسيدة صاحبة المنزل حيث كان حسني يقطن في غرفة مستأجرة، واستطعنا الحصول على كافة الأوراق التي كان حسني يحتفظ بها ويرفض تسليمها.
عندما اقترن الزعيم من الأمينة الأولى هل كنتَ موجوداً في بيونس أيرس؟
كانت الرفيقة جولييت المير التي دُعيت في ما بعد بالأمينة الاولى ـ مثل شقيقها جورج وشقيقتيها كاتالينا وديانا، قد انتموا الى الحزب، وكانت الرفيقة ديانا عضواً في الفرقة المسرحية التابعة للجمعية. كان الزعيم يتردّد الى منزل أهل الأمينة الأولى الذين كانوا يحيطونه بعناية ومحبة. وكانت الأمينة الأولى تتمتع بالرصانة والهدوء والذكاء. اتصل بي الزعيم وطلب مني أن أرافقه الى السجل المدني، كنت الرفيق الوحيد الذي حضر حفل زواج سعاده والأمينة الأولى، كانت عائلة المير حاضرة أما الزواج فكان مدنياً.
وكيف تلقى الرفقاء خبر زواج الزعيم؟
بعضهم رحّب وفرح، وبعضهم اعتبر أنّ ذلك «أمراً معيباً» فكيف يتزوّج سعاده؟ حتى أنّ أحدهم، ابراهيم النبكي، وكان مديراً لمديرية بيونس أيرس.. قال لي: المسيح ما تزوج.
قام خالد أديب باستغلال هذا الموقف لدى عدد من الرفقاء، فجمعهم وقال لهم: يبدو أنّ سعاده اختار الزواج على الحزب، فالمطلوب أن نستمرّ نحن، وقدم نفسه رئيساً عليهم.
عقد الزعيم اجتماعاً للرفقاء أعضاء مديرية بيونس أيرس وشرح لهم فيه معنى الزواج وفضائله، وقد عاد عدد من الذين استاؤوا من زواج الزعيم، الى الحزب، وبقي عدد آخر معتبرين أنّ سعاده لا يجوز له أن يتزوج.
أما بالنسبة لخالد أديب الذي كان سعاده بدأ يلاحظ عليه نموّ الفردية في نفسيته، فقد راح يقصيه شيئاً فشيئاً عن المسؤليات الحزبية، الى ان انتهى مطروداً من الحزب.
ويتابع الرفيق اميل ذكرياته عن تلك المرحلة:
بعد زواجه، انتقل الزعيم الى شقة، وتوقفتُ عن التردّد عليه، انما كنا نلتقي في قصر «الجمعية السورية الثقافية»، أو في الاجتماعات الدورية.
ومتى غادرتَ الارجنتين؟
كنت قد تلقيت رسالة من الرفيقين فؤاد وتوفيق بندقي يطلبان اليّ الحضور الى البرازيل للعمل معهما، وفي تلك الفترة كان المبلغ المالي الذي في حوزتي قد بدأ ينضب، فعرضتُ الامر على الزعيم الذي شجعني على الذهاب الى البرازيل، وعام 1941 غادرتُ بيونس أيرس الى سان باولو، الا أنّ الاتصال لم ينقطع بيني وبين سعاده واستمرت الرسائل المتبادلة بيننا.
ماذا لديك لتقوله لنا عن سعاده الانسان؟
في بيونس أيرس كنا أحيانا نعقد اجتماعات عائلية في المنازل تتخللها سهرة طرب، وكان يحضر الرفقاء والاصدقاء، كنت أهوى العزف على العود والغناء.
وكان الزعيم يحضر معنا هذه الاجتماعات العائلية الساهرة. لم يكن يغني في السهرات علماً أنه كان يملك صوتاً جميلاً. كان يتمتع بشخصية قوية آسرة، يسيطر على الجميع عند حضوره، يتكلم بهدوء ورصانة وبمنطق، كان يغضب بصمت ويتألم، انما لم أشاهده مرة واحدة يفقد أعصابه، حتى في أحلك الظروف، لم يهن أحداً ولم أسجل مرة واحدة أنه تصرّف مع أحد إلا باحترام.
ألم تلتق بالزعيم مرة أخرى، بعد مغادرتك بيونس أيرس؟
التقيتُ بالزعيم ثانية في البرازيل عند مروره بسان باولو عائداً الى الوطن. نزل سعاده في فندق «اسبلانادا» حيث عقد فيه اجتماعاً لجميع الرفقاء، فور وصوله. وفيما هرعت الجالية الشامية للسلام عليه، لم تتعاط معه الجالية اللبنانية بحماس، وكانت قد بدأت تتجه انعزالياً، مما دفع الرفيق فؤاد لطف الله 6 ـ وكان يتمتع بحضور لافت في الجالية ـ الى تأمين اجتماعات للزعيم في منزله مع عدد من أبناء الجالية اللبنانية كي يوضح سعاده عقيدته، ونظرته الى لبنان. انما أستطيع القول إنّ الجالية اللبنانية تعاملت بتحفظ مع سعاده حين مروره بسان باولو، وكان نجيب حنكش 7 على ما أذكر أحد الذين عملوا بنشاط لعرقلة المحاولات المبذولة من الرفيق فؤاد لطف الله، ومنا، للتخفيف من تحفظ الجالية اللبنانية.
وتابع الرفيق إميل:
كان الزعيم يشجعنا على أن ندخل الى مؤسسات اجتماعية وثقافية ورياضية بهدف العمل ضمنها، وتوجيهها قومياً ووطنياً.
وكيف كان وداع الجالية لسعاده عند مغادرته سان باولو الى الوطن؟
كان وداعاً كبيراً. فعدد الذين ودّعوه، يفوق بكثير عدد الذين استقبلوه حين وصوله. لقد كان انطباع الجالية جيداً بعد اللقاءات والاجتماعات التي عقدها سعاده في فترة 25 يوماً قضاها في سان باولو.
رسالة من سعاده الى الرفيق اميل بندقي
بيونس أيرس في 16 أغسطس 1941
«رفيقي العزيز اميل بندقي
تسلمت كتابك الأخير المؤرخ في 21 يوليو الماضي. ولو لم يكن قد عاد الرفيق جبران مسوح من توكومان وقام بقسم من المخابرات المتأخرة لما أمكنني الكتابة اليك بهذه السرعة.
سرّتني المعلومات الواردة في كتابك. وكان المذياع العام الرفيق وليم بحليس قد أخبرني بموقف خالك نديم الحسن. ثم قرأت الكلمة التي نشرت في «سورية الجديدة» عن شخصه. ولكن آسف ان تكون فائدته مقتصرة على هذه الناحية السلبية القليلة النتائج المحسوسة»
هوامش
1 – أميل خليل بندقي. يصحّ ان نذكر دائماً اسم الاب للتمييز عن رفيق آخر: اميل جبران بندقي
بتاريخ 10/08/2010 عممتُ، وكنتُ اتولى عمدة شؤون عبر الحدود، نقلاً عن العدد 11 الصادر عن مجلة «السنونو» في حمص نعيها للرفيق اميليو جبران بندقي. قالت:
« اميليو جبران بندقي من عيون الجالية الحمصية في سان باولو، أعماله الإنسانية والوطنية تشعّ نوراً وتعبق بخوراً، وترسي حجراً وطيداً في صرح الوطن العربي الثاني البرازيل الذي ما فتئ يبنيه لنا ميامين عصاميون وراء البحار سكن الوطن الأم في قلوبهم منذ سفر آبائهم فآلوا ان يتابعوا تجسيده هناك شامخاً عزيزاً.
ترأس الميتم السوري في سان باولو عدة مرات مع عدد من مؤسساتنا العربية الانسانية هناك.
عمل جاهداً في تعزيز الغرفة التجارية العربية البرازيلية، هذا الصرح الاقتصادي العربي العامل على توسيع التبادل التجاري والفني والتكنولوجيبين البرازيل والبلاد العربية، وعلى الاهابة بأجيال المتحدرين بأن يعززوا الاقتصاد العربي بخبراتهم، كما عزز اباؤهم يوماً الاقتصاد البرازيلي.
اشترك في عدة مؤتمرات في كثير من الاقطار العربية ممثلاً لهذه الغرفة التي من أهدافها العمل الاقتصادي العربي المشترك والتطلعات المستقبلية للقطاع الصناعي في البلاد العربية، مع تقديم الدور الإنمائي للمؤسسات والصناديق المالية العربية، وتبيان دور رجال الاعمال العرب في منظمة العمل العربية، ودور المزارع الصغيرة في التنمية الزراعية الريفية في البلاد العربية «.
2 – السانطوس: مرفأ بحري يبعد 55.75 كيلومترأ خط مستقيم عن مدينة سان باولو. كان للحزب في المدينة الساحلية مديرية كبيرة وناشطة. من ابرز اعضائها الرفيق بهيج فرح شهدا، من حماه. كان منح وسام الواجب وأقامت له
مديرية سان باولو، وللرفيق الشاعر علم الدين شروف، حفلة تكريمية حضرتُها عندما كنت في البرازيل. كنت كتبتُ عنه وعن الرفيق شروف. لمن يرغب الاطلاع، الدخول الى قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
3 – جورج بندقي: من مدينة حمص ومن الرفقاء الذين نشطوا جيداً في اربعينات وخمسينات القرن الماضي. يفيد الاطلاع على مراسلات سعاده معه في الجزء التاسع من الاعمال الكاملة.
4 – مريانا دعبول فاخوري: اقترنت من الرفيق الياس فاخوري من راشيا الفخار . غادرت «بيونس ايرس» الى «سان باولو» وفيها اسست مجلة «المراحل». انتهت خارج الحزب، وقد شنّ عليها الامين نواف حردان حملة اعلامية شعواء في صحيفته «الانباء» اثر توجهها الى الارض المحتلة، وقد كانت تأثرت بالفكر الانعزالي.
5 – النادي الحمصي: من اكبر نوادي الجالية السورية في سان باولو، ويقع في احد اهم شوارع المدينة، ان لم يكن اهمها جادة باوليستا . ترأسه الامين البرتو شكور اكثر من مرة، وكنا نعقد فيه الكثير من احتفالاتنا الحزبية.
6 – فؤاد لطف الله: من بسكنتا، والد زوجة باولو معلوف، الذي كان انتخب حاكماً لولاية سان باولو، وخاض انتخابات رئاسة البرازيل، انما لم يوفق.
7 – نجيب حنكش: من زحلة. اشتهر بظرفه. كانت له برامج اذاعية وتلفزيونية. لحنّ للمطربة فيروز اغنيتها «اعطني الناي وغنّي».