واشنطن تُجدّد التزامها بدعم بغداد في حربها ضدّ الإرهاب

أكّد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دتنفورد، استمرار دعم بلاده للحكومة العراقية في جهودها لاستعادة المدن والأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، مشيراً إلى حرص الولايات المتحدة على تأمين احتياجات الحكومة في حربها ضد الإرهاب.

تصريح دتنفورد جاء بعد لقائه الوفد المرافق لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد ، أمس، وجرى خلال اللقاء مناقشة تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التدريب والتسليح ومواصلة دعم التحالف الدولي للعراق في محاربة الإرهاب، وخطط تحرير الموصل من قبضة «داعش».

وعلى صعيد آخر، صادقت محكمة التمييز الاتحادية في العراق على أحكام الإعدام الصادرة من المحكمة الجنائية المركزية في بغداد، بحق المدانين في مجزرة سبايكر التي أسر فيها مسلحون من تنظيم «داعش» وغيره عام 2014 نحو ألفي طالب عراقي كانوا يدرسون في الكلية الجوية بمدينة تكريت، ومن ثم قاموا بقتلهم جميعاً بعد احتلالهم للمدينة.

وقال الناطق باسم السلطات القضائية في العراق عبد الستار بيرقدار في بيان إنّ «محكمة التمييز الاتحادية نظّرت في دعاوى المتهمين في جريمة شهداء سبايكر. الدعاوى نظرت من قبل الهيئة الموسعة في المحكمة وتمّت المصادقة على قرارات الإعدام الصادرة من المحكمة الجنائية المركزية في بغداد».

وكانت المحكمة الجنائية المركزية في بغداد أدانت في شباط، الماضي 40 متهماً بالتورط في هذا الجريمة، وقررت معاقبتهم بالإعدام شنقاً، فيما برأت 7 متهمين لم يثبت تورطهم في ارتكاب الجريمة.

إلى ذلك، دعّت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، الجيش العراقي إلى منع الفصائل المسلحة التي لها «سجلات في انتهاكات خطيرة» من المشاركة في عملية استعادة الموصل من تنظيم «داعش».

وقال جو ستورك نائب مدير قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس»: «على قادة العراق تجنيب المدنيين في الموصل الأذى الخطير من قبل الميليشيات التي سُجلت انتهاكاتها حديثاً»، وهو ما دعا إليه أيضاً دبلوماسيون غربيون وموظفو الإغاثة الذين يعملون على توفير المساعدات الإنسانية للسكان.

هذا ومن المزمع أن تبدأ المعركة لاستعادة الموصل، أكبر معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي، في وقت لاحق هذا العام، لكن لم يتم الانتهاء بعد من وضع الخطط.

ومن المتوقع أن يشارك الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب في الهجوم، بدعم جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ولم يبت بعد في دور قوات البيشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي في المعركة، ولا يزال ذلك يمثل نقطة خلاف.

ويرجح مسؤولون مشاركة الحشد والبيشمركه في المعركة، على أن يقتصر دورهم على مشارف المدينة.

ميدانياً، اقتحم مسلحون، أمس، منشأتين للغاز والنفط شمال العراق، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص ووقوع أضرار مادية، وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي في وقت لاحق مسؤليته عن العملية.

وأوضحت مصادر أمنية أنّ 4 مسلحين على الأقل اقتحموا بقنابل يدوية محطة كبس الغاز، الواقعة على بعد نحو 15 كيلومترا شمال غرب مدينة كركوك وقتلوا 4 من حرس المحطة، وزرعوا عدة متفجرات قبل أن تتمكن قوات الأمن من استعادة السيطرة على المنشأة، وإطلاق سراح 15 موظفاً آخرين كانوا مختبئين في غرفة منفصلة للمحطة.

وقالت المصادر إنّ المهاجمين ربما فروا لشن هجومٍ ثانٍ على محطة «باي حسن» النفطية الواقعة على بعد نحو 40 كيلومتراً شمال غرب كركوك.

وفي السياق، أعلنت قيادة عمليات الأنبار، أول أمس، بأنّ قوات الجيش العراقي دخلت إلى منطقة جزيرة الخالدية شرق الرمادي، مؤكدةً استمرار العملية لطرد عناصر تنظيم الدولة منها.

وقالت مصادر في عمليات الأنبار إنّ الجيش العراقي ترافقه قوات الحشد الشعبي اقتحمت الخطوط الأولى لمنطقة جزيرة الخالدية شرق الرمادي مركز محافظة الأنبار، بعد مقاومة ضعيفة من جانب التنظيم الإرهابي.

وأضافت المصادر أنّ طيران التحالف الدولي يقصف بكثافة منذ انطلاق العملية العسكرية، مواقع تمركز عناصر تنظيم «داعش» مشيرةً إلى أنّه تمّ قتل 20 منهم خلال الغارات.

وأوضحت المصادر أنّ القوات العسكرية مستمرة بالتقدم نحو جزيرة الخالدية لإكمال تحريرها، لكنها تتقدم بشكل بطيء خشية وجود الألغام والعبوات الناسفة التي تستهدفهم، متوقعة اكتمال تحريرها خلال الساعات المقبلة.

وكان الجيش العراقي قد أعلن في وقت سابق السبت انطلاق عملية عسكرية بمساندة طيران التحالف الدولي، لتحرير منطقة جزيرة الخالدية شرق الرمادي.

هذا ووجهت طائرات التحالف الدولي السبت، 21 ضربة جوية ضد مواقع تابعة لتنظيم «داعش» في العراق وسورية.

وأفادت القيادة العسكرية الأميركية في بيان أنّ طائرات قوات التحالف نفذت 9 ضربات جويّة ضد أهداف للتنظيم في العراق، كما نفّذت 12 ضربة في سورية.

وأشار البيان إلى أنّ التحالف شنّ ضرباته من خلال طائرات مهاجمة وقاذفات وطائرات مسيرة عن بعد، واستهدفت وحدات تكتيكية وعجلات ومنصات لإطلاق الصواريخ ومخابىء تحت الأرض ومخازن ومواقع قتالية للتنظيم.

ويقود الجيش العراقي، بالتعاون مع قوات الحشد الشعبي، عمليات عسكرية لتحرير مدن ومناطق يسيطر عليها هذا التنظيم الإرهابي، بالتوازي مع عمليات عسكرية يقوم بها طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد معاقله منذ أيلول 2014.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى